الإثنين:23. 01. 2006

دrlm;.rlm; علي جمعـة
مفتي جمهورية مصر



يبدو أننا في حاجة لتأكيد أن وقوع الحادث المروع بموسم الحاج في هذا العامrlm;,rlm; كان سببه في الأصل عدم الالتفات للنصوص والقرارات التي إذا ما التزم بها الحجيج تجنبنا كثيرا من تلك الأزماتrlm;.rlm;
فمعلوم أن عدد الذين قضوا نحبهم من المصريين يشكلون ما يقرب من ثلث الذين قضوا نحبهم من كل البلاد الإسلامية والبلاد التي بها أقلية مسلمةrlm;,rlm; من الذين حجوا هذا العامrlm;,rlm; وهذه نسبة كبيرةrlm;,rlm; تشير إلي نوع من الخلل في عقلية المسلمين الذين يصرون علي الإعراض عن الحلول والآراء المعتبرة التي تحفظ البلاد والعبادrlm;,rlm; متمسكين في ذلك بتلك الفتاوي التي لا تراعي الواقعrlm;.rlm;

وقد أولت وزارة الأوقاف المصرية اهتمامها في أهم قضيتين في ذلك الشأنrlm;,rlm; الأوليrlm;:rlm; تتعلق برمي الجمرات بحيث يكون طوال اليومrlm;,rlm; وليس وقت الزوال فقطrlm;,rlm; للتيسير علي الحجاج وحفاظا علي أرواحهمrlm;,rlm; وأن تكون هناك توسعة في الإنابةrlm;,rlm; حيث تم التنبيه علي أن يقوم الشباب بالرمي إنابة عن الشيوخ المرضي في أي وقت بالليل أو النهارrlm;.rlm;

أما القضية الثانيةrlm;:rlm; فهي مسألة المبيت بمزدلفةrlm;,rlm; حيث تم التأكيد علي ضرورة الانصراف من مزدلفة عقب النفرة الأولي للحجيج بعد الجمع بين صلاتي المغرب والعشاءrlm;,rlm; خاصة أن المبيت بمزدلفة يعتبر سنة وليس ركنا من أركان الحجrlm;.rlm;

فقد حج في هذا العام من المصريين ما يقرب منrlm;13rlm; ألف حاجrlm;,rlm; وقد أعد معالي وزير الأوقاف الدكتور زقزوق برنامجا للتوعية شملrlm;250rlm; إماما ضمن بعثة الحج المصرية هذا العامrlm;,rlm; وقد شملت حملة التوعية ما قرره مجمع البحوث الإسلامية من قبلrlm;.rlm;

فقد أقر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بعض الحلول لتفادي وقوع حوادث مماثلة لحادث التدافع الذي وقع في أثناء رمي الحجاج للجمرات في مني في موسم الحج عامrlm;1424rlm; هـrlm;,rlm; الموافق بداية فبراير عامrlm;2004,rlm; حيث أرسلت لجنة تابعة لمجمع البحوث خطابا باسم الأزهر إلي وزير الحج السعوديrlm;,rlm; ومفتي السعوديةrlm;,rlm; وتم إرسال ذلك الخطاب فور موافقة المجمع في جلسته الأخيرة فيrlm;24rlm; مارسrlm;2004,rlm; علي تفويض شيخ الأزهر في إعداد ذلك الخطاب الذي يشمل اقتراحات طرحها أعضاء المجمعrlm;.rlm;

وقد افتتح ذلك الخطاب النص التاليrlm;:(rlm; من منطلق التعاون الصادق والإخاء بين علماء المسلمين في أمور دينهمrlm;,rlm; وحرصا علي سلامة الحجاجrlm;,rlm; يتقدم مجمع البحوث الإسلامية بمقترحات حتي لا يتكرر الحادث الذي ألم بضيوف الرحمن في ساحة الرمي بموسم الحج هذا العامrlm;).rlm;

وكان أول تلك المقترحات ما نصهrlm;:(rlm; التوسع في إباحة زمن رمي الجمرات في جميع الأيام الخاصة بهrlm;,rlm; بحيث يكون الرميrlm;24rlm; ساعة في كل يوم من هذه الأيام نظرا للزحام الشديد الذي يحدث كل عام خلال أداء الحجاج هذه الشعيرةrlm;,rlm; ويترتب عليه في الغالب عنت شديد يلم بهمrlm;,rlm; وضرر عظيم للضعفاء قد يصل إلي الموتrlm;,rlm; خاصة أنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن من أهم أسباب مشروعية الحج المحافظة علي النفس واحياءهاrlm;,rlm; ومنع الضرر والهلاك عنهاrlm;,rlm; وبذلك تكون كل مناسك الحج ـ بما فيها رمي الجمرات ـ محققة للغرض الذي شرع له الحجrlm;,rlm; ومؤكدة لحكمة مشروعيتهrlm;,rlm; وهو إحياء النفسrlm;,rlm; وعليه فلا يتصور أبدا أن تكون مناسك العبادة التي شرعت لإحياء النفس سببا في هلاكهاrlm;,rlm; ولذلك فإن بعض الفقهاء من المسلمين ـ قديما وحديثا ـ صرحوا بجواز الرمي في أي وقتrlm;).rlm;

