أنيس منصور

بعد تسع سنوات قررت أميركا أنها سوف تبني قرية فوق القمر، ومن هذه القرية قررت أن تنطلق إلى الكواكب الأخرى.

وأكبر رحلاتها طموحا هي إلى كوكب بلوتو أبعد الكواكب في المجموعة الشمسية، وبلوتو يبعد عن الشمس خمسة آلاف وثمانمائة مليون كيلومتر، وهو بطيء الحركة يدور حول نفسه مرة كل ستة أيام. أما دورته حول الشمس فمرة كل 248 عاما، ودرجة حرارته 233 درجة مئوية تحت الصفر. وهذا الكوكب جليدي، ولذلك يسمونه القزم الجليدي. وسفينة الفضاء تحتاج إلى 9 سنوات لكي تبلغه وتدور حوله.

ونحن نعرف أن الكواكب، إما حجرية وإما غازية، الحجرية هي: الأرض وعطارد والمريخ، والغازية هي المشترى وزحل ونبتون وأورانوس. ولكن بلوتو هو الوحيد الحجري والغازي معا.

وفي العام الماضي اكتشف العلماء قمرين صغيرين يدوران حول بلوتو، أما القمر الذي اكتشفه العلماء من 75 عاما فهو شارون.

وهناك خلافات بين العلماء هل بلوتو كوكب، أو أنه من النيازك لأنه صغير بين الكواكب في الحجم، وهو غريب فهو يدور عكس عقارب الساعة، أي عكس كل الكواكب الأخرى.

ومن المعروف أن هناك حزاما كثيفا من النيازك يدور حول الشمس، ويخترق معه مجالات بعض الكواكب الأخرى، هذا الحزام اسمه laquo;حزام لويبرraquo; وهذا الحزام يضم ألوف الأحجار الضخمة بعضها يصل قطره إلى مئات الكيلو مترات، ومن هذا الحزام الدوار حول الشمس ومن ملايين السنين تتساقط النيازك على الأرض وعلى الكواكب الأخرى ومن هذا الحزام انتقلت إلينا الحياة في صورها البدائية لأن هذا الحزام يحتوي على مخلفات نشأة الكون من حوالي 14 ألف مليون سنة، وهذه الأحجار هي الآثار التاريخية التي تحدثنا عن كيف كان الكون عند نشأته، أو بعد نشأته ببضع ثوان، إنها مثل حجر رشيد الذي سوف يفك لنا طلاسم الكون، كيف يصير، وكيف يمضي من حيث لا نعرف إلى حيث لا نعرف.

موعدنا بعد تسع سنوات!