صنعاء ـ يو بي آي:
حذرت منظمة الغذاء والزراعة العالمية (الفاو) الجمعة من إمكانية تعرض اليمن لغزو الجراد المهاجر من سواحل بعض الدول الأفريقية المجاورة فيما يستعد اليمنيون لاصطياد الأسراب الفاتكة بالنباتات لأكلها.
وقالت المنظمة في تقرير ان أحد خبرائها سيغادر صنعاء الجمعة الي اريتيريا للإطلاع علي الحالة عن كثب وتقدير مدي خطورة حشود الجراد المتجمعة هناك.
وأشار تقرير الفاو الي أن مستوي الاستعدادات اليمنية لمكافحة الجراد انخفض عما كان عليه العام الماضي نظرا لتعرض التجهيزات المخصصة لمكافحة الجراد للنهب خلال الاحتجاجات التي تمت منذ نصف شهر في مأرب علي رفع أسعار المشتقات النفطية، من بينها أجهزة مسح وأنظمة اتصالات وعربتان تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 200 ألف دولار.
وفيما استنفرت معظم دول المنطقة قدراتها لمواجهة غزو أسراب الجراد ينتظر اليمنيون بشغف وصول الجراد الذي يعتبرونه من ألذ الوجبات الغذائية التي تزين موائدهم.
وقال المهندس الزراعي علي سمنتر لـ يونايتد برس إنترناشونال ان عادة أكل الجراد في اليمن تعود لعصور قديمة حيث تحتفل الأسر اليمنية بقدوم أسراب الجراد الذي يتم تجميعه تمهيدا لأكله مباشرة أو حفظه لأكله في أوقات لاحقة.
واضاف تحرص أغلب العوائل اليمنية علي المشاركة بأكبر عدد ممكن من أفرادها رجالا ونساء وصغارا وكبارا في استقبال الجراد بموكب احتفالي حاملين الفوانيس ومرددين الأهازيج الشعرية والمغاني حتي إذا بلغوا المكان فتحوا أكياسهم وباشروا بغرف الجراد بأكفهم إلي داخلها ليعودوا بعد ساعات قد تمتد حتي الفجر محملين بصيد هائل منه فتتولي النساء في اليوم التالي تجهيزه للأكل . ويفضل اليمنيون تناول الجراد بإحدي صورتين: الأولي أن يتم تحميصه بالأفران (التَنّور) دون إضافة أي شيء له باستثناء الملح، أما الطريقة الثانية فهي بتمليحه ثم تركه معرضا للشمس لفترة وجيزة حتي يجف ويتيبس، فلا يتلف عند خزنه لأسابيع أو شهور، وهناك قسم صغير جداً يقوم بغليه بالماء لبضع دقائق فقط، ولكن هذا النوع من الطهي لا يصلح للحفظ ويتوجب تناوله في نفس اليوم، لذلك فهو غير شائع. كما أن بعض الأشخاص قد يُطيِّبون طعمه بشيء من البهارات.
وحين تكون موجة الجراد كبيرة تقوم بعض العوائل ببيعه إلي المحال التجارية (البقالات)، لتتولي الأخيرة بيعه بالتجزئة لمن لم يتوفر له اصطياده.
الى ذلك قال تقرير الفاو ان مركز مكافحة الجراد في اليمن يمتلك 37 بخاخاً وجهاز مبيد حشرات، إلاّ أنه لا يمتلك العربات الكافية، إذ أن كل ما لديه الآن هو 12 عربة فقط، فيما خطة طوارئ مواجهة غزو الجراد تستدعي وجود 50 مركزاً، إلاّ أن فاعلية ذلك ستبقي محدودة للغاية في ظل النقص في المعدات.
وعزت المنظمة قلقها من غزو الجراد لليمن الي أن هذه الفترة هي التي تبدأ فيها اليرقات المولودة حديثا بالزحف الي مساحات شاسعة مما يجاورها، وأن امتداد تساقط الأمطار بقوة علي دول المنطقة يعطي احتمالات كبيرة لحمل أسراب الجراد الي اليمن من السواحل الأفريقية القريبة جداً، لافتة الي أنه تمت مشاهدة أعداد من الجراد ـ بعضها بالغة ـ في حدائق عدد من المناطق اليمنية الساحلية.
وأشارت الي أن اليمن تعرض لموجات غزو الجراد في الأعوام 1986 و1987 و1993 و2002 و2004، إلاّ أن أخطرها كانت تلك التي حدثت عام 1993.
وأوضحت المنظمة أن الجرادة الواحدة التي لا يزيد وزنها عن غرامين بوسعها التهام حجم وزنها في اليوم الواحد من أوراق الأشجار وزهور وجذوع وفاكهة وبذور.
التعليقات