في كتابه »اللعبة انتهت« للدكتور محمد الدوري اخر سفير في الامم المتحدة لدولة العراق قبل اجتياح المغول الجدد ارض الرافدين لسرقة ثرواته النفطية وغيرها واقامة اضخم سفارة واكبر معسكرات في العالم للهيمنة على دول شرق اسيا بما فيها وابتداء بالصين والهند واليابان وغيرها.
في هذا الكتاب اقترح الدكتور الدوري اربعة مراحل لعودة السيادة للعراق، المرحلة الاولى: تتلخص بالتحرير من دولة الغزو والدول التابعة لها المسماه زورا دول التحالف كبريطانيا والشحاذين الجدد من دول اوروبا الشرقية.
وفي يقيني ان الدكتور الدوري في هذا الطرح يتفق مع رأي جميع البشر المنصف بأن التحرير هو الخطوة الاولى على طريق استرداد السيادة والكرامة وخصوصا ان الغزو ابتداء قد تم في يقيني بفعل الضغط الصهيوني من فرقاء الهيمنة الصهيونية المتمترسة في مفاصل الادارات الامريكية من مجلس الامن القومي الى البنتاغون الى الدفاع والمالية والخارجية والاعلام. وبالتالي فان الادعاء ان العراق كان يمتلك اسلحة دمار شامل نووية او بيولوجية او كيماوية كذب وقد ثبت ذلك بالوجه الشرعي اما الحقيقة فهي تدمير امكانيات العراق واغتيال العلماء لضمان امن اسرائيل لزمان طويل.
ثم نأتي الى المرحلة الثانية وهي المصالحة الوطنية وفي تقديري ان هذه المصالحة حتمية وبغيرها ستظل اسباب الاحتقان والثارات ومقولات اصحاب الحقوق المنقوصة قائمة وانذارات بمعارك اهلية دموية. ان عقلاء كثيرين في العراق يملكون القدرة على تحقيق هذه المصالحة. والحديث عن هذه المرحلة طويل ومثير الخواطر.
ثم نأتي الى المرحلة الثالثة وهي صياغة الدستور الجديد للعراق ومن وحي كل الصراعات وكل المشاكل والتجارب التي امتدت عقودا طويلة وبواسطة علماء اجلاء عراقيين يسهل وضع مشروع الدستور الجديد الذي يأخذ بالاعتبار دولة ديموقراطية متعددة الاصول مما يغني الوطن ويعطي كل صاحب حق ما يستحقه ونبتعد عن الطائفية والعرقية والإثنية والجهوية وغيرها من عناصر تدمير المجتمع المتجانس، ان الشرفاء من العراقيين المؤهلين وليس الاجراء او الجواسيس هم القادرون على التصدي لهذا الواجب الوطني، والعراق مهد الحضارات ومنارة المنطقة يزخر بالكفاءات المتعلمة.
والتي تستطيع ان تعلم الاخرين لكي يضعوا دساتير لمجتمعاتهم.
ثم اخيرا نأتي الى المرحلة الرابعة والاخيرة وهي اجراء الانتخابات الحرة النزيهة والتي سوف تفرز ممثلي الشعب بمختلف اطيافه، ان الوعي على خطورة المرحلة وفهم الواقع السائد في المنطقة استشراف المستقبل واخذ العبر من التجارب المريرة الماضية ومحاولة ايجاد مجتمع العدل والتكافل والتضامن. المجتمع الذي يكون فيه الناس سواسية والتي يكون فيها القانون الصالح هو السيد، هذا الوطن يتسع للجميع وخيراته كفيلة بتحقيق مجتمع الرفاهية بل ان هذا الوطن مسؤول عن دعم ومساعدة اقطار اخرى تحتاج للعون بدل ان تصبح فريسة للوحوش من انصار الهيمنة والدوس على كرامات الاوطان واستباحتها لمنافع فئات قليلة لا هم لها الا الاقصاء والاجتثاث.
ان محاور الدكتور الدوري وهو الرجل الذي عرفناه في اشد الايام سوادا الرجل المتعلم المثقف القانوني هي في قناعاتي السبيل لاسترداد العراق حريته وانطلاقه لقيادة امته.