القاهرة: يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صباح الأربعاء الى القاهرة بعد أن تعهد البارحة باعادة الاتصالات مع الفلسطينيين والدفاع عن اسرائيل في بداية جولة في الشرق الأوسط زار خلالها القدس ورام الله.

وتأتي زيارة بلينكن للقاهرة الوسيط التقليدي بين الفلسطينيين واسرائيل، بعد بضعة أيام من سريان وقف اطلاق النار، الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية، بين اسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، منهيا 11 يوما من القصف المتبادل الذي أوقع اكثر من 200 قتيل غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

وسيمضي بلينكن بضع ساعات في القاهرة يلتقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أن يتوجه الى الأردن.

والتقى وزير الخارجية الأميركي الثلاثاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله حيث قال إنه يأمل في "إعادة بناء" العلاقة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين مع "حق اسرائيل" في الدفاع عن نفسها.

واشار بلينكن الى أنه "من الممكن استئناف الجهود من أجل التوصل الى حل الدولتين" الاسرائيلية والفلسطينية.

وقال إن هذا الحل، الذي يؤيده المجتمع الدولي وأهملته ادارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يظل "الوسيلة الوحيدة لتأمين مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية وفي نفس الوقت منح الفلسطينيين الدولة التي يستحقونها".

من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الثلاثاء اسرائيل والفلسطينيين الى إنهاء "دوامة العنف" عن طريق حل الدولتين قبيل زيارته الخاطفة الأربعاء الى القدس ورام الله.

وعلى صعيد المساعدات المالية، قال بلينكن إن الادارة الأميركية ستطلب من الكونغرس منح مساعدات قدرها 75 مليون دولار للفلسطينيين.

قتل 253 فلسطينيا من 10 الى 21 مايو في ضربات اسرائيلية في قطاع غزة من بينهم 66 طفلا ومقاتلين، وفق السلطات المحلية. في اسرائيل، أدت القذائف الصاروخية التي أطلقت من غزة الى مقتل 12 شخصا من بينهم طفل ومراهقة وشرطي.

وتقيم مصر، وهي قوة اقليمية تشكل أكبر ثقل ديموغرافي في المنطقة (100 مليون نسمة) ، علاقات مع اسرائيل وحماس التي تعتبرها واشنطن واسرائيل والاتحاد الاوروبي تنظيما "ارهابيا" .

وينشط الوسطاء المصريون لتثبيت وقف إطلاق النار غير المشروط الذي لم يشر الى اي خطة لاعادة بناء غزة.

وتسعى مصر من خلال هذه الوساطة الى استعادة دورها الاقليمي التاريخي.

وفي 2014، كانت مصر كذلك الوسيط الذي توصل الى وقف اطلاق نار بين اسرائيل وحماس بعد حرب دامية استمرت اسابيع عدة. وأرسلت مصر مساعدات طبية وغذائية الى قطاع غزة الأسبوع الماضي عن طريق معبر رفح الحدودي وهو نقطة الاتصال الوحيدة لغزة بالعالم الخارجي التي لا تسيطر عليها اسرائيل.

كما استقبلت مصر جرحى فلسطينيين في مستشفياتها. وتفرض اسرائيل حصارا على قطار غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه قبل قرابة 15 عاما.

ووعدت مصر الاسبوع الماضي، قبل التوصل الى وقف اطلاق النار، بتقديم 500 مليون دولار مساعدات لاعادة اعمار غزة مع تكليف شركات مصرية بالقيام بهذه الأعمال. وكانت مصر أول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979.