إيلاف من القاهرة: عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفضه للاتفاق الذي وقعته أرض الصومال مع إثيوبيا، مؤكدا رفض بلاده التدخل في شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها.

وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود: "في ما يتعلق بالاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا، تحدثنا عن أننا فى مصر كان لنا موقف واضح تم تسجيله وصدر بيان عن وزارة الخارجية المصرية برفض هذا الاتفاق، ومن ثم نؤكد رفض مصر التدخل فى شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها"، مشيرا إلى أن هذا الموضوع "احدى النقاط التى تمت مناقشتها مع الرئيس الصومالي".

من جهته قال الرئيس الصومالي في إشارة إلى الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال، "لن نسمح لهذه الأراضي بأن يستولي عليها بلد آخر بما في ذلك إثيوبيا، بدون موافقة الصومال ذات السيادة".

دور محوري
وكان سفير الصومال لدى مصر إلياس شيخ عمر أبو بكر قال في بيان، السبت، إن زيارة رئيس بلاده حسن شيخ محمود إلى القاهرة، جاءت "للتنسيق في توقيت تواجه سيادتنا تحديات".

وشدد سفير الصومال على أن إقليم أرض الصومال، جزء لا يتجزأ من الأراضي الصومالية.

وأشار السفير إلى حرص بلاده على تنسيق المواقف مع مصر التي تلعب دورا محوريا في المنطقة، وثمّن في الوقت ذاته الدعم المصري الكبير للصومال في أزمته الراهنة.

وقال إن "هذا أمر ليس مستغربا على مصر التي كانت دائما سباقة في اتخاذ المواقف المقدرة في دعم الأشقاء".

وتابع "مصر كانت من أوائل الدول التي أعلنت موقفها صراحة فور اندلاع الأزمة الخاصة بالاتفاق غير القانوني بين إثيوبيا وأرض الصومال بالتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل أراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها انتهاك السيادة الصومالية".

قاعدة عسكرية إثيوبية
ومطلع كانون الثاني (يناير) الجاري، وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال، تمهد الطريق لبناء قاعدة عسكرية إثيوبية وتأجير ميناء بربرة على البحر الأحمر لمدة 50 سنة، مما تسبب بإثارة التوتر مع الصومال.

وأرض الصومال محمية بريطانية سابقة أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991، لكن لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتتصرف أرض الصومال -التي لا تتمتع باعتراف رسمي منذ إعلانها الانفصال عن الصومال عام 1991- باعتبارها كيانا مستقلا إداريا وسياسيا وأمنيا، مع عجز الحكومة المركزية عن بسط سيطرتها على الإقليم، أو تمكن قيادته من انتزاع الاستقلال.

ويعتبر بربرة ميناءً أفريقياً على الساحل الجنوبي لخليج عدن، عند مدخل البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس.

وتعتبر إثيوبيا دولة حبيسة، إذ لا تطل على سواحل أو شواطئ منذ انفصال إريتريا المطلة على البحر الأحمر، رسميا عنها في 1993.