بيروت: استهدف قصف جوي إسرائيلي فجر الثلاثاء شحنة أسلحة إيرانية مخزّنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية بغرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع.

وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وخصوصاً أهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

وأورد المرصد صباح الثلاثاء أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت "بشكل مباشر شحنة أسلحة إيرانية في ساحة الحاويات" داخل المرفأ، ما أدى إلى "انفجارات عنيفة وخلّف خسائر مادية فادحة"، من دون "توثيق خسائر بشرية حتى الآن".

وهذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل مرفأ اللاذقية، الرئيسي في البلاد، منذ اندلاع النزاع عام 2011، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.

فجراً، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري سوري إنّه "حوالى الساعة 1,23 من فجر اليوم (23,23 ت غ)، نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدّة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري".

وأدّى القصف وفق المصدر ذاته إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية.

وأفادت "سانا" عن تصدّي الدفاعات الجوية السورية للقصف الاسرائيلي في أجواء اللاذقية. وأظهرت مجموعة من الصور ومقاطع فيديو نشرتها، اندلاع النيران وسط عشرات الحاويات. وبعد وقت قصير، نقلت عن محافظ اللاذقية إنّ فرق الإطفاء "تمكّنت من إخماد النيران التي اشتعلت في ساحة حاويات المرفأ نتيجة العدوان الإسرائيلي".

ولم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل التي نادراً ما تؤكّد تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

حلف

وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.

ووقع البلدان اتفاقات ثنائية عدة، تضمنت إحداها مطلع عام 2019 تدشين "مرفأين هامين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفأ اللاذقية".

ضربات سابقة

وكثفت اسرائيل مؤخراً وتيرة ضرباتها في سوريا، إذ أدى قصف في 24 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود سوريين، وفق حصيلة للمرصد.

وأصيب جنديان سوريان بجروح في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق الإعلام الرسمي السوري.

وفي الثالث من الشهر ذاته، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائر تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري.

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطاً عدة في ريف دمشق، وفق المرصد الذي وثق أيضاً مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي، وأفادت دمشق في حينه عن مقتل جندي سوري.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.