الثلاثاء:31. 01. 2006

علامة تعجب!

فنجان قهوة
أبو خلدون


يذكر الذين عرفوا الأديب الروسي ليو تولستوي عن كثب، وكتبوا سيرته أن الذين كانوا يجلسون إليه يشعرون بعد دقائق بالقلق، لأن بصره كان يتمتع بخاصية سحرية تساعده على اختراق أجسام الآخرين كما أشعة أكس، والتأثير في الجهاز العصبي وفي الدماغ. أما الدكتاتور السوفييتي جوزيف ستالين فقد كان بصره يؤثر في إرادة الذين يقابلهم. ويذكر رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل أنه كان بين قلة يستطيعون التحدث إلى ستالين وهم ينظرون بشكل مباشر إلى وجهه، أما الآخرون فقد كانوا يبعدون أعينهم عن عينيه، وينظرون إلى الأرض أو إلى جنب.

وفي بداية القرن الماضي، اشتهر مغني الأوبرا ماسول الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في أوروبا بأنه كان في أواخر أيامه ldquo;يصيب بالعينrdquo; إلى درجة أنه يستطيع قتل من ينظر إليه. ويذكر الذين كتبوا سيرة حياته أنه كان يؤدي لحن صولو من أوبرا هاليفي باسم اللعنة، وكان ينظر بعينيه إلى أعلى، وفجأة سقط فني الضوء من أعلى المسرح على الأرض، ومات. وبعد أيام ركز ماسول نظره إلى مايسترو الفرقة الموسيقية، فشعر المايسترو بتوعك، ومات بعد أيام. ولم يجد المسؤولون عن دار الأوبرا أمامهم إلا ترك مقصورة فارغة في المسرح، وطلبوا من ماسول النظر إليها عندما يرغب في توجيه نظره إلى الجمهور. وتشاء المصادفات أن يحضر تاجر من مرسيليا ويطلب تذكرة لحضور الحفل، فلم يجد المسؤول في شباك التذاكر أمامه إلا منحه تذكرة في المقصورة التي يفترض أن تبقى فارغة، وفي اليوم التالي مات هذا التاجر. وعندما تكررت حوادث الوفيات بسبب الإصابات بعين ماسول اضطرت إدارة دار الأوبرا إلى إيقاف العرض، وبعد فترة وجيزة اعتزل ماسول الغناء، رغم أنه كان من أنجح مطربي الأوبرا في عصره.

وقبل مدة صدر في روسيا كتاب عن الظواهر الخارقة للعادة من تأليف العالم الروسي إيجور فينكوجروف درس فيه ظاهرة الإصابة بالعين دراسة علمية وقال: ldquo;إن العين، مثلها مثل الأجهزة الالكترونية البصرية، ترسل وتستقبل أشعة، ولكن الموجات التي تطلقها العين التي تصيب قصيرة جداً، إلى درجة أنها تستطيع اختراق الجسم البشري كأشعة أكس أو الليزر، وعندما تفعل ذلك تؤثر في الجهاز العصبي في الجسم، وفي العقل، بل في الجسم كله، وفي بعض الأحيان تكون قوتها أشبه بقوة شعاع الليزر، ولذلك فإنها تقتل. ومن الحالات التي حقق البروفيسور فينكوجروف فيها حالة سيدة تمتلك طاقة غير عادية في عينيها أحضر البروفيسور دورقا من الماء المقطر لها، وطلب منها أن تنظر في الماء، ثم أخذ المال وحلله، فاكتشف أن حركة جزيئات الماء ودرجة توصيله للكهرباء زادت زيادة ملحوظة.

وفي حادثة أخرى: توفي أحد ضباط الشرطة في موسكو بنوبة مفاجئة، فاستدعت إدارة الشرطة الإسعاف، ولكن أطباء الأسعاف لم يتمكنوا من فعل شيء، وقال الطبيب الذي شرَّح جثته إن صحته جيدة، تستطيع تحمل الصدمات المفاجئة، ولكنه توفي لأن قوة غريبة أشبه ما تكون بقوة اليد التي تمتد وتوقف رقاص الساعة عن الحركة، امتدت إلى قلبه وأوقفته عن العمل. وكشفت التحقيقات أن هذا الضابط كان صارما مع عناصر الشرطة الذين يعملون تحت إمرته، وفي ذلك اليوم استدعى أحدهم ووجه إليه كلاما قاسيا ومهينا بسبب خطأ ارتكبه، ولم يتمكن الشرطي من الرد، ولكن قبل مغادرة الغرفة كان الضابط يلقى برأسه على الطاولة أمامه، ويروح في الغيبوبة الأخيرة.

وفي التيبت، يتلقى الرهبان تدريبات شاقة من أجل الوصول إلى درجة ldquo;الفاشتفاrdquo;، وهي الدرجة التي يستطيع الراهب فيها تدجين الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور، أو قتلها بمجرد النظر إليها. ويقول البروفيسور فينكوجروف: إن الذين يملكون طاقة غير عادية في أعينهم ويصيبون بالعين يعانون غالبا من الأرق، والصداع، ونوبات الصرع، والدوخان، وكثرة القيء، ولكنهم يستطيعون إلحاق أضرار كبيرة بالآخرين، مثل الشلل والنحول والعمى والعجز، بمجرد النظر إليهم.

والله يحرسنا جميعا من العين التي تصيب.

[email protected]