شيكاغو: تبدأ كامالا هاريس الأحد جولة انتخابية على متن حافلة في ولاية بنسيلفانيا، عشية انطلاق المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي الذي سيسمّيها رسميا مرشحته الى الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويتوقع أن تقام على هامشه تظاهرات ضد الحرب في قطاع غزة.

ومنحت هاريس زخما لحملة الحزب منذ إعلان الرئيس جو بايدن أواخر تموز/يوليو انسحابه من السباق الى البيت الأبيض. وتأمل تعزيز هذا الزخم بجولتها الأحد في إحدى الولايات المتأرجحة والحاسمة في نتيجة الانتخابات التي ستواجه فيها الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.

وبعد هذه الجولة، ستنتقل هاريس (59 عاما) الى شيكاغو حيث يتوقع أن تلقى ترحيبا حارا من الديموقراطيين المستبشرين بالتقدم الذي تحققه في استطلاعات الرأي، بعدما كانت خيبة الأمل تطغى عليهم في الأسابيع التي سبقت قرار بايدن (81 عاما) سحب ترشحه ودعم هاريس للحلول بدلا منه.

وسترافق مؤتمر الحزب إجراءات أمنية مشددة مع توقع نزول عشرات الآلاف الى شوارع شيكاغو احتجاجا على موقف الإدارة الديموقراطية الداعم لإسرائيل في الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تسببت بأزمة إنسانية كارثية في غزة.

ويتوقع أن تبدأ التحركات الأحد وتستمر حتى الخميس، مع تجمعات حاشدة مرجحة الإثنين والأربعاء على وجه الخصوص.

ويأتي مؤتمر الحزب في خضم حملة انتخابية حافلة بالأحداث تعدّ من الأكثر اضطرابا في التاريخ الحديث، تخللتها محاولة اغتيال للرئيس السابق ترامب وانسحاب بايدن (81 عاما) المفاجئ.

ويواجه ترامب (78 عاما) صعوبة في التأقلم مع انسحاب بايدن، بعدما تمحورت استراتيجية حملته حول تقدّم سن الرئيس الديموقراطي وتراجع قدراته الذهنية. الا أن اختيار هاريس (59 عاما) جعل ترامب بين ليلة وضحاها، أكبر المرشحين سنا في تاريخ الانتخابات الأميركية.

وكثّف الملياردير الساعي للعودة الى البيت الأبيض بعد ولاية أولى بين العامين 2017 و2021، من انتقاداته الشخصية لهاريس، على رغم مناشدة الجمهوريين له التركيز على العناوين الانتخابية لا الهجمات الشخصية.

وخلال مهرجان انتخابي في بنسيلفانيا السبت، سخر ترامب من ضحكة هاريس ووصفها بأنها "شيوعية" و"مجنونة". كما انتقد صورة لها على غلاف مجلة تايم، وأصر على أنه "يبدو أفضل منها بكثير".

وتعدّ بنسيلفانيا الأبرز بين الولايات المتأرجحة ويرجح أن تكون نتيجتها حاسمة في انتخابات 2024، وهو ما يفسّر خصّها بجولات متكررة من كلا المرشحَين.

وستقوم هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز بجولة على متن حافلة في الولاية الأحد، تبدأ في بيتسبرغ وتشمل محطات عدة في غرب الولاية سعيا لاستقطاب الناخبين من الطبقة العاملة.

"لياقة وكرامة"
الا أن الأنظار ستتجه الى مدينة شيكاغو اعتبارا من الاثنين، مع انطلاق أعمال المؤتمر الوطني العام للحزب، والذي سيتيح لهاريس منصة لتعرض رؤيتها أمام جمهور أميركي ما زال يحاول فهم توجهاتها مع تقدمها السريع الى صدارة المشهد، بعدما أمضت الأعوام الماضية نائبة لبايدن واكتفت بدور ثانوي.

وستلقي هاريس كلمتها في آخر أيام المؤتمر الخميس. لكن شبكة "سي إن إن" التلفزيونية أشارت الى أنها ستكون حاضرة أيضا الى جانب بايدن لدى إلقائه كلمته الإثنين، في عرض للوحدة الحزبية على رغم أن دور الرئيس الحالي بات ثانويا في هذه الحملة.

وتشير تقارير الى أن بايدن لا يخفي امتعاضه المتواصل من الطريقة التي دفعه بها الديموقراطيون للانسحاب من السباق الرئاسي بعد أدائه الكارثي خلال المناظرة التلفزيونية الأولى مع ترامب في أواخر حزيران (يونيو).

لكن يتوقع أن يركز الرئيس في خطابه على تسليم هاريس الشعلة، وتكرار التحذير من الخطر الذي يمثّله ترامب على الديموقراطية الأميركية، وتعزيز إرثه في تاريخ الحزب عبر مساعدة نائبته على الفوز بالانتخابات.

وإضافة الى دعم هاريس، يتوقع أن يبرز بايدن أداء إدارته ودورها في تعافي البلاد من تداعيات الجائحة و"إعادة اللياقة والكرامة الى البيت الأبيض" بعد ولاية ترامب الأولى، وفق ما أعلنت الحملة الانتخابية الديموقراطية.

وأشارت الحملة الى أن بايدن سيقدم الدعم إلى هاريس ويعرض الرهانات في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وستطل على مسرح المؤتمر الإثنين السيدة الأولى جيل بايدن، على أن يحضر في مراحل لاحقة الرئيسان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما.

ومن المقرر أن تتوجه هاريس ووالز الأربعاء الى ويسكونسن، وهي أيضا من الولايات المتأرجحة الحاسمة، قبل العودة الى شيكاغو لمتابعة المؤتمر الذي سيتحدث فيه أيضا والز وزوج هاريس دوغ إيمهوف.