أحمد الربعي


المتحدث هذه المرة ليس laquo;الحاقدraquo; وليد جنبلاط، ولا المعارضة اللبنانية laquo;العميلةraquo;، ولا هو متحدث صهيوني، ولا علاقة له بلجنة التحقيق الدولية. المتحدث هو عبد الحليم خدام، نائب رئيس الجمهورية العربية السورية، وأحد رفاق الراحل حافظ الاسد، وأحد صانعي السياسة السورية لعقود من الزمن.

الحديث الذي أدلى به خدام لقناة laquo;العربيةraquo; هو أقوى من كل المقالات والتحليلات. وما قاله في لقائه التلفزيوني أقوى بكثير من تقرير ميليس. والحديث يتعلق بفساد مالي يصل الى مليارات الدولارات ودولة، بل دول داخل الدولة وعمليات بلطجة، وشكوك وعلامات استفهام. وواضح لكل من شاهد laquo;تقرير خدامraquo; ان التلميحات فيه كانت أخطر من التصريحات، وان التهديد بكشف المزيد يجعل المسألة اكبر بكثير مما يتوقع المراقبون، وان ما في الفخ أكبر من العصفور.

كل الذي قاله المحللون وتحدث عنه تقرير ميليس اكده خدام. وحديثه كان قنبلة من الوزن الثقيل تحتاج الى مراجعة وقراءة واعية. ما الذي سيفعلونه في دمشق أمام هذا الحدث، الزلزال، لن ينفع حديث الوجوه التي تدافع عن الموقف السوري ببلاده، الى درجة ان الناس تعرف ما سيقولونه قبل ان يتحدثوا. ولن يستطيع الاعلام الرسمي السوري الرد على كل هذه المعلومات الخطيرة.

اكثر من مرة قلنا ان طريق النجاة وحماية سوريا هو بشيء أقرب الى الانقلاب الذي يجب ان يقوده الرئيس بشار الاسد ضد الطاقم القديم، وسوريا لا تستطيع ان تتحمل المزيد بعد كلام خدام. وفي سوريا لا احد غير الرئيس بشار يستطيع ان يفعل شيئا، ونقصد شيئا كبيرا بحجم الانقلاب على النظام وأجهزته وعقليته والمستفيدين منه. ونقول هذا الكلام، مفترضين حسن النية، وان اجهزة قمعية ومافيات في دمشق ورطت الدولة السورية في مسلسل من الاخطاء والخطايا، ومعتمدين على كلام نقدي للنظام سمعناه شخصيا من الرئيس بشار في أكثر من مناسبة، وحان الأوان ان يطبقه وينقذ سوريا من ورطتها، فهل سيفعل؟