الأربعاء:25. 01. 2006

حسن أحمد عبدالله


quot; كلما حبت تشتري فستان بتعمل مشكلة بالبيت وبتروح لعند اهلها ولاني قلبي طيب وبحبها بشتري الفستان وهي بتوعدني انها اخر مرة بتترك فيها البيت ... صار لنا يامختار 15 سنة متزوجين وصارت زعلانة اكثر من مئة مرة . بتحب تعرف عدد المرات اللي زعلت فيها... روح عد الفساتين الموجودين بالخزانة بالبيتquot; بهذه الكلمات لخص ابوعرب مشكلته مع ام عرب التي احبها اكثر من سبع سنوات ودفع فيها مهرا غاليا ( بقرتان وخاروف وخمس دجاجات ومئة ليرة ) ويضيف ابوعربquot; المئة ليرة كانت تهز هز ... ياعمي واحد عنده مئة ليرة هذا زلمي ( بالقاموس الزلمي هو الرجال البعيد الذي لاتستطيع معرفة ملامحه ) غني ومقتدر وكلمته مسموعةquot; طبعا ابو عرب يتكلم عن الخمسينات عندما كانت الاحوال الاقتصادية ماتزال تحت تأثير رواسب الحرب العالمية الثانية .
ام عرب في السياسة اللبنانية الراهنة موجودة بين غالبية رجال السياسة , وهي الاكثر حضورا الان في المرحلة الحرجة التي يمر فيها لبنان والتي تكاد تعيد البلاد الى اجواء المرحلة التي سبقت الحرب اللبنانية (1975-1991) في وقت يعاني فيه الاقتصاد اللبناني من ازمة خانقة لم يسبق ان شهدها حتى في احلك سنوات الحرب .
والقضية الاهم المطروحة الان في الشارع اللبناني هي مسألة سلاح المقاومة ولبنانية مزارع شبعا وهذه الاخيرة تكاد تكون الدليل على مدى انسياق عدد من السياسيين اللبنانيين خلف الافكار الاتية من الخارج من دون ادراك المرامي التي يمكن ان تصل اليها .اي ان المهم quot; فستان جديدquot; وبعدها ننظر في الامور الاخرى , اي على مبدأ المعارضة quot;خذ وطالبquot; .
يطلب بعض اللبنانيين من سورية اثبات لبنانية مزارع شبعا , وهذا الامر في حد ذاته يعني في بعض مضامينه التشكيك بالسيادة اللبنانية كلها لان الحدود اللبنانية ndash; السورية ليست مرسمة حتى الان وبالتالي يمكن ان تقول سورية ان الحدود السورية تصل الى مدينة طرابلس شمالا وبيروت وسطا وصور جنوبا , اي ان لبنان برمته في مهب التساؤل حول سيادته , وفي العالم العربي الحدود غير المرسمة هي الغام صالحة للانفجار في اي وقت فكيف اذا كانت في بلد مثل لبنان سيادته مستباحة دائمة من قبل اسرائيل, والمسكوت عنها تاريخيا من قبل نسبة لابأس بها من السياسيين اللبنانيين الذين يقفون دائما في المقلب الاخر من الانتماء الوطني ويفصلون السيادة على مقاس المقاعد الانتخابية والمصالح الشخصية .
وهذا لايعني ان تستبيح سورية السيادة اللبنانية لكن لابد من اخذ السيادة برمتها.
مزارع شبعا لبنانية باعتراف الامم المتحدة التي الان تراجعت عن هذا الاعتراف وذهبت الى حد سلخ المزارع عن لبنان والحاقها بسورية واعتراف الامم المتحدة بلبنانية المزارع يعود الى العام 1988 وبهذا السياق نعود الى صحيفة quot; السفيرquot; اللبنانية التي نشرت في عددها الصادر يوم الخميس24 مايو 2001 quot;اول استجابة رسمية لنداءات الاهالي (اهالي مزارع شبعا) المتكررة حول ما يجري من تغيير لمعالم مزارعهم، جاءت من قبل الرئيس سليم الحص بصفته رئيسا للحكومة , وزيرا للخارجية في ذاك الوقت ، حيث تسلم مذكرة رسمية من ldquo;هيئة ابناء العرقوبrdquo; وبادر فورا الى رفعها الى مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة آنذاك السفير رشيد فاخوري من اجل تقديمها الى الامانة العامة للامم المتحدة كوثيقة رسمية تبرز اهداف اسرائيل الاستيطانية في جنوب لبنان، وتطالب الامم المتحدة بالتحرك السريع لاجلاء ثلاثة آلاف مستوطن من quot;الفالاشاquot; من مزارع شبعا واعادتها الى السيادة اللبنانيةquot;.
مبدأ السيادة وحدة واحدة غير قابلة للانقسام وبالتالي مطالبة سورية باحترام السيادة اللبنانية تقابلها مطالبة باحترام اسرائيل للسيادة اللبنانية , وليس الامر بالعودة الى شعار quot; مالنا لنا وما لكم لنا ولكم quot; هذا الشعار الذي استشهد فيه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من خلال مطالبته بعزل المقاومة ونزع سلاحها عبر مطالبته باعتراف سورية بلبنانية مزارع شبعا والذي رد عليه الرئيس السوري بشار الاسد بالقول :quot; ان مطلب ترسيم الحدود بين لبنان وسورية هو مطلب اسرائيليquot; وبهذا القول اعلن الاسد صراحة ان اعتراف سورية بالسيادة اللبنانية لن يكون كاملا وبالتالي سيبقى هذا عامل شك دائم في العلاقات اللبنانية ndash; السورية , في المقابل اخطأ جنبلاط في مطالبته هذه لان الاقتناع بالسيادة الوطنية لايحتاج الى الطلب من الدول الاخرى الاعتراف به انما هو ينزع انتزاعا شاء من شاء وابى من ابى .
في حديث وليد جنبلاط الاخير لquot; تلفزيون المستقبلquot; قال :quot; الان مزارع شبعا وغدا يقولون لنا القرى السبعquot; .
اذا كان الدستور مرجعية زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي فعليه العودة الى مساحة لبنان في الدستور(10452) وفي كتب الجغرافيا التي تدرس في المدارس اللبنانية , والى موضوع التوطين في الدستور, وبعد ذلك النظر في حقيقة ابناء القرى السبع الذين استشهد منهم العشرات اثناء الحرب اللبنانية تحت راية الحزب التقدمي الاشتراكي فكيف كان هؤلاء انذاك من اللبنانيين وكيف اصبحوا الان غير لبنانيين ؟
ام عرب لم تغير عادتها حتى بعد ان اصبحت في ارذل العمر, ولكن بدلا من الذهاب الى بيت اهلها صارت حين تزعل تذهب الى بيت احد اولادها الذي يتكفل هو بشراء الفستان من اجل عودتها الى البيت . والسؤال من في لبنان يستطيع ان يعلم الطاقم السياسي معنى السيادة بالشكل الصحيح وليس معنى السيادة من منظور طائفي ومناطقي وانتخابي؟
الله يرحم ام عرب كانت قضيتها فستان ام نحن في لبنان فقضيتنا الاتفاق على الوطن وهذه من اصعب القضايا التي تواجهها الشعوب.


Hasana961@ yahoo.com