إيلاف من الرباط: قال النائب التونسي ماهر المذيوب عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم، الأحد، إن "وحدة وسلامة الأراضي المغربية، جزء أصيل من العقيدة الراسخة بقلوب التونسيين والدبلوماسية التونسية"، داعيا في هذه "اللحظات الدقيقة" إلى "الارتقاء لحجم المسؤولية" والوفاء للتاريخ العربي والإسلامي والمغاربي المشترك، و"المساهمة في تعزيز أواصر الأخوة التونسية-المغربية والروابط القوية" بين الشعبين، و"النأي عن محاولات بعض السذج للعبث أو القفز عن حقائق التاريخ والجغرافيا والمستقبل المغاربي المشترك".
وأضاف المذيوب ، في رسالة وجهها إلى رشيد الطالبي العلمي ، رئيس مجلس النواب المغربي: "إن واجبنا البرلماني يدعونا للمساهمة في تجاوز سحابة الصيف ودعم أواصر الأخوة و التضامن الأخوي والمغاربي".
وشدد المذيوب على أنه يسعده ويشرفه أصالة عن نفسه ونيابة عن التونسيات والتونسيين الذين قال إنه يتشرف بتمثيلهم ،والمقيمين في "سعة وفضل وضيافة كريمة بالمملكة المغربية الشقيقة، وعن عموم الشعب التونسي العظيم" أن يتقدم للعلمي ولزميلاته وزملائه نواب الشعب المغربي، ومن خلالهم "الملك محمد السادس وحكومته المنتخبة ومؤسساته الدستورية المحترمة والشعب المغربي الشقيق بأسمى آيات الاحترام والتقدير، ملكا محترما وشعبا عظيما كريما وروابط تاريخية وأخوية ومستقبلية، عميقة ومتجذرة ومتجانسة ومتقاربة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، لا تزعزعها الأنواء ولا الأهواء ولا مطبات صغار الهمم و النفوس".
وزاد المذيوب، مخاطبا رئيس مجلس النواب المغربي: "ونحن إذ يحز في أنفسنا تغيب الوفد الممثل للمملكة المغربية الشقيقة عن حدث تونسي ومغاربي وأفريقي ودولي مهم جدا، مثل القمة اليابانية- الإفريقية الثامنة التي احتضنها الجمهورية التونسية، ومثلت رسالة مهمة في هذه الأوقات العصيبة على قدرات شعوب الأرض على تحدي الأمراض والأوبئة والحروب والأزمات المختلفة، والانتصار للإنسان في دأبه من أجل الصمود والتحدي والانتصار للغد الأفضل، فإنه وجب أن نؤكد لكم وللشعب المغربي الشقيق وقيادته الموقرة أن الشعب التونسي الأبي ودبلوماسيته العريقة تؤمن إيمانا راسخا لا يتزعزع بوحدة وسلامة جميع الأراضي المغربية، كجزء أصيل من العقيدة الدبلوماسية التونسية الصماء في احترام مبادئ الشرعية الدولية ووحدة وسلامة الدول الغير قابلة للمس منها أو العبث بها أو الجدل حولها أو أي شكل من أشكال المقايضة أو الابتزاز".
كما أكد المذيوب للعلمي و"لجميع من يهمه الأمر"، أن "تونس هذا البلد الصغير جغرافيا والكبير بشعبه الأبي وقواه الحية وحضارته العظيمة ومبادئه وقيمه العريقة والإنسانية يرفض رفضا قاطعا وباتا، أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول أو المس من وحدتها أو أمنها، أو زعزعة استقرارها". وأضاف: "نؤمن إيمانا عميقا أن دولة ليبيا والجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية والجمهورية الموريتانية الشقيقة وشعوبهم الأبية، لا تحكم علاقتنا بهم معايير القرب أو البعد الجغرافي وتقارب الأنظمة والمقاييس أو حجم تبادل المصالح أو المنافع، ولكنها عقيدة تونسية صماء في الاعتزاز بمصيرنا المغاربي المحتم وقيمنا الأصلية المشتركة وتاريخنا العريق ومستقبل أجيالنا الصاعدة الأفضل بإذن الله تعالى".
وشدد المذيوب على اعتقاده الجازم بأن "ما حدث هذه الأيام أو قبلها من لبس أو سوء فهم أو تراكم سحب صيفية في سماء العلاقات الأخوية القوية التونسية - المغربية لغياب التواصل المستمر أو الانشغال الغير مبرر، لا يعبر ولا يرتقي للأسس العميقة للعلاقات التاريخية والشعبية والقيادية بين الشعبين التونسي والمغربي الشقيقين".
وختم المذيوب رسالته إلى الطالبي العلمي بالآية الكريمة: "فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
وتأتي رسالة المذيوب إلى رئيس مجلس النواب المغربي على خلفية استقبال زعيم جبهة البوليساريو بشكل رسمي بتونس، وقرار المغرب الاستدعاء الفوري لسفيره بتونس للتشاور وعدم المشاركة في القمة الثامنة لقمة (تيكاد)، بتونس، ورد هذه الأخيرة بدعوة سفيرها بالرباط "حالا للتشاور".
وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن "تونس قررت، ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي"، مبرزا أن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية".