أعلنت أكبر شركة شحن بحري في العالم "إم إس سي" تغيير مسارات سفنها لتتجنب المرور في البحر الأحمر بسبب تزايد الهجمات فيه.
وكانت شركات أخرى قد اتخذت الخطوة نفسها بعد الهجمات التي شنتها حركة أنصار الله الحوثية الموالية لإيران التي تقول إنها تستهدف السفن المتوجهة لإسرائيل.
وبين تلك الشركات مايرسك الدانماركية، وسي إم إيه الفرنسية، وهاباغ لويد الألمانية.
وأعلن الحوثيون دعمهم لحماس، على إثر الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على غزة في أعقاب هجوم حماس عليها في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، والذي خلف نحو 1200 قتيل علاوة على 240 رهينة.
ومنذ بداية العملية العسكرية في غزة قتل أكثر من 18 ألف فلسطيني حسب تقديرات وزارة الصحة في غزة.
ويعد مسار البحر الأحمر، وقناة السويس، أحد أهم مسارات الشحن البحري في العالم خاصة فيما يتعلق بالنفط، والوقود.
ويكثف الحوثيون هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن باستخدام الصواريخ والمسيرات.
كما يطلقون الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل.
وقالت الولايات المتحدة السبت إنها دمرت باستخدام الصواريخ الموجهة، 14 مسيرة تابعة للحوثيين فوق مياه البحر الأحمر.
وفي بيان لها قالت شركة إم إس سي، إن الموقف في منطقة البحر الأحمر"أصبح خطيرا".
وأضافت أن شاحنتها "إم إس سي بالاتيوم" تعرضت لهجوم في البحر الأحمر، الجمعة، لكن لم يتعرض أحد من الطاقم لإصابات بينما اضطرت الشركة لإيقاف السفينة لإجراء إصلاحات فيها.
وتم تحويل السفن التابعة للشركة إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وفي بيان لها قالت شركة سي إم إيه الفرنسية، ثالث أكبر شركات الشحن عالميا، إنها وجهت جميع سفتها قرب البحر الأحمر "بالبحث عن مناطق آمنة، والبقاء فيها حتى إشعار آخر".
كما وصفت شركة مايرسك الدانماركية، ثاني أكبر شركات الشحن العالمية، الوضع بأنه "خطير".
وأضافت لبي بي سي الجمعة "فيما يتعلق بالحادث الذي تعرضت له السفية مايرسك جبل طارق أمس، وهجوم آخر تعرضت سفينة ثانية اليوم، قمنا بتوجيه جميع شاحناتنا في المنطقة بوقف المرور عبر مضيق جبل المندب، وتعليق الرحلات حتى إشعار آخر".
وبذلك علقت أكبر 4 شركات شحن بحري في العالم شحناتها في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي يرى الخبراء أنه سيؤدي إلى تكاليف باهظة.
وتقول سو تيربيلسكي من معهد اللوجستيات والنقل لبي بي سي "التأمينات على الطاقم، والسفن، والشحنات التي تحملها السفن، أصبحت مرتفعة التكاليف بشكل مبالغ فيه، لو كانت متاحة من الأصل، لذا سيؤثر الأمر على مستوى المخزون من البضائع، وعلى سلسلة الإمداد نفسها".
وتقول مراسلة بي بي سي للاقتصاد فيفيان نونيز، إن هذه التكاليف ستصل إلى المستهلكين في وقت قريب.
ويبلغ عرض مضيق باب المندب والذي يعرف أيضا ببوابة الدموع، نحو 32 كيلومترا عند أضيق نقطة، ويشتهر بصعوبة الملاحة فيه.
وتقع جيبوتي وإريتريا على الساحل الغربي للمضيق، بينما تحده اليمن من الناحية الشرقية.
وتمر السفن من المضيق ضمن طريق قناة السويس، متوجهة إلى أوروبا وأمريكا، أو إلى أسيا، لذلك يعد طريقا ملاحيا أساسيا.
وتجنب هذه الطريق، يعني أن سفن الشحن ستستغرق وقتا أطول عبر طرق بديلة.
وتمر نحو 17 ألف سفينة شحن، أو 10 بالمائة من سفن الشحن عالميا بشكل سنوي من هذه الطريق.
التعليقات