إيلاف من لندن: من المنتظر ان يتم الثلاثاء التوقيع في بغداد على اتفاق بين حكومتي العراق الاتحادية والاقليمية لكردستان على استئناف تصدير نفط الاقليم بعد اسابيع من التوقف وعشر سنوات من الخلافات.

وسيوقع الاتفق الاتفاق في بغداد اليوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة اقليم كردستان الشمالي مسرور بارزاني الذي وصلها في وقت سابق اليوم على رأس وفد حكومي رفيع قائلا في تغريدة على تويتر قبيل مغادرته اربيل "أنا في طريقي إلى بغداد لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقنا بشأن استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان العراق".

وتشير المعلومات الى ان الحكومة الاتحادية العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في بغداد قد توصلتا خلال الساعات الاخيرة إلى اتفاق نهائي لاستئناف صادرات النفط فيما طلبت السلطات العراقية من نظيرتها التركية استئناف تصدير النفط عبر خط أنابيب جيهان خلال الساعات القليلة المقبلة .

خلافات
وشكّل النفط ووارداته محور خلافات تاريخية بين بغداد التي تصر على أن يكون التصدير اتحاديا عبر شركة (سومو) الحكومية وبين أربيل التي منحها التحكم في التصدير واردات مالية كبيرة أسهمت في تحقيق استقلال اقتصادي نسبي عن بغداد حيث يصل حجم النفط الذي يصدره الإقليم إلى 0.5 بالمئة من حجم صادرات النفط العالمية
وكانت تركيا قد أوقفت تدفق النفط عبر خط الأنابيب من حقول كركوك العراقية الشمالية إلى ميناء جيهان في 25 آّذار مارس الماضي والذي ينقل حوالي 450 ألف برميل يوميا من النفط بعد أن خسرت دعوى أقامتها بغداد أمام هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس.

وتفيد المعلومات أنه سيتم تشكيل غرفة مشتركة بين وزارة الثروات الطبيعية لإقليم كوردستان وشركة تسويق النفط الوطنية (سومو) ستتخذ مهام بيع نفط اقليم كردستان وان منصب نائب مدير عام شركة سومو سيُمنح للاكراد من أجل أن تشارك حكومة الاقليم أيضاً في عملية بيع نفط العراق وإقليم كردستان.

هيئة التحكيم الدولية أوقفت تصدير نفط الاقليم
وكان قرار أصدرته هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة ‏الدولية في باريس في 23 آذار مارس الماضي قد أوقف تصدير ‏النفط الخام من اقليم كردستان العراق الشمالي وقضت بأحقية العراق في التحكم في تحميل النفط في ميناء جيهان ‏ومعرفة الكميات المحملة‎.‎

وبناء على جميع ‏الأحكام كان صافي المبلغ المستحق للعراق من تركيا نحو ‏‏1.5 مليار دولار قبل احتساب الفوائد فيما أوضح مصدر تركي ‏بأن العراق طلب في البداية نحو 33 مليار دولار‎ عن الفترة بين عامي 2014 و2018‏‎.‎
ويصدر العراق وهو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة ‏البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حوالي 85 بالمئة من نفطه ‏الخام عبر موانئ في جنوب البلاد لكن الطريق الشمالي ‏عبر تركيا لا يزال يمثل نحو 0.5 بالمئة من إمدادات النفط ‏العالمية‎.‎

وبدأت حكومة الاقليم في تصدير النفط الخام بعيدا عن الحكومة الاتحادية في بغداد ‏عام 2013 في خطوة اعتبرتها بغداد غير قانونية‎ حيث تقوم بتصديره عبر خط أنابيب تابع ‏لها إلى منطقة فيش خابور على الحدود الشمالية العراقية حيث يدخل النفط إلى تركيا ويجري ضخه إلى ميناء جيهان ‏التركي على ساحل البحر المتوسط‎.‎

يشار الى ان مبيعات النفط الخام في إقليم كردستان عبر خط ‏الأنابيب مع تركيا قد زادت على نحو سريع خلال السنوات العشر ‏الماضية ووصلت قيمتها الإجمالية إلى 12.3 مليار ‏دولار في عام 2022 واعتبارا من حزيران (يونيو) عام 2015 استأنفت حكومة ‏كردستان مبيعاتها من النفط بصورة مستقلة عن ‏الحكومة الاتحادية ووقعت العديد من اتفاقيات الدفع المسبق ‏مع شركات النفط.‏