توقيف 95 شخصاً وانفجار عرضي يجدد مخاوف عودة الإرهاب إلى القاهرة
تحقيقات شرم الشيخ تكشف عن استخدام الهيدروجين وتعرض مقر أمن الدولة في سيناء للاعتداء


القاهرة، شرم الشيخ: أشرف الفقي، صالح رجب:
فجر عدد من شهود عيان حادث تفجيرات سيناء مفاجآت مدوية، منها تعرض المقر الرسمي لمباحث أمن الدولة المصرية في سيناء "يبعد 500 متر عن موقع الحادث" الأسبوع الماضي لهجوم بالحجارة وعبارات تهديد من بدو سيناء بعد الإعلان عن استئناف محاكمة المتهمين في أحداث طابا.

وقال شاهد عيان - سائق تاكسي شهد الواقعة وتحتفظ "الوطن" باسمه - "إن أربع سيارات نقل تحمل لوحات صادرة عن منفذ طابا الحدودي هاجمت مبنى المباحث يوم الأربعاء الماضي في الحادية عشرة ليلاً وهددوا بتفجير شرم الشيخ إذا لم يتم الإفراج عن أبنائهما مشيراً إلى أنهم لاذوا بالفرار مما دفع السلطات الأمنية لرفع حالة الطوارئ بين صفوفها حتى تحولت شرم الشيخ إلى ثكنة عسكرية.
و كان وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي اعترف في موقع الحادث بتوافر معلومات عن احتمال وقوع أعمال إرهابية في شرم الشيخ إلا أنه لم يكن يتوقعها بهذا العنف. على جانب آخر فجر خبير متفجرات بالشرطة المصرية "رفض ذكر اسمه" مفاجأة أخرى إذ أكد أن العبوات المستخدمة في التفجيرات احتوت على الهيدروجين والنيتروجين السائل وحمض الكبريتيك بجانب مادة "T.N.T " ودلل بذلك بسحابة الدخان الأسود التي غطت منطقة التفجير مثيرة رائحة تماثل رائحة البيض الفاسد وهي رائحة كبريتيك الهيدروجين كما أشار الخبير إلى أن المتفجرات المستخدمة في حادث فندق غزالة لم يتم تصنيعها محلياً مضيفاً أن السيارة اصطدمت بقوة كبيرة بجدران الفندق دون أن تنفجر حتى التف حولها المصريون والسياح بدافع الفضول لإنقاذ سائقها لتنفجر السيارة موقعة عدداً كبيراً من القتلى.
و قال مصدر بالشرطة إن أجهزة الأمن اعتقلت أكثر من 70 شخصاً مشتبهاً فيهم، فيما أشارت مصادر مستقلة أنهم 95 شخصا معظمهم من أهالي سيناء ومن بينهم أشخاص من مدينة العريش أوقفوا عقب تفجيرات طابا.
وشارك مدير مصلحة الأمن العام المصرية اللواء عبدالرحيم قناوي ومدير مصلحة ومكافحة المخدرات اللواء أحمد سمك في خطط البحث بعد أن أكدت التحريات أن المواد المتفجرة والسيارات المستخدمة في الحادث حملت أرقاما صادرة عن منفذ طابا الحدودي مع إسرائيل ورجحت السلطات أن مرتكبي الحادث استخدموا الدروب الجبلية بسيناء التي يستخدمها المهربون وتجار المخدرات.
وفي تطور آخر أدى انفجار قنبلة في منطقة كفر طهرمس القريبة من منطقة الهرم الأثرية إلى انتشار حالة من الهلع لدى سكان المنطقة التي طوقتها القوات الأمنية بعد عشر دقائق من حدوث التفجير، وتم إغلاق المنطقة بالكامل لأكثر من ساعتين.
وقال مصدر أمني لـ"الوطن" إن الانفجار وقع في شقة في أحد البنايات في شارع عمرو بن العاص المتفرع من شارع كفر طهرمس في منطقة الجيزة أسفر عن إصابة سامي جمال أحمد حجازي - 33 عاما - وتم نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة. وكشفت التحقيقات الأولية -وفقا للرواية الأمنية- أن حجازي الذي يعمل موظفا إداريا في مستشفى قصر العيني اعتاد على جمع المخلفات في شقته بالطابق الأرضي في البناية التي يقطنها، وأن أحد تلك المخلفات هي التي انفجرت بعد أن عبث بها.
إلا أن مصدرا من أهالي المنطقة رجح أن يكون حجازي صنع قنبلة لتنفيذ عملية إرهابية خصوصا بعد أن لاحظ عليه في الفترة الأخيرة علامات اكتئاب، ومهاجمته المستمرة للأوضاع في مصر. وألقت السلطات الأمنية القبض على عدد من المقربين من حجازي للتحقيق.
في غضون ذلك أعلنت السلطات الأمنية في مصر حالة الطوارئ والاستنفار، تحسبا لوقوع عمليات إرهابية، فيما سادت حالة من الخوف لدى المصريين من أن تكون تفجيرات شرم الشيخ هي عودة للعمليات الإرهابية إلى مصر، وانعكس ذلك في عشرات البلاغات التي تلقتها السلطات الأمنية المصرية عن شكوك للمواطنين في أشخاص وصفوهم بأنهم انتحاريون، وتقديم بلاغات أخرى عن سماعهم لأصوات تفجيرات، وقامت السلطات الأمنية بفحص كل تلك البلاغات التي ثبت أنها ليست سوى مخاوف لا أساس لها من الصحة.