إيلاف من لندن: فيما بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد السبت مع وزير الداخلية السعودي التعاون الامني ومواجهة الإرهاب فقد ناقش مع رئيس البرلمان الأردني التكامل الثنائي بين بلديهما.
وخلال اجتماع الكاظمي مع وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود في بغداد اليوم فقد تم بحث التعاون الأمني بين بغداد والرياض وأهمية تطويره في مختلف المجالات الأمنية ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود بين البلدين البالغ طولها 814 كيلومترا.
كما اكد الجانبان على ضرورة تبادل الخبرات الأمنية وكلّ ما من شأنه أن يسهم في تحقيق أمن واستقرار البلدين كما قال بيان صحافي لاعلام رئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف".

يُشار الى انه ضمن خطوات تطوير التعاون العراقي السعودي فقد وقع البلدان في الرياض الخميس الماضي اتفاقا للنقل البحري والبري والجوي يقضي بتسهيل إجراءات الوصول إلى موانئهما وربطها الكترونيا والبدء بتفعيل اتفاقية النقل الجوي بينهما اثر دخولها حيز التنفيذ والعمل على إعادة تأهيل وتهيئة منفذ جديدة عرعر في الجانبين عبر تنفيذ مشروع توسعة الطريق الرابط بين المنفذ والحدود السعودية.

تطوير التعاون الاستخباري

كما أجرى الوزير السعودي مع نظيره العراقي عثمان الغانمي مباحثات ركزت على تطوير العلاقات والتنسيق في مختلف المجالات من بينها العمل الاستخباري، ومكافحة المخدرات، وأمن الحدود، والأدلة الجنائية والتدريب وقضايا أخرى ذات الاهتمام المشترك،
كما تم الأتفاق على تبادل الزيارات واللقاءات بين الدوائر والمديريات في الوزارتين بما يعزز المصالح المشتركة وأمن البلدين.
يشار الى ان الوزير السعودي الذي وصل الى بغداد اليوم يترأس وفدا رسميا كبيرا يضم وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية محمد بن مهنا المهنا، وسفير السعودية لدى العراق عبد العزيز بن خالد الشمري ومدير عام حرس الحدود اللواء محمد بن عبد الله الشهري ومدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد بن سعيد القرني ومدير عام مكتب الوزير للدراسات والبحوث اللواء خالد بن إبراهيم العروان ومدير عام التعاون الدولي العميد عمر بن صالح الزهراني.

حول التكامل الاقليمي

وعلى صعيد آخر بحث الكاظمي مع رئيس مجلس النواب الاردني عبد المنعم العودات تعزيز التعاون بين بلديهما في مختلف المجالات خاصة البرلمانية منها.
وأكد الكاظمي على عمق العلاقات بين العراق والأردن، التي وصلت مؤخراً إلى مستوى عالٍ من التعاون، مشيداً بدور الملك عبد الله الثاني بن الحسين في تنمية هذه العلاقات .. مشيرا الى ان ذلك قد تجلّى في حضوره الفاعل في القمم الثلاثية بين العراق والاردن ومصر وأيضاً في مؤتمر بغداد الاقليمي للتعاون والشراكة مؤخرا.


الكاظمي ملتقيا في بغداد السبت مع العودات رئيس البرلمان الاردني والوفد المرافق له (اعلام الحكومة العراقية)

وقال أن توطيد العلاقات بين بغداد وعمّان، ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة، فضلاً عن تحقيق الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية.. وحثّ البرلمانيين في كلا البلدين على العمل؛ من أجل تسهيل عملية التكامل الثنائي والإقليمي، التي شرعت بها الحكومتان العراقية والأردنية.
كما نوه الكاظمي الى ان العراق مر بظروف صعبة، وهو الآن في مرحلة التعافي، والمضي باتجاه الوضع الطبيعي الذي يستحقه.
من جانبه شدد العودات على حرص المملكة على بناء أفضل العلاقات مع العراق، فضلاً عن مباركته نجاح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي احتضنه العراق مؤخراً.
وأشاد بالخطوات التي تقوم بها الحكومة العراقية باتجاه انتهاج سياسة الحوار والتهدئة؛ لضمان استقرار المنطقة، وكذلك تثمين الأردن لدور العراق في مجال محاربة الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة بأسرها.. مؤكدا أن التوازن والتعافي الذي يشهده العراق، أمران يستحقان الدعم والإسناد.

رئيسا البرلمان العراقي والأردني

كما اجرى العودات مباحثات مع نظيره العراقي محمد الحلبوسي تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والدبلوماسية البرلمانية والتعاون والتنسيق المشترك بين البرلمانين.


رئيس البرلمان العراقي الحلبوسي ملتقيا السبت في بغداد مع نظيره الاردني العودات (اعلام البرلمان العراقي)

واكد الحلبوسي على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكداً أهمية تمتين أواصر التعاون، للمُضي بخطىً عملية تنعكس على واقع الشعبين ..
وأضاف أن مجلس النواب يدعم مخرجات القمة الثلاثية والاتفاقيات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى ضرورة تسهيل إجراءات الاستثمار وحماية المستثمرين في كلا البلدين، كما ثمَّن دعم المملكة والملك عبد الله الثاني للعراق في مواجهة التحديات، وتوطيد روابط العمل الثنائي، والتعاون في المجالات كافة.
وأكد رئيس مجلس النواب الأردني أهميةَ تأسيس مرحلة جديدة وصياغة تعاون بين البرلمانين.. مشيراً إلى أن هذه الزيارة والزيارات المتتالية للملك هي للتأكيد الرسمي أن العراق والأردن يشكل كلٌّ منهما للآخر عمقاً استراتيجياً.. مشددا على ان أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن الأردن، وأن المنطقة لا تنعم بالاستقرار إلا باستقرار العراق.
وأضاف "أن العراق قدَّم نموذجاً بطولياً بحربه ضد الإرهاب باسمنا جميعا، وأننا نسجل فخرنا بما حققه من نصرٍ على المستويات كافة، وأن موقف الملك والشعب الأردني كان وما زال وسيبقى داعماً لعراقٍ مستقر موحَّد، كما أكد دعمَ المملكة للعملية الديمقراطية في العراق وإجراء الانتخابات المبكرة النيابية القادمة.
وتم الاتفلق خلال المباحثات على تواصل اللجان الدائمة المعنية في كلا البرلمانين لتذليل العقبات التي يمكن أن تقف عائقاً إزاء مخرجات القمة الثلاثية العراقية المصرية الاردنية التي انعقد في بغداد في حزيران يونيو الماضي.