السياسة - خاص


قال نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام إن القوات المسلحة السورية تواجه خياراً تاريخياً بعد أن أصبح النظام على حافة الانهيار, وخيرها بين أن تكون مع الشعب والوطن أو مع أسرة الأسد الحاكمة.

وقال خدام الذي أعلن انشقاقه أواخر العام الماضي وساهم في تأسيس raquo;جبهة الخلاص الوطنيlaquo; المعارضة, في رسالة وجهها أمس إلى القوات المسلحة السورية بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لحرب تشرين (أكتوبر) وتلقت raquo;السياسةlaquo; نسخة منها. raquo;ان اختياركم الانحياز للأسرة الحاكمة خسارة كبيرة لكم وللوطن وخروج عن المهام الأساسية التي بنيت عليها القوات المسلحة منذ استقلال سورية وتشكيل الجيش الوطني, كما أن اختياركم الانحياز إلى الشعب والوطن يؤكد الدور التاريخي والوطني للقوات المسلحة هذا الدور الذي عبث به النظام واضعفهlaquo;.

وانتقد الفترة التي تلت حرب تشرين, مضيفاً raquo;بعد وقف القتال أخذت الأمور الداخلية تسير في غير الاتجاه الذي قررناه قبل حركة تشرين ,1970 فبرزت ظاهرة الانفراد بالسلطة وتمركز القرار في الدولة والحزب لدى رئيس الجمهورية ما أدى إلى تعطيل المؤسسات الدستورية والحزبية وتهميشها وإلى تجاوز القوانين وانتشار الفساد وإغلاق الأبواب أمام حرية العمل السياسيlaquo;.
وكشف خدام raquo;أن ضعف الرئيس حافظ الأسد أمام عائلته وأقربائه كان من الثغرات الكبرى في تلك المرحلة, وغلبت عاطفته مسؤولياته الوطنية والسياسية وفرض على البلاد نظام حكم العائلة دون أن يأخذ بالاعتبار القيم والتقاليد السياسية والحزبيةlaquo;.

وقال مخاطباً القوات المسلحة raquo;بعد ست سنوات من حكم بشار الأسد هل تساءلتم عما حققه في البلاد, ألا ترون حجم الأخطاء التي ترتكب يومياً والتي تلحق الأضرار بالوطن وتزيد معاناة الشعب السوري, ألا ترون كيف انخفض مستوى المعيشة المتدني أصلاً وكيف ينتشر الفقر والبطالة بين ابنائكم واشقائكم الذين تجاوزا الخمسة ملايين مواطن, ألا ترون العزلة التي سببها لسورية وما تلحقه من أضرار وطنية بسبب سياساته العمياء والمغامرة وخاصة في لبنان والتي أدت إلى الخروج المهين لقواتنا من البلد الشقيق وإلى الأضرار بالعلاقات السورية اللبنانية?laquo;.

وأضاف خدام: raquo;أنتم تعرفون ماذا فعلت الأسرة الحاكمة في القوات المسلحة وكيف تم تجاوز كل القواعد والقيم العسكرية عندما أصبح شقيق الرئيس أقوى من وزير الدفاع ورئيس الأركان ولا يخضع لأي شكل من أشكال الانضباط العسكري, وكذلك اقرباؤه من الضباط والذين يعتبرون أنفسهم أنهم وحدهم مركز الثقة, كما تعرفون كيف يميزون بين ضباط القوات المسلحة من حيث المزايا فيتقدم القريب والانتهازي في الحصول على المزايا وكيف تحرم منها الأكثرية الساحقة من ضباط القوات المسلحة التي تعاني وأفراد عائلاتها معاناة شديدة, وكيف أهمل النظام القوات المسلحة وكيف أضعفها فأضعف بذلك جدار حماية الوطنlaquo;.

وأكد نائب الرئيس المنشق raquo;أن الاهتمام بالمصالح وتحويل البلاد إلى مزرعة للعائلة والأقرباء كان أقوى من الاهتمام بتحرير الجولان وبإزالة معاناة الشعب, فقد زرعوا الخوف بين ضباط القوات المسلحة عبر أجهزة الأمن ليعطلوا فيهم روح الإباء ما يسهل لهم استخدامها وبما يخدم مصالح الأسرة الحاكمةlaquo;.

وقال خدام في رسالته إلى القوات المسلحة raquo;إن الأسرة الحاكمة ستحاول أن تدفعكم بعيداً عن شعبكم لحماية نفسها وستنشر بينكم أن التغيير سيطال القوات المسلحة كما حدث في العراق... وستحاول زرع الفتنة في البلاد وزجكم بها فاحذروا مكر هذه الأسرة فأنتم جيش الوطن ولستم مفارز حراسات لهاlaquo;.