الأحد:01. 01. 2006

رجـب البنـا



دينس روس المبعوث الأمريكي الي الشرق الاوسط خلال رئاسة كلينتون من أكبر الخبراء الامريكيين في قضايا الشرق الاوسط وتعقيداتها ومناوراتهاrlm;.rlm; وقد كشف أخيرا عن بعض الحقائق التي تخفيها الدعاية السياسية الامريكيةrlm;.rlm;

فهو يحدد معالم الاستراتيجية الأمريكية لحماية مصالحها كما يليrlm;:rlm; أولا ـ تأمين السيطرة علي البترول الذي يمثل شريان الحياة للاقتصاد العالميrlm;.rlm; ثانياrlm;:rlm; كسب الحلفاء والنفوذ في الشرق الاوسط وعدم السماح لأية قوة عالمية أخري بأن يكون لها نفوذ فيهrlm;.rlm; ثالثا ـ حماية اسرائيل ومنع وصول الصراع العربي الاسرائيلي الي درجة تهدد أمن اسرائيلrlm;.rlm;

وبعد ان كانت الأجندة السياسية الأمريكية تركز علي مناطق اخري مثل اوروبا وآسيا أصبحت الآن ولأول مرة تضع الشرق الاوسط علي قمة اولوياتهاrlm;,rlm; وأصبحت الادارة الامريكية تري ان الشرق الاوسط هو أهم مناطق العالم من حيث المصالح والتهديداتrlm;,rlm; وأصبحت هذه الادارة تري ان الجذور الراسخة للارهاب موجودة في الشرق الاوسطrlm;,rlm; وبالتالي فان ميدان الحرب العالمية علي الارهاب التي اعلنها الرئيس بوش في هذه المنطقةrlm;,rlm; وأمامها مأزق في العراق بعد ان تسبب الغزو الامريكي في تحويله الي ساحة للفوضي ولا تستطيع الولايات المتحدة اخراج نفسها منه بسهولةrlm;.rlm; وامامها ايضا ايران خصوصا بعد وصول رئيس متشدد يعلن العداء لامريكا ولاسرائيل ولا يقبل التفاوض او المساومة علي برنامجه النووي مما يفرض علي الادارة الامريكية خيارات صعبة جدا لا يمكن تجنبهاrlm;.rlm;

وقد يمر الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين بمرحلة جديدةrlm;,rlm; وان كان رحيل عرفات وانسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة يمثلان احتمالا للتقدم نحو الاستقرار إلا أن التطورات الاخيرة علي الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني تمثل إمكانية ازدياد الفوضيrlm;.rlm; وهناك مشكلات أخري أمام الإدارة الأمريكية في مناطق أخري من المستبعد أن تأخذ أي منها الكثير من وقت الرئيس بوش وقدرته علي الاحتمال خلال السنوات الثلاث المتبقية من ولايته الثانيةrlm;.rlm;

ويمكن اعتبار أزمة امريكا في العراق أم الأزمات لأن استمرار وجودrlm;138rlm; الف جندي امريكي هناك بعد انسحابrlm;8rlm; آلاف جندي يمثل ضغطا علي الرئيس الامريكي من الرأي العام والكونجرسrlm;,rlm; والجميع يطالبون بعودة هؤلاء الابناء الي بيوتهم بعد ان تعرضوا لمخاطر كثيرة يبدو انها سوف تستمر بلا نهاية بعد تزايد عدد الهجماتrlm;,rlm; وتزايد خطورتها والدقة في التخطيط والإعداد لها وازدياد أعداد المهاجمين في جميع أنحاء العراق تقريباrlm;,rlm; مع صعوبة تنفيذ تعهد الرئيس بوش بإعادة إعمار ما خربته الحربrlm;,rlm; وباختصار فإن الوضع في العراق من الناحية الاستراتيجية والعسكرية يزداد سوءاrlm;,rlm; وفي نفس الوقت فإن الولايات المتحدة لا تستطيع ان تتحمل الفشلrlm;,rlm; لأن الفشل سيمثل انتكاسة خطيرة في الحرب علي الارهابrlm;,rlm; وسيؤدي الي شعور أعداء أمريكا بانهم انتصروا ويمكنهم مواصلة التهديد والضغط عليهاrlm;,rlm; وأمريكا تحتاج الي تحقيق نوع من التسليم او الاستسلام والشعور لدي الجهاديين بانهم لا يمكن ان ينتصروا عليهاrlm;.rlm;

لذلك فإن اقصي ما تسعي اليه أمريكا هو التوصل الي نظام فيدرالي في العراق وتشكيل حكومة مركزية ذات سلطات محدودة علي مناطق لها استقلال وسيادةrlm;,rlm; وتكون حكومة الأغلبية وتتسامح مع الأقلياتrlm;,rlm; والوصول الي صيغة توفر لاسرائيل الأمن والتعاون مع العراقrlm;..rlm; اذا تحقق ذلك فسيكون طوق النجاة للرئيس بوش للخروج من الأزمة الحاليةrlm;..rlm; ولكن أزمة العراق حتي لو وجد بوش مخرجا منها فلا يمكن تجاهل أزمات اخري تمثل تحديات لادارته لا تقل عن تحدي العراقrlm;..rlm; مع ايرانrlm;..rlm; ومع قضية الصراع الاسرائيلي الفلسطينيrlm;..rlm; ومع أزمة سوريا التي حرصت الإدارة الامريكية علي تصعيدها لشغل الرأي العام والكونجرس والعالم العربي عن الأزمات المعقدة التي تقف أمامها الادارة الامريكية مترددة او عاجزة أو انها تنتظر معجزةrlm;..rlm; أو أنها تسعي الي كسب الوقت الي ان تمر السنوات الثلاث المتبقية للرئيس بوش في البيت الابيض لتصدر الأزمات المعقدة الي من يأتي بعدهrlm;!rlm;

وبالنسبة للقضية الفلسطينية فيبدو ان الادارة الامريكية تراهن علي اشتعال صراع علي السلطة بين الفلسطينيين يؤدي الي ضعف الموقف الفلسطيني بشكل عام ويعطي لأمريكا المبرر لعدم القيام بدورها الذي تكرر الوعد به لتنفيذ خريطة الطريقrlm;,rlm; كما يعطي لإسرائيل الحجة لاستمرار الوضع علي ما هو عليه وتحديد القول بان التقدم في تنفيذ خريطة الطريق لن يتحقق الا اذا كانت السلطة الفلسطينية في موقف قوة والفلسطينيون مجمعون علي الانضواء تخت لوائها ومجمعون علي وقف الهجمات علي الاسرائيليينrlm;.rlm; واذا تحقق خلالrlm;2006rlm; تقدم فسيكون في تخفيف القيود الاسرائيلية في نقاط التفتيشrlm;,rlm; ووقف ـ أو خفض ـ العمليات العسكرية الاسرائيلية في المدنrlm;,rlm; وربما ايضا وقف عمليات القتل التي تنفذها الحكومة الاسرائيلية لعناصر فلسطينية مستهدفةrlm;,rlm; وستبقي المشكلة الاكبر وهي اصرار اسرائيل وامريكا علي تفكيك الجناح العسكري لحماس والجهاد وهذا مطلب لا تستطيع السلطة الفلسطينية تنفيذهrlm;,rlm; وعلي ذلك فإن الامل في عامrlm;2006rlm; فيما يبدو سيكون محدوداrlm;.rlm;