تونس: يصل الطالب محمد للتو من مدينة سوسة (حوالى 150 كلم شرق) بعد ان تقاسم مع أصدقائه سيارة حملتهم الى تونس العاصمة للتصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية مع ضعف اقبال الشباب على صناديق الاقتراع.

كانت نسبة مشاركة الشباب في الموعدين الانتخابيين السابقين الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وتلك النيابية ضعيفة وقرر عدد منهم ان ينتقل في شكل مشترك الى العاصمة للتصويت لصالح استاذ القانون الدستوري المتقاعد قيس سعيّد (61 عاما) بعدما دعاهم للمشاركة بكثافة.

ينافسه على منصب الرئيس، رجل الاعلام الملاحق قضائيا نبيل القروي (56 عاما) الذي ينطلق من افكار ليبيرالية براغماتية ويتخذ من مقاومة الفقر شعارا لحملته.

ويقترح القروي ضمن برنامجه الانتخابي تعيين شاب كسفير لمجموعة "GAFA" (غوغل وامازون وفيسبوك وآبل) لدعم الاستثمار الرقمي في البلاد وتحفيز الشباب على ابتكار أفكار تمكنهم من انشاء مشاريعهم الخاصة.

وصف القروي خلال مناظرة تلفزيونية برنامج سعيّد ب"والت ديزني" في اشارة الى صعوبة تنفيذه وانه خيالي، ورد عليه سعيّد "بعدم التهكم على برامج الشباب".

وتم انشاء العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلال الأيام الأخيرة من قبل شباب للتشارك في سيارات تقلهم من مقر سكنهم في عدد من المحافظات التونسية نحو العاصمة.

ويقول محمد (21 عاما) وهو يحمل حقيبة على ظهره "وضعت اعلانا لي ولقريبي في صفحة وقد تفاعل معي شخص وحددنا موعدا، وها انا ذا".

ويعلق قريبه الذي يدرس في جامعة سوسة (شرق) ساخرا "لم يحترموا التوقيت ولكن ليست مشكلة".

-"تطوّع"-
يتفاعل العديد من الشباب على صفحة "كوفواتوراج (تشارك السيارة) من أجل الرئاسية" والتي تدعم المرشح قيس سعيّد وتم انشاؤها بعد الدورة الأولى التي جرت في 15 أيلول/سبتمبر الفائت.

تضم الصفحة نحو 30 ألف منخرطا يتبادلون أرقام الهواتف والمعلومات ويحددون مواعيد ليلتقوا فيها من أجل الانتقال من العاصمة في اتجاه مدنهم أو العكس من المدن الداخلية في اتجاه العاصمة للانتخاب.

تضم المجموعة في غالبيتها طلابا عبروا عن نية التصويت لسعيّد.

وتقول بحرية ستيلا مديرة الصفحة "وضعنا حافلات في تصرف الذين لم يتمكنوا من تنسيق انتقال مشترك بالسيارة".

&وتؤكد "نسقت لـ300 شخص السبت سيارات وحافلات. هذا عمل تطوّعي بالكامل".

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشباب ينتقلون في مجموعات بالحافلات رافعين صور المرشح قيس سعيّد.

ويمنع القانون الانتخابي ان يخصص المرشحون وسائل نقل للناخبين من المناطق البعيدة من أجل ايصالهم لمراكز الاقتراع.

ولم ينظم حزب القروي "قلب تونس" رحلات لأنصاره الأحد فيما تقوم مجموعة من الشباب المتطوعين بحملة سعيّد المستقل والذي شكل حلوله في الصدارة في الدورة الاولى ب 18,4 في المئة "زلزالا انتخابيا".

-"واجب"-
سجلت محطة النقل "باب عليوة" بالعاصمة تونس ليل السبت، اكتظاظا، ويقول رضا (35 عاما) "من المهم ان ننتخب هذا واجب ومسؤولية".

ويتابع "يختلف المتنافسان كثيرا الواحد عن الاخر. واحد يمكن ان يطور البلاد وآخر يمكن ان يغرقها".

كما بادر بعض سائقي سيارات الأجرة الى تقديم خدمات بدون مقابل لنقل الناخبين، على غرار بكري الذي يقل أنصار سعيّد من مدينة نابل (شرق) الى العاصمة ويقول "أفعل ذلك من أجل بلدي وأدعم من يحمل الأمل لتونس".

ناهزت نسبة المشاركة في الدورة الأولى خمسين في المئة ورأى مراقبون ان عدم الاقتراع مرده الى ضعف الدولة في الاستجابة لمطالب التونسيين وخصوصا تشغيل الشباب.