إيلاف من لندن: هاجمت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الدول الأوربية لإخلالها كما قالت بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي.

وجاء الموقف الإيراني، في الوقت الذي أعلنت فيه اتفاق الدول المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة وهي (5+1) حول اتفاق إيران النووي، عن التزامها بالاتفاق باعتباره إنجازا كبيرا للدبلوماسية متعددة الأطراف، ويعرب عن الأسف لانسحاب الولايات المتحدة منه، والأمل في احتمال معاودة انضمامها إليه.

وعُقد اجتماع وزاري افتراضي يوم 21 ديسمبر 2020 لوزراء خارجية الصين وفرنسا وألمانيا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي مع إيران، وترأس الاجتماع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل.
ويشهد الملف الإيراني توتراً جديداً منذ اغتيال الفيزيائي النووي الإيراني محسن فخري زاده نهاية نوفمبر 2020، ففي أعقاب هذا الهجوم المنسوب إلى إسرائيل، توعد التيار المتشدد في طهران بالرد، ما زاد من إضعاف الاتفاق الذي أبرم في فيينا عام 2015.

انقاذ الاتفاق
ويعلّق مؤيّدو الاتفاق آمالاً كبيرة على الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعدما أبدى رغبته بإنقاذ الاتفاق الذي حاول الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب إلغاءه.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إنّه "يجب أن تعود الولايات المتحدة وإيران إلى الانسجام، ونجاح هذا الأمر يتطلب تسلسلًا واقعياً ومعقولاً. يجب أن يُظهر كلا البلدين ليس فقط نوايا حسنة بل أفعالاً أيضاً".
وفي بيان مشترك صادر عن الاجتماع، جدد المشاركون في الاتفاق النووي التزامهم في الحفاظ على الاتفاق، وشددوا على احترامهم للجهود المبذولة في هذا الصدد. وبحثوا كون التطبيق الكامل والفعال للاتفاق النووي من قبل الجميع يظل ضروريا، وناقشوا الحاجة لمعالجة التحديات المستمرة أمام تطبيق الاتفاق، بما في ذلك بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية والالتزامات برفع العقوبات.

وكالة الطاقة
وشدد الوزراء على أهمية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها المنظمة الدولية الوحيدة المحايدة والمستقلة المكلفة من قبل مجلس الأمن الدولي بمراقبة والتحقق من تطبيق الالتزامات بعدم انتشار الأسلحة النووية بموجب الاتفاق النووي. وشددوا على أهمية مواصلة التعاون بحسن نية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واستذكر الوزراء بأن الاتفاق النووي، الذي صادق عليه مجلس الأمن في قراره رقم 2231 (2015)، يظل عنصرا أساسيا من الإطار العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية، وإنجازا كبيرا للدبلوماسية متعددة الأطراف التي تساهم في الأمن الإقليمي والدولي. وجدد الوزراء أسفهم العميق لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وشددوا على أن القرار 2231 يظل ساري المفعول تماما.
واتفق الوزراء على مواصلة الحوار لضمان تطبيق الاتفاق النووي بالكامل من قبل جميع الأطراف. وأعرب الوزراء عن إدراكهم لاحتمال معاودة انضمام الولايات المتحدة للاتفاق النووي، مشددين على استعدادهم لبحث ذلك بإيجابية في سياق الجهود المشتركة.

مواقف
وكتب وزير الخارجية البريطاني على تويتر الاثنين "لقد أوضحت أن إيران يجب ألا تنفذ التمديدات المعلنة مؤخرا ضمن برنامجها النووي".

وأضاف دومينيك راب: "إن مثل هذه الخطوة ستعرض للخطر احتمالات التقدم التي نأمل أن نراها في عام 2021".
كما دعا نظيره الألماني هايكو ماس إلى عدم "تفويت الفرصة الأخيرة" المتمثلة في تنصيب رئيس جديد في واشنطن من خلال القيام "بمناورات تكتيكية".

رد ظريف
ورد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مساء الاثنين عبر تويتر قائلا "البيانات التجارية بين ايران والاتحاد الاوروبي من 2014 الى 2019 تثبت أن اوروبا اخلت بشكل كبير بالتزاماتها".

واعلن ان فرنسا وبريطانيا والمانيا "تتقاسم مع الولايات المتحدة مسؤولية الاضرار التي لحقت بالايرانيين ولا يمكن تعويضها".
واضاف "لا تستطيع الديموقراطيات ان تطلب من ايران انتهاك التشريعات البرلمانية".

وتابع "ستلغي ايران سريعا الاجراءات القسرية المتخذة ردا على الانسحاب الاميركي غير المشروع وخروقات الاوروبيين الصارخة للقواعد عندما تفي الولايات المتحدة وكذلك الاوروبيون بالتزاماتهم".