السبت: 2006.10.14


عراك مع أحد أفراد العائلة الحاكمة وتعطل الانترنت وارتباك

المنامة - فيصل الشيخ، الخليج

عاشت البحرين يوماً طويلاً وصاخباً أول أمس مع بدء عملية تقديم طلبات الترشح للانتخابات النيابية، وأعلن تسجيل 111 مرشحا في اليوم الأول، 100 منهم رجال و11 امرأة وشهدت عملية تقديم طلبات الترشيح في مركز المحافظة الوسطى ملاسنات وتدافعاً بالأيادي كادت أن تصل الى الضرب بين وكيل النيابة وموظف من جهة والمترشح للانتخابات الشيخ سلمان بن صقر آل خليفة، أحد أفراد العائلة الحاكمة في البحرين وابنه، وشهد مركز المحافظة الشمالية غضبا واستياء من أصغر قادة المعارضة وأمين عام جميعة الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان على آلية قبول طلبات الترشيح ووجوب انتظار المرشح خمسة أيام لمعرفة مصير طلبه، واتهم سلمان الجهات المسؤولة بأنها محاولات ldquo;كيديةrdquo; ضد قوى المعارضة.

وتسبب انقطاع شبكة الإنترنت عن بعض المراكز وتعطل موقع الانتخابات في زيادة البلبلة وتعطيل تسجيل الطلبات في هذه المراكز، وأدى الى حالة استياء لدى المترشحين.

وأعلنت اللجنة العليا المسؤولة عن تنظيم العملية الانتخابية والإشراف عليها أن الضغط في تقديم طلبات الترشح للانتخابات أدى إلى تمديد ساعات افتتاح مراكز اشرافية في المحافظات الخمس، إذ فُتحت بعض المراكز حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وشهد اليوم الأول تسجيل 111 مرشحا بينهم 11 امرأة، ففي محافظة العاصمة سجل 29 مرشحا (26 رجلا و3 نساء)، وفي محافظة المحرق سجل 26 مرشحا (23 رجلاً و3 نساء)، وفي المحافظة الوسطى سجل 26 مرشحا (23 رجلا و3 نساء)، وفي المحافظة الشمالية 18 مرشحا (17رجلا وامرأة)، وفي المحافظة الجنوبية 13 مرشحا (11 رجلا وامرأتان).

وتم تحصيل 22 ألفاً و200 دينار في اليوم الأول من المترشحين نظير التسجيل، إذ يبلغ رسم التسجيل للانتخابات مائتي دينار للمترشح الواحد تدفع مرة واحدة، وحصلت شؤون البلديات على مائة دينار لكل مرشح يريد أن يحصل على ترخيص لنشر إعلانات الدعاية للانتخابات.

وفي موازاة ذلك، أصدر وزير شؤون البلديات والزراعة علي الصالح أمس قراراً بتنظيم الدعاية الانتخابية، بحظر وضع أي إعلان انتخابي على الشوارع الرئيسية والدوارات الرئيسية لأمن السائقين وسلامتهم، وأوضح أن ال 100 دينار ستعاد للمترشحين في حال إزالة إعلاناتهم في الفترة التي سيعلن فيها عن إزالتها بعد يوم الانتخابات، وإلا ستزيل البلديات الإعلانات بنفسها من تحصيل مبلغ التأمين.

وفي الوقت الذي مرت فيه عملية التسجيل في بعض المراكز بهدوء خصوصاً في مركز المنطقة الجنوبية، وأرجع قاضي المركز سعيد الحايكي ذلك إلى أسلوب الفريق الواحد والتعاون الذي يتصف به، وشهد مركزا المنطقة الشمالية والوسطى ملاسنات قوية كادت إحداها أن تنتهي بالعراك بين أحد أفراد العائلة الحاكمة والذي أعلن عن ترشحه ووكيل النيابة في المركز ومعه أحد الموظفين.

وقال شهود عيان ان قاضي المركز طلب من المرشح الشيخ سلمان بن صقر آل خليفة الذي كان برفقة أبنائه احترام النظام وعدم تخطي الآخرين الذين جاءوا قبله، وطلب موظفون في المركز احترام قاضي المركز والاستماع لما يقوله، وقام قاضي اللجنة بتسجيل محضر في مركز الشرطة ضد المرشح الشيخ سلمان بن صقر وأبنائه، لرفع قضية ضده في المحكمة.

وقال الشيخ سلمان بن صقر لrdquo;الخليجrdquo; إن سبب المشادات هو قلة خبرة القائمين على المركز الانتخابي وأسلوبهم غير الحضاري في التعامل، موضحا أن التعطل في الأجهزة كان سببا رئيسيا في حدوث حالات من الاستياء والتذمر لدى الحاضرين، خصوصاً وأن القائمين على العملية لم يكونوا يعرفون كيف يتعاملون مع الخلل.

