أضرب متعهدو الجنازات في إسبانيا للمطالبة بالمزيد من العمال مع استمرار زيادة حالات الوفاة المرتبطة بفيروس كورونا.

وتقول النقابات إنّ هناك حاجة إلى مزيد من الموظفين لمنع التأخر في دفن الموتى، وهو ما حصل خلال الموجة الأولى من الوباء في مارس/ آذار.

وتواجه أوروبا موجة ثانية مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة والوفاة.

واتخذت عدة دول تدابير جديدة، مثل حظر التجول والإغلاق، وذلك في محاولة لخفض معدلات الإصابة.

وأصبحت النمسا والبرتغال، يوم السبت، أحدث دولتين تعلنان قيود إغلاق جديدة.

وشارك العمال في دور الجنازات في جميع أنحاء إسبانيا في إضراب يوم الأحد، الذي تزامن مع يوم عيد كل القديسين، حيث تزور العائلات عادة قبور أحبائهم.

وقالت إحدى دور العزاء في العاصمة مدريد لوكالة فرانس برس للأنباء إنها بحاجة إلى ما بين 15 و20 موظفاً إضافياً للتعامل مع ارتفاع عدد الوفيات. وأعلنت وزارة الصحة يوم الجمعة تسجيل 239 حالة وفاة جديدة في يوم واحد.

وفي مارس/ آذار، كانت مراسم دفن الموتى تتأخر حوالى أسبوع تقريباً، وحدثت عمليات حرق لجثث في مدن تبعد مئات الأميال من الأماكن المأهولة، حيث واجهت دور الجنازات صعوبات في تلبية طلبات دفن الموتى.

وسجلت إسبانيا أكثر من 1.1 مليون إصابة 35800 حالة وفاة منذ بدء تفشي الفيروس، وفقاً لبيانات من جامعة جونز هوبكنز.

موقع اختبار متنقل في إيطاليا
EPA
قال وزير الصحة الإيطالي إن ارتفاع معدلات الإصابة "مرعب"

وفي فرنسا، ردّ وزير الداخلية جيرالد دارمانين بشدة على تقارير أفادت بأن مجموعة من الطلاب في مدرسة الشرطة الوطنية في نيم نظموا حفلة سرية في مبنى المدرسة الأسبوع الماضي.

ووصف دارمانين التقارير بأنها "غير مقبولة على الإطلاق". وقال "إذا تأكد هذا، فإنّ التلاميذ المسؤولين لن يكونوا جديرين بارتداء الزي الرسمي وسيتم استبعادهم".

وجاءت هذه الأنباء فيما سجلت فرنسا 46290 حالة إصابة خلال 24 ساعة، بعد يوم من تسجيل 35641 حالة. وتوفي 231 شخصاً خلال الفترة نفسها، ليرتفع العدد الإجمالي في فرنسا إلى 37019.

في الوقت نفسه، تعمل إيطاليا على تسريع الاستعدادات لفرض المزيد من القيود لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وسجلت إيطاليا يوم السبت 31758 حالة إصابة بالفيروس، وهو رقم قياسي جديد لعدد الإصابات المسجلة في يوم واحد.

وحذّر وزير الصحة روبرتو سبيرانزا من أنّ الإغلاق على مستوى البلاد بأكملها يبدو أنه الأسلوب الوحيد لمنع ازدحام أجنحة المستشفيات بمرضى فيروس كورونا.

وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا، قال سبيرانزا إنّ معدل انتقال العدوى يرتفع على نحو "مرعب".

وتسري قيود بالفعل في إيطاليا، حيث قررت السلطات إغلاق دور السينما والمسابح والمسارح وصالات الألعاب الرياضية.

كما يتعين على الحانات والمطاعم والمقاهي التوقف عن خدمة العملاء بحلول الساعة 6 مساءً. ومع ذلك، مازال العمل جاريا في المحال ومعظم المصالح التجارية الأخرى.

جنازة المطران أمفيلوهييي في بودغوريتشا
EPA
قبّل المشيعون يد الزعيم الديني في الجبل الأسود، على الرغم من حقيقة أنه توفي نتيجة إصابته بكوفيد-19

وفي الجبل الأسود، حضر آلاف الأشخاص جنازة الشخصية الدينية البارزة في البلاد، المطران أمفيلوهييي رادوفيتش، الذي توفي يوم الجمعة جراء الإصابة بفيروس كورونا، عن عمر يناهز 82 عاماً.

وعلى الرغم من نداءات أطباء بحظر الجنازة، فقد عُرض نعش الأسقف وبقي مفتوحاً أمام حشود في الكاتدرائية الأرثوذكسية الصربية في العاصمة بودغوريتشا، حتى أنّ بعض المعزين لمسوا أو قبلوا رأسه أو يديه.

وهناك مخاوف من أن تؤدي الجنازة إلى تفاقم معدلات الإصابة في البلاد - وهي أصلاً من بين الأعلى في أوروبا.

وأجرت سلوفاكيا اختبارات لما يقرب من نصف سكانها بعد الإعلان عن خطة لاختبار كل تجاوز عمره 10 سنوات في البلد.

وارتفعت حالات الإصابة في سلوفاكيا بشكل كبير، ويقول المسؤولون إن البديل الوحيد هو الإغلاق التام.

وأكد وزير الدفاع ياروسلاف ناد أنّ 2.58 مليون شخص خضعوا للاختبار يوم السبت. ومن بين هؤلاء، جاءت نتيجة 25850 إيجابية. ويجب على من تثبت إصابتهم حجر أنفسهم.

الناس يصطفون لإجراء اختبار كوفيد في براتيسلافا
EPA
في سلوفاكيا، خضع للفحص أكثر من 2.58 مليون شخص في يوم واحد

ويوم الاثنين، تدخل قيود جديدة في ألمانيا حيز التنفيذ، حيث وصلت معدلات الإصابة اليومية إلى مستويات غير مسبوقة خلال الأسبوع الماضي.

وسجلت البلاد يوم السبت أكثر من 20 ألف حالة إصابة جديدة.

وبموجب الإجراءات الجديدة، يجب إغلاق المسارح ودور السينما والمسابح والبارات. ومع ذلك، ستبقى المدارس والمتاجر مفتوحة.

وفي حديث أمام البرلمان، في الأسبوع الماضي، حذّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من شتاء طويل وقاس.