الأحد: 16. 10. 2005

بداية فانني غير معني بالدعوة الى الموافقة او الاعتراض على مسودة الدستور العراقي الذي طرح بالامس للاستفتاء الشعبي عليه داخل العراق، ولكني تساءلت لماذا تقف اطراف عديدة ضد الدستور المقترح خاصة من هيئة علماء المسلمين وهي اكبر مرجعية للمسلمين السنة العرب وتيار آية الله الخالصي وهو مرجع شيعي معَبَر. في الوقت الذي امتنع السيد مقتدى الصدر عن تأييد او معارضة الدستور. فلماذا هذه المعارضة او هذا التحفظ على مسودة الدستور؟
ان الجامع بين الرافضين لهذا الدستور انهم من الاغلبية العرب الذين يمثلون نحو 75% من الشعب العراقي والباقي 20% من الأكراد 5% من القوميات الأخرى (تركمان وآشوريين.. الخ) ويمثل الشيعة العرب نحو 42% من نسبة العراقيين والسنة العرب نحو 33% من نسبة العراقيين وعليه فالغالبية العظمى هم العرب من السنة والشيعة ومع ذلك فان الدستور وقد جامل الاكراد بل ان صح التعبير ان الاكراد هم من استغل الظروف وتحين الفرصة ليجعل من الدستور يلبي طموحات لم يحلم مجرد يحلموا بها قبل سنوات قليلة.
وللتأكيد على ذلك وعلى الطغيان الكردي داخل الدستور والتقليل من الشأن العربي فيه اذكر بعض الشواهد:
جاء نص المادة (الثالثة) كالتالي: «العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب، وهو جزء من العالم الاسلامي، وعضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية وملتزم بميثاقها».
وجاء نص المادة (الرابعة):
«اللغة العربية واللغة الكوردية هما اللغتان الرسميتان للعراق.. ويحدد مصطلح اللغة الرسمية وكيفية تطبيق احكام هذه المادة بقانون يشمل:
أ- اصدار جريدة رسمية باللغتين.
ب - التكلم والمخاطبة والتعبير في المجالات الرسمية كمجلس النواب، ومجلس الوزراء، والمحاكم والمؤتمرات الرسمية. بأي من اللغتين.
ج - الاعتراف بالوثائق الرسمية والمراسلات باللغتين واصدار الوثائق الرسمية بهما.
د- فتح المدارس باللغتين على وفق الضوابط التربوية.
هـ- اية مجالات اخرى يحتمها مبدأ المساواة، مثل الاوراق الرسمية وجوازات السفر، والطوابع.
والملاحظة الهامة في هاتين المادتين عدم الاشارة الى الامة العربية وتهميشها في الوقت الذي يتم المساواة الكاملة بين اللغة العربية واللغة الكردية.
في عموم العراق مع ان الاكراد لا يمثلون سوى نحو 20% من العراقيين فكيف يتم مساواة الـ 20% مع الـ 80؟!! المفروض ان يكون اقليم كردستان فيه اللغتان الرسمية هي الكردية والعربية وان تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية الأولى في العراق.. وعليه فيتضح ان الاكراد لم يكسبوا فقط اللغة الكردية كلغة رسمية بل قاموا بتعميم لغتهم الكردية على عموم العراقين من الشمال الى الجنوب، ونحن نسأل ماذا يستفيد العراقي في البصرة او العمارة من تعلم اللغة الكردية؟! اما الكردي في الشمال، فإنه يستفيد من تعلم اللغة العربية لانها لغة القرآن ولغة الاسلام والمعارف والعلوم والحضارة الزاخرة وهي لغة رسمية في الأمم المتحدة والمؤتمرات الدولية ويتكلم بها مئات الملايين من العرب والمسلمين هذا بالاضافة الى المواد العديدة في الدستور التي تعطى الإقليم سلطات مستقلة عن السلطة المركزية من بينها:
1- لسلطات الاقاليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية القضائية.
2- يحق لسلطة الاقليم تعديل تطبيق القانون الاتحادي في الاقليم.!! تختص حكومة الاقليم بانشاء وتنظيم قوى الأمن الداخلي للاقليم الشرطة والأمن وحرس الاقليم!!
3- تؤسس مكاتب للاقليم والمحافظات في السفارات والبعثات الديبلوماسية لمتابعة الشؤون الثقافية والاجتماعية الانمائية!!!
تختص للاقاليم والمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة اتحاديا!! مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، ونسبة السكان فيها.
وأنا اتساءل ماذا بقي للسلطة المركزية اذا كان من حق الأقاليم تطبيق القوانين والمحاكم والوزارات والشرطة وحتى حرس الحدود (الجيش) واخيراً بعثات دبلوماسية (؟!!) ماذا بقي بعد ذلك من وحدة للعراق. واضح ان هذه الدستور معيب جداً وكتب محاباة للأكراد على حساب العرب في مقابل اشارات طائفية معينة لا تسمن ولا تغنى من جوع، ولهذا لا استغرب ان يعترض العقلاء في العراق من العرب السنة والشيعة.. اما الاكراد فهذا الدستور هو اكثر ما يطمحون به.. فهنيئاً للاكراد.. ولاعزاء للعرب في العراق.

[email protected]