وقال الشيخ سلمان: ldquo;ان المعنيين بتسيير العملية بسلاسة كانوا سبب الإرباك، إذ غاب النظام والترتيب، فالمترشحون الذين جاءوا في البداية وجلسوا على المقاعد تم تخطيهم من قبل مترشحين آخرين جاءوا بعدهم ووقفوا بقرب طاولات تقديم طلبات الترشيح، ولم تكن الفتيات المسؤولات عن إدخال المعلومات جديات في العمل بقدر ما أربكن النظام بتقديم مترشحين آخرين جاءوا بعد المترشحين في البداية، ما تسبب باستياء لدى المترشحين وخصوصاً النساءrdquo;.

وأوضح الشيخ سلمان بن صقر ان سبب المشادة التي كادت تتحول الى عراك هو تطاول وكيل النيابة في القاعة على ابنه الذي كان معه واستخدامه يده لسحبه، ما دفعه للتدخل ورفض هذه المعاملة التي اعتبرها غير حضارية بحق ابنه. وأضاف انه في هذه اللحظة حاول موظف التطاول على ابنه بصورة مرفوضة تماما، ما أدى إلى زيادة التوتر في الجو، مشيرا إلى أن أفراد الشرطة والأمن لم يكونوا موجودين، وأنه رفض هذا الأسلوب من القائمين على الانتخابات، والذي يكشف عن عدم أهلية القائمين على العملية ويسيء للعملية الانتخابية، على حد قوله.

وقال الشيخ سلمان انه سيرفع قضية على الأشخاص المعنيين، وسيطالب بمحاكمتهم، مع التأكيد على أخذ السلطات حقه بسبب هذا التصرف المرفوض، وأضاف: ldquo;من غير المقبول أن يتم التطاول باليد على المترشحين ووجود حالة من الفوضى المخجلة تسببت بتأخير عملية تقديم الطلبات 3 ساعات، بخلاف ما حدث في مراكز أنهت عملية التسجيل فيها في وقت قياسي، نظرا للتنظيم وأهلية القائمين على العملية.

والشيخ سلمان بن صقر آل خليفة عسكري سابق في قوة دفاع البحرين، ويعد أحد أبرز الكتاب السياسيين في البحرين في عموده اليومي ldquo;في الصميمrdquo; في صحيفة ldquo;الوسطrdquo; البحرينية، وأعلن في بداية ترشحه أنه سيسجل فوزا كبيرا على الظهراني، ويعد أول شخص من العائلة الحاكمة في البحرين يترشح للانتخابات النيابية حتى اللحظة.

وفي مركز الترشح للمحافظة الشمالية، سادت حالة من إرباك ومشادات لم تصل الى درجة العراك بين أمين جمعية الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان ومديرة الانتخابات الشيخة منيرة آل خليفة والمدير التنفيذي للانتخابات وائل بوعلاي، حيث اعترض سلمان على آلية انتظار المترشح خمسة أيام لبيان قبول طلبه أو رفضه، معتبرا ذلك أمراً ldquo;كيدياًrdquo; ضد قوى المعارضة التي تشارك للمرة الأولى في الانتخابات، وحاولت الشيخة منيرة وبوعلاي إيضاح المسألة، وقالت انه حسب القانون، تكون مداولات اللجنة حول طلبات الترشيح بعد انتهاء مدة التقديم للترشيحات للتأكد من استيفاء جميع الشروط، وبعد ذلك يرد على المرشح بقبول ترشيحه من عدمه، إلا أن سلمان اعتبر ذلك غير مقبول ونوعا من الإعاقة، حيث كانت التوقعات بالرد على الطلب في الوقت نفسه، معتبرا أن الانتظار خمسة أيام مسألة مفاجئة لم يعرف عنها أحد، مشيرا إلى أنه في حال سقوط اسم مرشح لا يمكن استبداله، مطالبا بأن يعلن عن نتيجة الترشيح بعد 24 ساعة من تقديم الطلب.

وقال أمين عام جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف إن هذه المسألة غير مقبولة، إذ على افتراض رفض عضو منتم للجمعية السياسية بعد خمسة أيام، فسيضع الجمعية في حرج بعدم إمكانية استبداله بعضو آخر.

وشهدت مراكز التسجيل توافد المترشحين حتى قبل الموعد الرسمي لفتح الأبواب، وتوقع المدير التنفيذي للانتخابات وائل بوعلاي أن يكون الإقبال أقل في الأيام الأربعة الباقية، واعتبر العدد الذي شهده اليوم الأول ممتازاً، خصوصاً من النساء، متمنيا أن يرى المزيد من المترشحات. وساهم تعطل الموقع الرسمي الالكتروني للانتخابات في تعطيل عملية التسجيل، في حين فتحت شركة الاتصالات بتلكو تحقيقا داخليا لمعرفة سبب حدوث المشكلة وما إذا كانت مقصودة أم لا.