روما: يجري وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الذي تسبب بانهيار الائتلاف الشعبوي الحاكم الخميس، سلسلة طويلة من اللقاءات والاجتماعات في محاولة لفرض انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن.

يقوم زعيم الرابطة (يمين متطرف) بجولة بدأت على ساحل البحر الادرياتيكي الجمعة، وتتواصل في منطقة بازيليكاتا السبت، وفي صقلية الأحد، مكررًا في كل محطة الرسالة نفسها.

وقال سالفيني الجمعة في تيرمولي (وسط شرق) بعدما التقط صور سيلفي كثيرة مع مناصرين متحمسين، "يجب إعادة الكلمة إلى الإيطاليين. إنه خيار شجاعة واتساق، لكن أيضًا (خيار) كرامة".

بُعيد إعلان إنهاء تحالفه مع حركة خمس نجوم الخميس، اغتنم سالفيني فرصة اجتماع في بيسكارا (شرق) لدعوة البرلمانيين إلى التحرّك "والعودة إلى روما" لإسقاط الحكومة.

وفي حين أن البرلمان في عطلة، تمّ استدعاء كل البرلمانيين المنتمين إلى الرابطة بعد ظهر الاثنين. من جهته، يعتزم زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو الذي فوجئ بانقلاب حليفه السابق، حشد قواه صباح الاثنين.

ويُفترض أن يلتقي رؤساء الكتل البرلمانية في مجلس الشيوخ عند الساعة السادسة من مساء الاثنين، لتحديد الجدول الزمني لهذه الأزمة غير المسبوقة. إذا كانت إيطاليا اعتادت إسقاط الحكومات، فإنها المرة الأولى التي قد تصوّت فيها في الخريف في وقت يجب مناقشة الموازنة.

الجميع في جنوة&
ويُفترض أن يحدد الاجتماع في مجلس الشيوخ موعد استدعاء البرلمانيين، وما إذا كان مجلس الشيوخ سيبدأ في استقبال رئيس الحكومة جيوسيبي كونتي، الذي طلب التحدّث أمام المجلس أو في درس مذكرة حجب الثقة التي قدّمتها الرابطة ضدّ كونتي الجمعة.

وأفادت وسائل إعلام إيطالية أن كونتي يريد أولًا الذهاب إلى قمة مجموعة العشرين التي تفتتح أعمالها في 24 أغسطس في بياريتز في جنوب غرب فرنسا واختيار المفوّض الأوروبي الإيطالي الذي لم يعد ملزمًا بالتوافق بشأنه مع الرابطة.

إلا أن المراقبين يميلون إلى الخيار الأول، أي استدعاء البرلمانيين اعتبارًا من 19 أو 20 أغسطس مع حلّ البرلمان بعد بضعة أيام ما يتيح على ضوء المهل الإلزامية، إمكانية التصويت قبل أواخر أكتوبر كما يطلب سالفيني.

لا يعلم ما سيكون موقف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الذي يتمتع وحده بصلاحية حلّ البرلمان بعد إجراء مشاورات مع رئيسي غرفتي السلطة التشريعية والقادة السياسيين، ثمّ الدعوة إلى انتخابات.

إلا أن من المعروف أن ماتاريلا يعارض إجراء انتخابات في سبتمبر-أكتوبر، خلال فترة يفترض فيها بحكومة القوة الاقتصادية الثالثة في منطقة اليورو، والتي تواجه ديونًا طائلة، التحضير لموازنة العام المقبل وبحثها مع الاتحاد الأوروبي وتبنّيها في البرلمان.

لن يكون لدى حكومة تصريف أعمال الوزن الضروري للتفاوض مع بروكسل، ما قد يلحق ضررًا بإيطاليا في الأسواق، في وقت ارتفعت العائدات على سندات الحكومة الإيطالية بعد إعلان سالفيني انهيار الائتلاف الحكومي.

وانتقل ماتاريلا الجمعة إلى سردينيا لقضاء عطلة تستمرّ بضعة أيام. ويُنتظر بعدها الأربعاء في جنوة (شمال غرب) حيث يُفترض أن ينضمّ إلى كونتي ونائبيه دي مايو وسالفيني لإحياء ذكرى حادث انهيار الجسر الذي أودى بحياة 43 شخصًا في العام الماضي.
&