الخميس:26. 01. 2006

جندي يقامر في الفلبين ومليونا دولار في خزنة quot;مرحاضquot;


كشف تدقيق حسابي في الممارسات المالية بالعراق عن سلسلة من المخالفات تضمنت الاحتفاظ بملايين الدولارات في أدراج المحفوظات، ومقامرة جندي أمريكي في الفلبين بأموال عائدة للعراق وخسارتها.

وذكرت صحيفة ldquo;نيويورك تايمزrdquo;، أمس، أن التقرير صدر عن المفتش العام في حسابات إعادة إعمار العراق، وتضمن مزيداً من التهم، التي كانت قد صدرت في تقارير سابقة، وشملت الاحتيال وعدم الكفاءة والإرباك في الإدارة. وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير كشف عن مخالفات في جنوب ووسط العراق، وتحديداً في محافظات الأنبار وكربلاء والنجف وواسط وبابل والقادسية.

وذكر التقرير أن مدققي المفتش العام عثروا على ldquo;رزمrdquo; من فئة المائة دولار في العديد من مكاتب المسؤولين الأمريكيين عن عمليات إعادة الإعمار، كما أن مسؤولا احتفظ بمبلغ مليوني دولار نقدا في خزنة في ldquo;مرحاضrdquo; مكتبه، كما احتفظ مسؤول آخر بقرابة نصف مليون دولار في ldquo;خزانةrdquo; غير مقفلة.

وتسلم أحد المتعهدين أكثر من 100 ألف دولار لقاء إعادة تأهيل بركة سباحة أولمبية المقاييس، لكنه قام فقط بتلميع مضخات المياه، وعلى الرغم من ذلك أفاد مسؤولون أمريكيون أنه ldquo;أنجز العملrdquo;.

وشمل التدقيق أكثر من ألفي عقد تراوحت قيمة الواحد منها بين بضعة آلاف ونصف مليون دولار، وبلغت قيمتها الإجمالية 88 مليون دولار، وتوصلت إلى ldquo;مؤشرات واضحةrdquo; إلى عمليات احتيال محتملة، ولا تزال التحقيقات مستمرة في هذه العقود.

وقال واين وايت، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي شملت صلاحياته العراق بين العامين 2003-،2005 إن ldquo;المحزن في الموضوع هو أنه بالاستناد إلى حجم الدمار في العراق وعمليات النهب التي جرت كنا بحاجة إلى كل دولار لتمويل إعادة الإعمارrdquo;. وأضاف ldquo;وبدلا من ذلك أهدرت أو سرقت مبالغ كبيرةrdquo;.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع سبق له أن عمل في الحلة، التي كانت مركزا لعمليات إعادة الإعمار لجزء كبير من العراق، توقعه الكشف عن مخالفات مماثلة في مدينة البصرة الجنوبية وفي محافظة الأنبار، حيث اعتبر أن الوضع أشبه ب ldquo;كارثةrdquo;. ولفت إلى عدم توفر أي قيود لحركة الأموال من الحلة إلى مراكز أخرى.

وأشار التقرير إلى أن أحد المسؤولين الأمريكيين العاملين مع ldquo;سلطة الائتلاف المؤقتةrdquo;، وفي أثناء إنجاز وثيقة ldquo;مخالصةrdquo; حساباته قبل مغادرته العراق، اكتشف نقصا في عهدته النقدية ldquo;فأخذ رزمة من الأموال من صندوق زميله وضبط حساب صندوقه بهاrdquo;.

وأشار التقرير إلى أن ldquo;الخزنةrdquo; الرئيسية في الحلة كانت تسرب المبالغ النقدية إلى مسؤولي التعاقد والدفع، علما أن مصدر الأموال هو عائدات النفط العراقي وما تمت مصادرته من أموال نظام الرئيس السابق صدام حسين.

وذكر التقرير أن جنديا أمريكيا كان مكلفا مساعدة فريق العراق الأولمبي في كرة القدم، فعهد إليه ldquo;بمبلغ نقدي كبيرrdquo; لتمويل رحلة إلى الفلبين، حيث خسر ما بين 20 و60 ألف دولار من أصل المبلغ في القمار. وأوضح التقرير أن المبلغ الذي خسره الجندي الأمريكي في القمار ldquo;لم يحدد بالضبط، لأنه لا يوجد أي مستند يحدد أصل المبلغ الذي سلم إليهrdquo;.

وبلغت تكلفة إعادة تأهيل مستشفى الحلة 800.662 دولار بالتمام. وأفاد تقرير أعده مسؤول أمريكي أن العمل ldquo;أنجزrdquo; في يونيو/حزيران العام ،2004 لكن الإهمال شمل مصعد المستشفى، على الرغم من أنه كان مدرجا على لائحة أعمال إعادة التأهيل، فسقط لاحقا ما أدى إلى مقتل ثلاثة عراقيين.