ايلاف من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمة لدى افتتاح القمة العراقية الاردنية المصرية في عمان الثلاثاء ان شعوب المنطقة لم تعد تحتمل الصراعات لذلك يجب استبدالها بالتنمية والبناء .. ودعا الى تكامل اقتصادي عراقي مصري اردني وضرورة استكمال المعركة ضدّ المجاميع الإرهابيّة في ضوء انتصار العراق على تنظيم داعش .

واضاف الكاظمي في كلمته التي تابعتها "إيلاف" عن ارتياحه لانعقاد القمة، مؤكدا الحرص على تكامل الشُعُوب العربيّة وسيادتها واستقلالها واستقرارها. وقال "إنّ منطقتنا ليست بحاجة إلى حُرُوب، وصراعات جديدة، بل بحاجة لأن نقف جميعاً مع بعضنا، ونعمل من أجل تحقيق ما تصبو إليه شُعُوبنا من أمن واستقرار وتنمية وحياة أفضل، وأن نعمل لصنع السلام".

استراتيجية استقرار المنطقة
وشدد الكاظمي على ان العراق يلتزم برؤية إستراتيجيّة تدعم استقرار المنطقة وخلق فرصة التهدئة وهذا المسار يُبنى باستمرار الحوارات بين الأطراف الفاعلة على مُستوى المنطقة.

واشار الى ان العراق يتمسّك بإقامة علاقات مُتوازنة مع كل دول الجوار، ويُولي أهمّية لحماية سيادته وأمنه واستقراره؛ ويتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في إطار الاحترام المُتبادَل، وعدم التدخّل في الشُؤُون الداخليّة.

وقال "نتطلّع إلى صنع مستقبل مشرق يُوفّر لشُعُوبنا الحياة الكريمة في ظل قيم السلام والتسامح، والاستقرار، والرفاهية، والعدالة الاجتماعيّة، ونحن نجتمع اليوم مُتمسّكين بقيمنا الأصيلة الراسخة من أجل خير بلداننا وشُعُوبنا".

واكد على موقف العراق الثابت بدعم القضيّة الفلسطينيّة، وحقّ الشعب الفلسطينيّ في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. وبين أهمّية الإرادة الجماعيّة لدحر الإرهاب، والقضاء عليه عبر تعاون إقليمي ودولي شامل ومُواجَهة كلّ من يدعم الإرهاب بالتمويل والتسليح، وضرورة استكمال المعركة ضدّ المجاميع الإرهابيّة في ضوء الانتصار الذي حقّقه العراق في معركته ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ.

واضاف ان العراق حريص على أهمّية الحلّ السياسيّ الشامل لأزمات المنطقة على قاعدة المصالح المشتركة التأريخية بين الشعوب، وبما يحفظ وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليميّة، ومُقدّرات شُعُوبها، ويُتيح الحفاظ على الأمن القوميّ.

تحقيق تكامل اقتصادي بين الدول الثلاث
واوضح "إنّ رؤية العراق تركز على تبني المشتركات والنأي عن الصراعات وتحقيق التكامل والتعاون الاقتصاديّ بين الدول الثلاث من خلال تطوير المناطق الصناعيّة (الاقتصاديّة) المُشترَكة، وضرورة إيجاد شراكات إستراتيجيّة مُتعدّدة الأوجه بهدف تعزيز حُضُور الاقتصاد العراقيّ بشكل مُشترَك مع اقتصاديّات الدول العربيّة ،وبما يعود على بلداننا بمزيد من الاستقرار، والرفاهية.".
واشار الكاظمي الى ان العراق يتطلع لفتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصاديّة، والتجاريّة، والاستثماريّة، في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية وإعادة الإعمار والنقل والصحة.

شراكات استثمارية
وقال رئيس الوزراء العراقي إن الروابط التأريخية والجغرافية التي تجمع العراق بأشقائه في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية تتيح لنا فرص بناء قاعدة للمصالح الاقتصاديّة المُشترَكة تُؤمّن شراكات استثماريّة طويلة المدى وتبادلاً تجاريّاً واسع الأفق، وكذلك إثراء الأسواق العراقيّة والأردنيّة والمصريّة بالمنتجات المُشترَكة لهذه البلدان، و بما يُساهِم في تعزيز حُضُور السوق العربيّة.
واضاف "إن المشرق الجديد الذي نتطلع اليه هو رؤية سلام ومحبة وتكامل وانفتاح من أجل مستقبل الأجيال القادمة" .. مؤكدا أهمّية الاجتماع بصفة دوريّة لتنسيق المواقف والسياسات من أجل تحقيق مصالح وأهداف شعوبنا في الاستقرار والازدهار الاقتصاديّ وتوسيع التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وبناء علاقات دوليّة مُتوازنة.

تكريس التفاهمات بدل الصراعات
واضاف ان العراق وهو ينطلق من عمقه العربي وجواره التأريخي ومن إصرار شعبه على الحياة الحرّة الكريمة ، سيكون مساهماً بفعالية في تأكيد قيم السلام والتكامل مع الأشقاء والأصدقاء .. ومنصة دائمة لبناء الحوار وتكريس التفاهمات بديلاً عن الصراعات.
وزاد "ان شعوبنا لم تعد تحتمل المزيد من الصراعات ، شبابنا يمتلكون الإرادة لصنع واقع أفضل وواجبنا جميعاً أن نترجم هذه الإرادة الى واقع وبرامج عمل تستبدل لغة الحرب بلغة التنمية والبناء وتُبنى على المشتركات ولا تتوقف أمام الخلافات، لتحقيق فرص التقدم والسلام. وشدد في الختام "شعوبنا تستحق المستقبل، وهذا اللقاء نتمنى أن يكون بوابة من بوابات المستقبل"

ووصل الكاظمي في وقت سابق الثلاثاء الى العاصمة الأردنية عمّان للمشاركة في اجتماعات القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية التي بدأت اعمالها هناك حيث اوضح مكتبه الاعلامي انه سيجتمع مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة ثلاثية ستركز على ملفات التعاون الاقتصادي والشراكة بين الدول الثلاث وتعزيز الجوانب الاستثمارية والتجارية.
وأشار المكتب في بيان تابعته "ايلاف" الى ان القمة وهي الثالثة من نوعها ستناقش ملفات تتعلق بالقضايا الإقليمية وكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة .