ايلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنه لن يُترشح للانتخابات العراقية المبكرة، داعياً إيران وتركيا الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، وواصفاً دول الخليج بأنها تشكل العمق الاستراتيجي للعراق.

وأعرب الكاظمي خلال اجتماع مع الوزراء والاجهزة الأمنية في مقر قيادة الشرطة الاتحادية في بغداد عن ارتياحه للجهود "التي تبذلها القوات الأمنية في تصديها لعصابات داعش الإرهابية، وأيضا جهودها في ملاحقة عصابات الجريمة وتوفير الاستقرار والأمن في أنحاء العراق".

وشدد رئيس الوزراء العراقي على حق التظاهر السلمي وواجب القوات الأمنية في توفير الحماية اللازمة للمتظاهرين السلميين، مؤكداً رفضه الاعتداء على القوات الأمنية المكلفة بحماية التظاهرات في عموم ساحات التظاهر بالمحافظات"، رافضا قطع الطرقات من جانب المتظاهرين وإلحاق الأذى والضرر بالمصالح العامة للدولة والمواطنين.

وناقش الكاظمي مع القادة الامنيين الاستعدادات الأمنية وتهيئة الأجواء المناسبة للانتخابات المبكرة، المقررة في يونيو من العام المقبل، والعمل على وضع الخطط الأمنية الكفيلة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة.

الخليج عمق العراق الاستراتيجي
من جهة اخرى، وصف الكاظمي النظام الطائفي المفروض على العراق من أجل "تحقيق توازن وطني .. بأنه كذبة كبيرة"، واعتبر في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الاماراتية إن الطائفية هي أحد المحركات الرئيسية للفساد في البلاد. وأشار الى أن "هناك عيوب في هيكل بعض مؤسسات الدولة منذ عام 2003، حيث تم بناؤها خطأ على أساس الانقسامات الطائفية والعرقية ما أدى إلى انقسامات سياسية تعرف بالمحاصصة. واضاف الكاظمي ان "الجماعات التي تعتقد أنها فوق القانون ستشهد قريبا تحركات جادة من قبل قواتنا الأمنية". وأضاف "برنامج حكومتنا مبني على التأكيد على سيادة الدولة، بما في ذلك حصر استخدام القوة في قوات الأمن الرسمية وحظر استخدام السلاح خارج نطاق القانون".

وقال رئيس الوزراء العراقي إن العمل جار على اعادة تشكيل القوات الامنية "وتطهيرها من كل العناصر الفاسدة وهذا سيستغرق وقتا لكننا سنحاسب هؤلاء الاشخاص على الجرائم التي ارتكبوها".

ولدى سؤاله عمن يقف وراء الاغتيالات، أشار الكاظمي إلى "الجماعات الإجرامية التي تسيء إلى نقاط الضعف في بعض أجهزتنا الأمنية ... ولهذا السبب فإن أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج حكومتي هو التحقيق وكشف الحقائق المتعلقة بقتل المتظاهرين". وزاد موضحا "لقد وضعنا خطة بدأت بالإعلان الأسبوع الماضي عن أسماء القتلى والجرحى وعائلاتهم والدعم الذي يحتاجونه. نواصل التحقيق مع القتلى بعد الاعتداءات على النشطاء والمثقفين".

وعن ازمة الكهرباء التي يعاني منها العراقيون، قال الكاظمي إن "الأزمة المستمرة منذ العام 2003 وحتى الآن تقوم على نقص التخطيط وعدم الالتزام بحماية كرامة الشعب العراقي ولم تعمل الوزارات المتتالية بجدية على تقديم هذه الخدمات بل كان معظمها مهتمًا بالاستفادة مالياً ومن خلال وسائل فاسدة".

ووقع العراق عقوداً جديدة مع شركة جنرال إلكتريك، ويعمل حالياً للاتصال بالشبكات الإقليمية وإنتاج الغاز العراقي. وقال الكاظمي "سنبذل قصارى جهدنا لضمان أن الصيف المقبل سيكون أفضل من هذا".

واكد انه لن يترشح للانتخابات المبكرة في منتصف العام المقبل موضحا أن تركيزه الحالي هو "السماح للعراقيين بالتصويت بحرية دون تزوير أو ترهيب أو التهديد باستخدام القوة"، مبينا "أركز على تهيئة الظروف للسماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة واستعادة ثقة العراقيين في العملية الانتخابية. ولا أفكر في أي شيء آخر في هذه المرحلة". وقال ان "دول الخليج تمثل عمقنا الاستراتيجي ونسعى لتطوير علاقاتنا إلى أفضل مستوى ممكن لأن ذلك يخدم الاستقرار في المنطقة ويضع حداً للانقسامات والطائفية التي مزقتنا في الحروب، وهذا هو رغبة معظم العراقيين. يسعى معظم العراقيين إلى إقامة علاقات مع الخليج ويؤمنون بضرورة هذه العلاقات".

ووصف الكاظمي زيارته الاخيرة إلى واشنطن بالناجحة، لافتاً إلى أن إحدى ابرز النتائج التي خلصت اليها تتمثل بالشراكة الاقتصادية بين الجانبين. وأضاف "علاقتنا دخلت مرحلة جديدة لا تقوم فقط على التعاون الأمني بل على التعاون الاقتصادي وجذب الشركات الأميركية إلى العراق وإطلاق تعاون طويل الأمد خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتعليم والصحة".

ولدى سؤاله عن انسحاب القوات الأميركية من العراق، أصر الكاظمي على أن "إعادة انتشار" جارية وأن "القوات المقاتلة" لم تعد ضرورية في البلاد، مشددا "لقد شعرت شخصيًا بالتزام أميركي بتطوير شراكتنا".

وعندما سئل عن إيران وتركيا الجارتين للعراق اللتين تدخلتا على نطاق واسع في شؤونه، جاء رد الكاظمي موجزاً ودبلوماسياً، حيث قال التدخل الإيراني: "نعتقد أن مبدأين يجب أن يوجهان علاقاتنا. أولاً: عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة ورفض استخدام أراضي أي من البلدين لشن هجوم على الآخر، والمبدأ الثاني هو أن العلاقات مع إيران يجب أن تكون بين دولة ودولة على أساس المصالح المشتركة".

أما بالنسبة لتركيا التي تنفذ عمليات عسكرية بشكل مستمر في العراق قال الكاظمي "بالطبع نحن نرفض التوغل التركي في إقليم كردستان العراق وفي الوقت نفسه يمكننا أن نفهم المخاوف التركية بشأن حزب العمال الكردي التركي إجراءات حزب العمال الكردستاني الناشئة من العراق والتي تستهدف تركيا ... نحتاج إلى إزالة مخاوف كلا الجانبين حتى نتمكن من تحقيق الاستقرار في العلاقات".