الإثنين: 2006.10.02
صالح القلاب
لا شبيه للطريقة التي تمارس بها الشقيقة قطر العظمى السياسة والدبلوماسية إلا ما يفعله ذلك المعتوه المصاب بسلسلة لا متناهية من العقد النفسية الذي من أجل إشعار الناس بوجوده وإستدراج الصحف ووسائل الإعلام للإتيان على ذكــره لا يتورع عن خلع ملابسه كل ملابسه laquo;ربي كما خلقتنيraquo; وينطلق يركض في الشوارع وهو يصرخ بأعلى صوته ويوجه الشتائم والسباب للمارة رون تفريق ولا تمييز.
إن مشكلة laquo;قطر العظمىraquo; مع الأردن لم تبدأ بالزندقة السياسية الأخيرة والإنحياز ضد العرب وقراراتهم وضد المسلمين ومواقفهم بالنسبة لإختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة بل أنها بدأت في وقت سابق عندما حاولت اللعب بقذارة متناهية من خلال فضائية laquo;ديفيد كيمحيraquo; في الساحة الأردنية وتأليب الأردنيين بعضهم ضد بعض.. ولحساب من..؟ .. لا نعرف والأيام ستكشف كل شيء.
عندما حاولت حركة ''حماس'' بدعم من إيران خلق بؤرة في الأردن على غرار بؤرة حزب الله في لبنان وحدث ما حدث بادر وزير خارجية قطر، هذا الذي بيته من زجاج ومعروفة كل الاعيبه الداخلية والخارجية، الى الإتصال بالجهات الرسمية الأردنية وإستعطافها بأن تسمح للدوحة بإستضافة خالد مشعل ومجموعته والمبرر كما قال ان بلاده إتخذت خطوات متقدمة في العلاقات مع إسرائيل وأنها تريد إيواء هؤلاء للتغطية على نفسها ولتبرير هذه العلاقات أمام شعبها وأمام شعوب المنطقة كلها.
بعد ذلك بدأت كرة الثلج تكبر وتكبر وأخذت laquo;إمبراطورية قطر العظمىraquo; تتدخل في الشأن الداخلي الأردني بصورة سافرة وتحريضية وبدأت من خلال فضائية laquo;ديفيد كيمحيraquo; تحشر أنفها في كل شيء وأخذت تجند القوادين والمومسات للشتم على هذا البلد والسعي لإشعال نيران الفتنة فيه وبحثت عـن كل ساقط في الكرة الأرضية كلها لتضمه الى هذه laquo;الجوقةraquo; البائسة المشبوهة.
ليس الأردن وحده الذي إستهدفته قطر فهي إستهدفت أيضا كل الدول العربية بإستثناء الدولة إياها التي تعتبر نفسها الجناح الآخر لـ laquo;فسطاطraquo; الممانعة.. وأي فسطاط..؟ من الكويت الى البحرين الى المملكة العربية السعودية الى مصر الى الجزائر الى المغرب فكل هذه الدول وفقا لفضائية laquo;ديفيد كيمحيraquo; متخاذلة وديكتاتورية أما قطر فهي واحة ديموقراطية وقيم نبيلة والدليل على هذا ما فعله الإبن بأبيه وكأنه لم يسمع بكلام الله الكريم: laquo;وبالوالدين إحسانا.. ولا تقل لهما أف''.
قطر العظمى تعتقد أنها قادرة على وضع الشتاء والصيف فوق سطح واحد وتظن أنها قادرة على ان تلعب اللعبة المستحيلة وتخرج سالمة فهي مع إيران وlaquo;فسطاطraquo; الممانعة وفي الوقت ذاته هي مع أميركا وهي مع إسرائيل وفي الوقت نفسه هي مع laquo;حماسraquo; وهي تستضيف الشيخ يوسف القرضاوي وأنعمت عليه بجنسيتها وجواز سفرها وفي الوقت ذاته هي تستضيف أهم وأخطر القواعد العسكرية الأميركية في العالم كله وهي تستضيف زعماء المقاومة الشيشانية وفي الوقت ذاته تأتي بالمخابرات الروسية لقتلهم والتخلص منهم.. فهل هناك زندقة سياسية أكثر من هذه الزندقة السياسية؟!!
إنه أكثر مرارة من العلقم ان يصبح لا مناص من التحدث عن دولة عربية بهذه الطريقة ولكن ماذا من الممكن ان يقال أقل من هذا وقد تجاوزت هذه الدولة كل الخطوط الحمر واستمرأت ان تستمر في لعب لعبة أكبر منها بكثير وغدت تشكل ضرسا ملتهبا في الفك العربي.. أعان الله الشعب القطري الكريم الذي هو بالتأكيد غير راض عن هذه الألاعيب الصبيانية التي سترتد ذات يوم قريب على لاعيبها.. فالفأر عندما يضع نفسه بين الأفيال المتطاحنة فإنه سينتهي بالتأكيد كعصف مأكول تحت أقدام هذه الأفيال!!
التعليقات