إيلاف من لندن: أعلن وزير النفط العراقي الجمعة ان المراحل التحضيرية لاستئناف تصدير نفط اقليم كردستان قد وصلت الى نهاياتها مؤكداً انه سيتم خلال أيام بدء التصدير بعد توقفه خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة.
وأشار وزير النفط العراقي حيان عبد الغني اليوم الى ان الحكومة الاتحادية في بغداد وصلت الى المراحل الأخيرة من تنفيذ الاتفاق مع حكومة اقليم كردستان في أربيل بشأن استئناف تصدير النفط من إلاقليم. وبين ان شركة تسويق النفط الاتحادية "سومو" التي أنيطت بها عملية استلام وتصدير نفط الإقليم "حوالي ربع مليون برميل يوميا" هي الآن بصدد توقيع العقود مع الشركات التي المشترية للنفط ليتم خلال الأيام القريبة المقبلة الإعلان عن استئناف عمليات تصديره كما قال في تصريحات للاعلام الرسمي تابعتها "ايلاف".
وكانت حكومتا بغدادالمركزية وأربيل الكردستانية قد وقعتا اتفاقًا مؤقتًا في الرابع من الشهر الحالي يمهّد الطريق لاستئناف الصادرات لكن ذلك لم يتحقق بعد.
يشار الى ان تصدير نفط اقليم كردستان عبر تركيا قد توقف اثر اصدار هيئة التحكيم في باريس التابعة لغرفة التجارة الدولية في 23 آذار مارس الماضي الحكم النهائي في دعوى التحكيم المرفوعة من قبل حكومة العراق ضد نظيرتها التركية لمخالفتها أحكام "اتفاقية خط الأنابيب العراقية التركية" الموقعة في عام 1973، لصالح العراق.
صهاريج لتصدير نفطه
واليوم الجمعة كشف الخبير الاقتصادي أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي عن عدة تداعيات خلفها توقف صادرات نفط إقليم كردستان موضحاً في تدوينة تابعتها "ايلاف" أن هذا التوقف أرغم المشغلين الميدانيين في إقليم كردستان مثل غلف كيستون بتروليوم ودي إن أو النرويجية على إغلاق أو خفض الإنتاج بشكل كبير بسبب سعتها التخزينية المحدودة حيث أكدت شركة فورزا بتروليوم والمشغلة لحقل هولير الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 15 ألف برميل يوميًا في شمال العراق من مقرها في كندا أن إنتاجها متوقف في الغالب.
وأضاف ان هذا التوقف قد ادى أيضاً الى تخفيض نفقات الشركات الاجنبية العاملة في الاقليم وانخفاض اسهمها وكذلك مغادرة ناقلات عملاقة المنطقة القريبة من خطوط الأنابيب التركية، في إشارة لتأخر تدفق الإمدادات من الإقليم اذ غادرت الناقلتان "نيفرلاند" و"أماكس" المنطقة بعد ان فشلت الناقلتان في الحصول على أي كميات من نفط كردستان العراق بينما ما زالت هناك 3 ناقلات متوقفة على أمل الحصول على الخام الكردي.
وأوضح أن الناقلات الخمس التي كانت تنتظر تحميل نفط كردستان كانت مستأجرة بهدف نقل حوالى 4 ملايين برميل من النفط الخام للاقليم.
وبين الخبير الاقتصادي ان من هذه التداعيات أيضاً لجوء الاقليم الى تصدير النفط الى تركيا بواسطة الصهاريج اذ تم تصدير 40 الف برميل يوميًا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية من حقل خورمالة النفطي الذي يمثل احد الحقول الثلاثة في كركوك فيما تم تصفية جزء من الانتاج المتبقي في مصافي كردستان وبيع منتجاتها في السوق المحلية.
الخسائر فاقت نصف مليار دولار
وبحسب مصادر كردية فإن حجم الخسائر من ايقاف عملية تصدير نفط الاقليم خلال الاسابيع الثلاثة الماضية فقد فاقت 500 مليون دولار.
واشار عضو لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان اقليم كردستان الى انه بحسب الاتفاق بين حكومتي بغداد وأربيل فأنه ينبغي على الحكومة العراقية الإسراع في استئناف تصدير نفط الاقليم خاصة مع وجود عجز في الموازنة العامة للبلاد المعروضة على البرلمان .. مبينا إن استمرار توقف تصدير نفط الاقليم سيزيد من حجم العجز البالغ حوالي 30 مليار دولار.
يشار الى أن عددًا من الشركات النفطية التي تعمل في حقول النفط الكبرى في اقليم كردستان قد توقفت عن حفر الآبار النفطية أيضاً عقب صدور ايقاف عملية تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي.
التعليقات