حجة قديمة جديدة استخدمها المتطرفون بالحزائر لقتل الأطفال والنساء .. والزهراني والطرطوسي بررا بها تفجيرات السعودية


الرياض: مشاري الذايدي لندن : محمد الشافعي


التترس حجة فقهية قديمة جديدة، لجأ اليها أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق، لتبرير تفجيرات سياراته المفخخة وانتحارييه الملغمين الذين يذهب ضحيتهم العراقيون الابرياء، وهي حجة أدمنت الجماعات الاسلامية العسكرية استخدامها وتوظيفها، قبل زمن حرب الزرقاوي في العراق بوقت طويل.
خلاصة هذه الحجة الفقهية تقوم على ان موت بعض الضحايا العرضيين جراء التفجيرات العشوائية، جائز ولا يلحق الجماعة التي تقوم به ملامة او ذنب ديني. لأن المقصود بالقتل او التفجير أصالة هو العدو، وليس من يحول دونه مصادفة او قصدا عبر استخدامه كترس، أو بلغة معاصرة «درع بشري».

ولجأت الجماعة الاسلامية في الجزائر الى الاعتماد على هذه الفتوى، في قتل الاطفال او النساء او المارة الابرياء في حربها مع الدولة الجزائرية، واتكأت أكثر على فتاوى المتشدد ابو قتادة الفلسطيني المعتقل في بريطانيا حاليا.

وسوغت «القاعدة» وقوع ضحايا أبرياء في تفجيراتها التي استهدفت المدن السعودية، وعلل ابو جندل الازدي، الاسم الحركي لفارس آل شويل الزهراني، المنظر الشرعي للقاعدة، والمعتقل في السعودية. كما دافع أبو محمد المقدسي وأبو بصير الطرطوسي، عن تفجيرات «القاعدة» في السعودية، وشرحا عدم ذنب «القاعدة» في قتل الابرياء في اماكن التفجير. والاثنان هما من أكثر المؤلفين إنتاجا لتسويغ اعمال «القاعدة»، وإكسابها غطاء فقهيا ودينيا، خصوصا على موقع التوحيد والجهاد على الانترنت.

يشار الى ان مفهوم التترس يعتبر مفهوما مركزيا في الخطاب الفقهي «العملي» لـ«القاعدة»، ويمنحها «مرونة» واسعة في تنفيذ العمليات العشوائية، من دون الشعور بحرج ديني جراء المجازر التي تسببها مثل هذه العمليات.

وقد ثار امس جدل حاد وغضب بين الأصوليين والإسلاميين المعتدلين حول تبرير أبو مصعب الزرقاوي لقتل مسلمين ابرياء. وفيما حاول عدد من قادة الحركات الاصولية في بريطانيا التضامن مع فتوى الزرقاوي، قال الباحث الاسلامي السعودي يوسف الديني إن هذا القول من الزرقاوي مفهوم منحرف لأن الزرقاوي ليس خبيرا بالفقه الإسلامي وأقواله تقع خارج الشريعة. وشن عدد من الإسلاميين تحت أسماء مستعارة في مواقع قريبة من «القاعدة» هجوما وانتقادات حادة على فتوى «التترس» التي لجأ اليها الزرقاوي لتبرير قتل المدنيين الابرياء في العمليات الانتحارية. وكشف اصولي مصري أن مفهوم «التترس» استخدمه الظواهري، الحليف الأول لابن لادن بعد تفجير السفارة المصرية في اسلام اباد عام 1995 . ورد اسلامي آخر طلب من «الشرق الأوسط» عدم الكشف عن هويته بقوله: «إذا كانت الأعمال بالنيات، وسيبعث «الضحايا الابرياء على نياتهم»، كما يقول الزرقاوي وبكري وكما افتى بها من قبل ابو قتادة المراقب إلكترونيا في لندن، فإنها، بسياقها الواقعي، بالخواتيم. فأي هدف سام يمكن أن يحققه نشر الفوضى والذعر والخوف ومن ثم القتل والدمار في بلاد المسلمين».