كما تضمن ذلك الخطاب مقترحا آخر كان نصهrlm;:(rlm; ضرورة الإنابة في الرمي للنساء وغير القادرين عن طريق نشر الوعي بين الحجيج بأن من الخير للنساء وغير القادرين أن يوكلوا غيرهم من الرجال والقادرين لرمي الجمرات عنهم حتي لا يتعرضوا للضرر والزحام الشديدrlm;).rlm;

ونص كذلك عليrlm;:(rlm; العمل بمبدأ التعاقب في الرمي أيام التشريق الثلاثة بمنيrlm;,rlm; وذلك بتفويج الحجيج وتقسيمهمrlm;,rlm; مع الجمع بحيث يجمع رمي يومين في يوم واحد لكل طائفة مع مراعاة الترتيب خاصة أنه لا حرج في ذلك شرعاrlm;,rlm; لأن أيام التشريق كلها زمان واحد للرميrlm;).rlm;

وختم ذلك الخطاب اقتراحاته بالإشارة إلي حلول أخري غير فقهيةrlm;,rlm; وكان نصه في ذلك الشأنrlm;:(rlm; إن هناك تيسيرات أخري تتعلق بجوانب هندسية من حيث توسيع الأماكن المخصصة للرميrlm;,rlm; وهي متروكة للسلطات في المملكة العربية والسعوديةrlm;,rlm; لأن أهل مكة أدري بشعابهاrlm;).rlm;

ولعلنا في حاجة لنقل المزيد من الفتاوي والتأصيل الفقهي لعرض الأقوال التي تجيز الرمي في أي وقتrlm;,rlm; وننقل من ذلك فتوي العلامة مصطفي الزرقا ـ رحمه الله ـ حيث قالrlm;:(rlm; رمي الجمرات يكون في الأيام كلها من الصباح قبل الزوال في مختلف الاجتهاداتrlm;,rlm; ولو في غير يوم النفر للمستعجل وغيرهrlm;,rlm; لأن في الرمي قبل الزوال تيسيرا كبيرا علي الناس حتي علي غير المستعجل لأجل النفرrlm;,rlm; فإن الماكث أيضا قد يحتاج إلي التبكير في الرمي اجتنابا للزحام الشديد في الحر الشديدrlm;,rlm; ولا يخفي أن المكلف عليه أن يتبع أحد المذاهب المعتبرةrlm;,rlm; ويتقبل الله تعالي منهrlm;,rlm; فإن الدين يسر بنص الحديث الثابتrlm;.rlm;

فقد ذيل فتواه بذكر مذاهب من أجاز الرمي في أي وقت وعد منهم الإمام الباقر محمد بن علي من آل البيتrlm;(rlm; كما في بداية المجتهدrlm;),rlm; وكذا الإمام الناصر من الزيديةrlm;(rlm; كما في البحر الزخارrlm;)rlm; وكذا من التابعين عطاء وطاووسrlm;(rlm; كما في نيل الأوطارrlm;)rlm; فقال هؤلاء جميعاrlm;:rlm; إن الوقت في اليوم الثاني أيضا يبدأ من الفجرrlm;,rlm; فيرمي قبل الزوال مطلقاrlm;,rlm; وفي قول آخر عند الحنفية أيضا غير القول المشهورrlm;:rlm; أن اليومين الثاني والثالث أيضا يجوز الرمي فيهما قبل الزوالrlm;.rlm;

ولقد صرحت لجريدة الأهرام بتاريخrlm;(4rlm; ـrlm;1rlm; ـrlm;2005)rlm; تصريحا بهذا الشأنrlm;,rlm; وقد أكدت في ذلك التصريحrlm;:(rlm; أن من فضل المزاحمة التي تؤدي إلي الأذي لنفسه ولغيره هو آثم شرعاrlm;,rlm; ويخشي عليه من عدم قبول حجهrlm;,rlm; وذلك تأسيا برسول الله صلي الله عليه وسلم عندما نظر إلي الكعبة فقال لهاrlm;:(rlm; أنت حرامrlm;,rlm; ما أعظم حرمتك؟ وأطيب ريحك؟ وأعظم حرمة عند الله منك المؤمنrlm;)[rlm; الطبراني في الأوسط وابن أبي شيبة في مصنفهrlm;]rlm; وعلي ذلك فإن الأخذ بفتوي إجازة رمي الجمرات في ساعات اليوم كله وليس الرمي في وقت محدد واجب شرعي علي الحجاج تفاديا لحدوث أي مكروهrlm;)rlm; كان ذلك نص تصريحي لجريدة الأهرام منذ أكثر من عامrlm;.rlm;