إيلاف من أبوظبي: تمحورت نقاشات اليوم الثالث من المنتدى الحضري العالمي العاشر حول دور التكنولوجيا العابرة للحدود في تعزيز التحضر المستدام. وناقش المنتدى عبر جلساته المتواصلة الفرص التي أتاحها التقدم التكنولوجي لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة.

وقال محمد الخضر الأحمد المدير التنفيذي للشؤون الإستراتيجية في "دائرة البلديات والنقل"، والمنسق العام لـ"المنتدى الحضري العالمي العاشر" : "تعمل دائرة البلديات والنقل على إبراز تجربتها في تأسيس المدن الذكية من خلال ابتكارها لخدمات رقمية ضمن برنامجها في التحول الرقمي، حيث أطلقت الدائرة العديد من المبادرات المصممة لتسريع النتائج الذكية والرقمية مع توفير تجارب رقمية حقيقية ".

أشار إلى أن الدائرة تسعى إلى تعزيز سمعة ومكانة أبوظبي بشأن الآليات التطبيقية للمدن الذكية والذكاء الاصطناعي في كل من محاور استشراف مدن المستقبل عبر الابتكار التكنولوجي، لافتاً إلى أن مساعي الدائرة الفعالة على أرض الواقع في تحول مدينة أبوظبي إلى مدينة ذكية، وكذلك الاطلاع على أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية في مجال المدن الذكية، من خلال جلسات المنتدى.

وأوضح الأحمد أن الدائرة ستكون طرفاً مشاركاً وفاعلاً في استعراض أطر العمل والخطط الطموحة للمدن الذكية في الإمارة والاطلاع على مستجدات التكنولوجيا في هذا المجال من خلال عروض وابتكارات القطاع الخاص، بهدف ضمان توفير بنية تحتية عالمية المواصفات قادرة على استيعاب كافة الاستثمارات المقبلة على الإمارة، من خلال استثمار التكنولوجيات الحديثة في أعمال ومشاريع الطرق والحدائق والمرافق الترفيهية والبنية التحتية.

ويوصي أغلب الباحثين في قضايا العمران المستدام بضرورة توجيه الاستثمارات الحديثة نحو بناء الأنظمة الآلية والمنصات الرقمية والتطبيقات التكنولوجية التي تعمل على تشغيل المدن الذكية بشكل آلي متكامل، سعياً نحو تعزيز الروابط بين التحضر المستدام والابتكار بمفهومه الشامل الذي ينطوي كل ما هو حديث تقنياً.

وتؤكد الدراسات الميدانية والتوصيات المتتابعة للمنتدى الحضري العالمي في دوراته التسع السابقة أن الابتكارات التقنية لها الدور الأبرز في جعل المدن أكثر استدامة من خلال دعم البنية التحتية للمدن بمجموعة واسعة من التحديات التقليدية التي تواجه أي مدينة مثل (إدارة المياه، ووسائل النقل المستدامة، وإدارة المدن بالأجهزة الأمنية المدنية الحديثة، وإعادة تدوير النفايات الصلبة، وإدارة وتشغيل المدينة بالطاقات المتجددة، واستخدام طرق زراعة آلية حديثة توفر الموارد وتستغل الطاقة المتجددة الاستغلال الأمثل).

ويبحث المنتدى عبر نقاشات مكثفة دور البيانات في إحداث طفرة في التحول السريع نحو التمدن المستدام من خلال تطبيق التكنولوجيا القائم على قواعد البيانات التي من شأنها تسهيل وتحسين نوعية الحياة وزيادة تنافسية المدن بعمليات تشغيل ذات كفاءة عالية في استغلال الموارد المتاحة بشكل ذكي من خلال الآليات التكنولوجية.

ومن خلال التعاون الوثيق بين "دائرة البلديات والنقل"، و"موئل الأمم المتحدة"، يشهد "المنتدى الحضري العالمي العاشر" سلسلة من الحوارات للنقاش حول القضية الرئيسية للمنتدى والمرتبطة بدور كل من الثقافة والابتكار في التنمية الحضرية المستدامة للمدن، بالإضافة إلى التباحث حول التمويل والحلول التكنولوجية المبتكرة ورأس المال البشري والاجتماعي للتنمية الحضرية المستدامة.

ويقام المنتدى على مدار ست أيام خلال الفترة من 8 إلى 13 فبراير 2020 في العاصمة أبوظبي، ويجمع 8 آلاف مشارك، ونحو 20 ألف ضيف من قادة الحكومات ورجال الأعمال وخبراء تخطيط المدن الحضرية يمثلون أكثر من 160 دولة بهدف إقامة شراكات جديدة تمهد الطريق أمام التنمية الحضرية المستدامة للمدن.