مســـامرات
خالد البسام
وجدت أن أغلب أمنيات البشر في العام الجديد كانت لصالح إحلال السلام في العالم. وعلى عكس الأماني قرأت أن معظم الحروب مرشحة للانتشار والتصعيد أكثر، بل أن هناك حروباً صغيرة قادمة في الطريق.
مع الأسف الشديد أصبح حتى '' طرق الأمنيات'' محفوفاً بالمخاطر ومملوءً بالأشواك.
كانت الناس تقول أمنياتها بشكل أكثر تفاؤلا وسعادة، وعندها أمل كبير في تحقيقها، وإذا لم تتحقق كلها، فبعضها على الأقل.
لكن الأمنيات اليوم مزقتها الخيبة وفقدان الأمل واليأس والمجهول. وتغيرت الأمنيات من تحقيق الطموحات الكبيرة والآمال العريضة في النهضة والتقدم وتحرير فلسطين والوحدة وغيرها، إلى مجرد استمرار العيش، وعدم الطرد من العمل، وانتهاء العنف، ووقف الفوضى، وتوفر الخبر الساخن كل يوم، وحل المشكلات بالطرق الودية. وهى كلها أمانٍ لم نكن نسمع عنها من قبل، وغدت ليست أماني بل كأنها تعبير عن قلق عام وخوف من مآسٍ قادمة، وأن الموجود الآن أفضل مما سيأتي.
من المؤكد أن الأمنيات سهلة والحلم بها أسهل، غير أن الدنيا التي تغيرت حاليا وأصبحت في قمة تطورها تراجعت فيها أماني الناس إلى أمنيات كان أجداد أجدادهم يتمنونها قبل قرون مضت !
كان بطل أحد قصص الكاتب الروسي الشهير أنطوان تشيخوف يقول لزوجته:'' هذه السنة سأتمنى كل شئ لسعادتنا. سأتمنى المزيد من الحب لنا والمزيد من السعادة والصحة لأطفالنا. وسأتمنى أن يمنحنى الله بعض المال لأحقق طموحاتي المؤجلة. سأدعو في هذه السنة الجديدة أن يتحاب الناس وأن لا يكره أحدهم أحدا، وأن تجد كل امرأة رجلا يعشقها ويدللها، وأن يحصل كل فلاح على المحصول الذي يريد، وأن يخرج كل مظلوم من السجن فوراً، و...''.
وهنا قاطعته الزوجة قائلة:'' على مهلك.. على مهلك. ماذا تركت لأمنيات السنة القادمة ؟''.
ومع أننى على يقين أن أمنيات السنة القادمة لن تتغير كثيرا عن هذه السنة، إلا أننى اكتفي بامرأة قالت لإحدي الإذاعات إن أمنيتها في السنة الجديدة هي أن تسمع أغنية جديدة لمطربها المفضل.
قال أمنيات قال !
التعليقات