أسفرت هجمات على مراكز للشرطة وكنائس وكنيس يهودي في جمهورية داغستان الروسية شمال القوقازعن مقتل 19 ضابط شرطة والعديد من المدنيين، فضلاً عن خمسة مسلحين.

وقد نُقل ما لا يقل عن 16 شخصاً إلى المستشفى، متأثرين بجروحهم بعد الهجوم الذي وقع مساء الأحد.

و أعُلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في داغستان، وهي جمهورية ذات أغلبية مسلمة تقع جنوبي روسيا وتتاخم جمهورية الشيشان الروسية.

واستهدفت الهجمات، المُنسقة مسبقاً على ما يبدو، مدينتي ديربنت ومحج قلعة أثناء عيد العنصرة الأرثوذكسي أو ما يعرف كذلك بعيد الخمسين وهو عيد يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم لإحياء ذكرى نزول الروح القدس، ويُحتفل به يوم الأحد الذي يلي مرور 50 يوماً من عيد الفصح.

وكان من بين القتلى في الهجمات كاهن أرثوذكسي.

وقد تم التُعرف عليه لاحقاً من قبل حاكم داغستان، سيرغي ميليكوف، الذي قال إنه الأب نيكولاي كوتيلنيكوف، الذي خدم في مدينة ديربنت لأكثر من 40 عاماً.

وقد هاجم مسلحون مساء الأحد كنيسةً وكنيساً يهودياً في مدينة ديربنت، ضمن سلسلة من الهجمات.

وتعد مدينة ديربنت موطناً للجالية اليهودية.

وفي مدينة محج قلعة، أكبر مدن داغستان، تعرضت كنيسة ومركز للشرطة بالقرب من كنيس يهودي لهجوم منفصل.

وقد أظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاصاً يرتدون ملابس داكنة وهم يطلقون النار على سيارات الشرطة في مدينة محج قلعة، قبل وصول قافلة من سيارات خدمات الطوارئ إلى مكان الحادث.

وكانت جمهورية داغستان في السابق مسرحاً لهجمات نفذها إسلاميون متشددون.

خريطة تظهر قرب موقع داغستان من روسيا
BBC

وعلى الرغم من أنه لم تُحدد هوية المهاجمين بشكل رسمي، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن من بين المسلحين نجل رئيس منطقة سيرغوكالا، ماغوميد عمروف، الذي اعتقلته الشرطة.

بيد أن حاكم داغستان، ميليكوف، قد أشار في مقطع فيديو نُشر على منصة تلغرام، إلى تورط أوكرانيا في الهجوم، مضيفا أن داغستان انزلقت الآن بشكل مباشر في حرب روسيا وأوكرانيا.

وقال ميليكوف:" إن الحرب آتية إلى منازلنا".

وأضاف: "إننا نعرف من يقف وراء تنظيم الهجمات الإرهابية والهدف الذي يسعون إليه".

كما قال ميليكوف، يوم الاثنين، إن السلطات تواصل مطاردة أعضاء "الخلايا النائمة" الذين أعدوا للهجمات، بما في ذلك الذين ساعدوهم من الخارج.

وقد طرح رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما (مجلس النواب) الروسي، ليونيد سلوتسكي، ادعاءات مماثلة، قائلاً إن هجمات داغستان والهجوم الصاروخي، الذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص في مدينة سيفاستوبول التي تحتلها روسيا يوم الأحد، "لا يمكن أن يكونا محض صدفة".

وقال سلوتسكي: "أنا متأكد من أن هذه الأحداث المأساوية تُدبر من الخارج وتهدف إلى زرع الذعر وتقسيم الشعب الروسي".

لكن السياسي القومي الروسي البارز في أوكرانيا المحتلة، ديمتري روجوزين، حذر من استمرار إلقاء اللوم في كل هجوم على "مكائد أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى أن "هذا الحادث الدموي سيقودنا إلى مشاكل كبيرة".

خريطة تظهر المسافة بين موقع الكنيس اليهودي الذي هوجم، ومدينة ديربنت
BBC

وألقت السلطات الروسية باللائمة في الهجوم على مقر مجلس مدينة كروكوس بالقرب من موسكو في مارس/آذار الماضي، والذي خلف 147 قتيلاً، على أوكرانيا والغرب على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عنه.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه للذين فقدوا أحبائهم في الهجمات على جزيرة القرم وجمهورية داغستان.

وقد أفادت وكالات أنباء روسية، صباح الاثنين، بأن عملية مكافحة الإرهاب التي بدأت بعد الهجمات، قد انتهت الآن.

وما بين عامي 2007 و2017، شن تنظيم جهادي يعرف باسم "إمارة القوقاز الإسلامية"، هجمات في جمهورية داغستان والجمهوريات الروسية المجاورة مثل الشيشان وإنغوشيا وقبردينو - بلقاريا.

وفي أعقاب هجوم على قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول" في العاصمة الروسية موسكو، أصر الرئيس فلاديمير بوتين على أن "روسيا لا يمكن أن تكون هدفاً للهجمات الإرهابية التي ينفذها الأصوليون الإسلاميون"، لأنها "تقدم مثالاً، فريداً من نوعه، على الانسجام بين العقائد وكذلك الوحدة بين العرقيات والأديان المختلفة".

وعلى الرغم من ذلك، أفاد جهاز الأمن المحلي الروسي بأنه أحبط مخططاً لما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية، للهجوم على كنيس في موسكو.