أعلنت دول أوروبية حالة تأهب قصوى الأربعاء مع وصول العاصفة "كياران" المصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة.
وشقت العاصفة طريقها الخميس إلى سواحل شمال غرب فرنسا حيث تسببت في قطع إمدادات الكهرباء عن نحو 1.2 مليون بيت.

وزير النقل
قال وزير النقل كليمان بون لراديو فرانس إنفو إن سائق شاحنة توفي في مقاطعة أن شمال شرقي باريس بسبب سقوط شجرة على شاحنته.

من جهته، قال مسؤول محلي لراديو آر.تي.إل إنه في مقاطعة فينيستير في بريتاني، حيث هبت رياح تصل سرعتها إلى 207 كيلومترات في الساعة، أصيب شخصان بجروح طفيفة وظلت حركة المرور محظورة حتى إشعار آخر.
وحثّ السكان على البقاء في منازلهم.

وأصدرت مقاطعات فينيستير وكوت دامور ومانش الفرنسية عند منتصف الليل تحذيرًا أحمر هو الأعلى، وفق وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو فرانس"، إضافة إلى مقاطعتين ستوضعان تحت التحذير الأقصى لحصول فيضانات.

وحذّر خبراء الأرصاد الجوية من أن منطقة إيل دو فرانس التي تضم العاصمة باريس قد تتعرض لرياح عنيفة.

وقالت الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية "إس إن سي إف" إنها ستوقف الخدمة على العديد من خطوط ركاب الضواحي حول العاصمة، بما في ذلك قطار "RER A" الذي يخدم الضواحي الغربية.

وفي منطقة با دو كاليه، قالت السلطات إنها ستفتح صالتين للألعاب الرياضية والعديد من الملاجئ أمام المهاجرين غير الشرعيين الذين يتجمعون في المنطقة على أمل العبور إلى بريطانيا بالقوارب.

وستكون 17 مقاطعة على طول الساحل الفرنسي، من منطقة جيروند إلى شمال "أوت دو فرانس"، في حالة تأهب برتقالي من الفئة الأدنى.

تحذير
وحذر خبير الأرصاد الفرنسي فرانسوا من أن تحمل "كياران" رياحا تصل سرعتها إلى 170 كلم في الساعة، لا سيما على سواحل بريتاني ونورماندي في الشمال الغربي لفرنسا.

وقالت الأرصاد الجوية إن معدل هطول الأمطار قد يصل إلى 50 ملم خلال ست ساعات فقط في تلك المناطق.

وقف خدمة القطارات
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنه سيتم نشر نحو 3200 رجل إطفاء في المناطق الأكثر عرضة للخطر.

وحذرت السلطات من تساقط الأشجار وحضت الناس على التزام منازلهم قدر الامكان والابتعاد عن السواحل.

كما حظرت الحكومة الفرنسية حركة مرور الشاحنات في بريتاني الخميس.

وأوقفت شركة السكك الحديدية الوطنية القطارات الإقليمية في المناطق الأكثر تضررا، وألغت أيضا عددا من خدمات القطارات الفائقة السرعة "تي جي في".

ونصحت شركة يوروستار في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية الركاب بتأجيل رحلاتهم المقررة الخميس، متوقعة تباطؤ الخدمة.

وقال أوليفييه كومونت من وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية أيضا للصحافيين إنه من المحتمل حدوث فيضانات ساحلية اعتبارا من وقت مبكر الخميس، مع احتمال ارتفاع الأمواج إلى 10 أمتار.

وأصدرت السلطات البحرية تحذيرًا شديد اللهجة من خروج القوارب إلى البحر، أو حتى الاقتراب من السواحل "سواء بالسيارة أو سيرا على الأقدام".

وذكرت السلطات أيضا أنه سيتم نشر زورق لمساعدة أي سفينة تتعرض للجنوح.

وقال أوليفييه لابان رئيس نقابة مربي الأسماك في حوض أركاشون في جنوب غرب فرنسا "كل ما يمكننا فعله هو الجلوس منخفضين وأن نتوقع الأفضل".

بريطانيا
وفي بريطانيا، توقعت كيت ماركس المسؤولة في وكالة البيئة حدوث "فيضانات كبيرة"، وحذّرت الناس بضرورة الابتعاد عن ضفاف الأنهار التي تغمرها المياه وسائقي السيارات من القيادة عبر المياه.

تحذيرات في بريطانيا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا
وتأتي العاصفة كياران بعد أقل من أسبوعين من مقتل خمسة أشخاص في بريطانيا بسبب العاصفة بابيت التي تسببت بفيضانات غزيرة ورياح شديدة.

وقال دان سوري نائب رئيس مركز الأرصاد الجوية في بريطانيا "قد تشهد بعض أجزاء جنوب ويلز وجنوب غرب بريطانيا هطول أمطار يبلغ معدلها 80 ملم".

وأدت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة إلى وضع نحو 12 ألف كيس رمل في شرق إيرلندا الشمالية.

وصدر تحذير لجزر القناة، قبالة سواحل شمال فرنسا، التابعة للتاج البريطاني والتي تحظى بحكم ذاتي بضرورة الاستعداد للفيضانات.

وأعلنت مدن بروكسل وأنتويرب ولييج إغلاق الحدائق العامة بعد ظهر الأربعاء وطوال يوم الخميس.

وقالت مقاطعتا فلاندرز الغربية وفلاندرز الشرقية الفلمنكيتين إنهما ستمنعان الوصول إلى المرافق الرياضية الخارجية ودخول الغابات والمحميات الطبيعية.

في هولندا
وفي هولندا المجاورة، أصدرت خدمة الأرصاد الجوية التحذير الأصفر ليوم الخميس، بينما نصحت بالعمل من المنزل لتجنب الاختناقات المرورية.

وقالت عدة مدارس إنها ستغلق أبوابها كليا أو جزئيا الخميس. ومن المتوقع أن يمتد تأثير العاصفة إلى جنوب إسبانيا، حيث من المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 90 كيلومترا الخميس.

وطلبت السلطات من الناس تجنب المشي تحت الأشجار وإزالة أواني الزهور من على الشرفات.

وبالرغم من أن العواصف ظاهرة متكررة بشكل طبيعي، إلا أنها يمكن أن تتفاقم بسبب التغير المناخي، وفقا للعلماء.

ومن المرجح أن تصبح الفيضانات أيضا أكثر قوة بسبب ارتفاع مستويات المحيطات نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية.