وصف القائد الروسي الجديد للهجوم على أوكرانيا بأنه عديم الرحمة لا يهتم لحياة البشر.

إيلاف من بيروت: "حين كنا نؤدي المهام القتالية في سوريا، لم ننس لدقيقة واحدة أننا كنا ندافع عن روسيا". هذا ما قاله سيرغي سوروفيكين، قائد القوات الروسية الموحدة الجديد في أوكرانيا، لحشد من أفراد النخبة الروسية في حفل أقيم في موسكو في عام. واشتمل "دفاع" سوروفكين عن مصالح موسكو في سوريا على عشرات الغارات الجوية والبرية على الأهداف المدنية والبنية التحتية، وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش لعام 2020، الذي قال إن القوات الروسية تحت قيادته قصفت "المنازل والمدارس والمنشآت الصحية والأسواق السورية، ودمرت الأماكن التي يعيش فيها الناس ويعملون ويدرسون".

يداه ملوثتان بالدماء

في صباح الإثنين، بعد يومين فقط من تعيينه أول قائد عام للحرب في أوكرانيا، بادر سوروفكين بسلسلة من الهجمات الصاروخية ضد أهداف مدنية في جميع أنحاء أوكرانيا، تضمنت جامعة وملعب للأطفال في حديقة. وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع الروسية، عمل مع سوروفيكين، لصحيفة غارديان: "لست مندهشًا لرؤية ما حدث هذا الصباح في كييف. إنه قاسٍ لا يهتم لحياة البشر. أخشى أن تكون يداه ملوثتين بالدماء الأوكرانية".

اكتسب سوروفكين سمعته السيئة أول مرة خلال محاولة انقلاب عام 1991 التي أطلقها المتشددون السوفيات، عندما قاد فرقة من الدبابات مرت عبر الحواجز التي أقامها المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية. وقُتل ثلاثة رجال في الاشتباك بينهم شخص سُحق. نمت سمعته القاسية في عام 2004 عندما ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن كولونيلًا يعمل تحت قيادته قتل نفسه بعد أن تلقى منه توبيخًا حادًا. ومنذ ذلك الحين أطلق عليه زملاؤه لقب "الجنرال هارماغدون" أو "جنرال يوم القيامة" بسبب أسلوبه غير التقليدي في الحرب.

لن يحل المشاكل كلها

يقول الخبراء إن التحدي الرئيسي لسوروفيكين في أوكرانيا سيكون حل المشكلات الهيكلية التي يعاني منها الجيش الروسي في الوقت الذي يواجه فيه هجومًا مضادًا أوكرانيًا شرسًا. وقال جليب إيريسوف، وهو ملازم سابق في سلاح الجو عمل مع سوروفيكين حتى عام 2020، إن الجنرال الجديد كان أحد الأشخاص القلائل في الجيش الذين "عرفوا كيفية الإشراف على أفرع الجيش المختلفة وتنظيمها". مضيفًا: "إنه قاس جداً لكنه قائد كفؤ جداً. إلا أنه لن يكون قادرًا على حل جميع المشاكل. روسيا تعاني نقصًا في العتاد وفي العديد".

أشار إيريسوف إلى التغييرات السابقة في القيادة التي لم تفعل شيئًا يُذكر لإصلاح الثروات العسكرية الروسية في أوكرانيا. غير أن تعيين سوروفيكين خفف من حدة الغضب العام بين المتشددين الروس الذين بدأ صبرهم ينفد بسبب الإخفاقات العسكرية للبلاد. وقال إيريسوف إنه منذ وجوده في سوريا، طور علاقة عمل جيدة بجماعة واغنر العسكرية الخاصة، ورحب بتعيينه من قبل كبار منتقدي المجهود الحربي، بمن فيهم رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان، ويفغيني بريغوزين، رئيس فاغنر. وكتب قديروف في قناته على تلغرام صباح الاثنين: "الآن، أنا راضٍ بنسبة 100 في المئة عن العملية"، في إشارة إلى قصف كييف، حيث قُتل ستة مدنيين على الأقل.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غارديان" البريطانية