المرشد يخطب بالعربية والفارسية حاملاً رشاشاً ويذكر أميركا بـlaquo;الأوراق الإيرانيةraquo; ويتهمها بإثارة الفتن ...


طهران - حسن فحص


هاجم المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي امس، اطرافاً في لبنان وفلسطين، اتهمهم بالعمل لإنجاح المشروع الاميركي الهادف الى laquo;ضرب واضعاف حزب الله والقضاء على حكومة حماسraquo;، واصفا هؤلاء بأنهم laquo;مأجورون اذلاء للشيطان الاكبرraquo;.

وحدد خامنئي الأوراق الايرانية الاقليمية في مواجهة الضغوط الاميركية على بلاده، مفضلا عدم الدخول مباشرة في الحديث عن الازمة حول الملف النووي، وقال في خطبة الجمعة في جامعة طهران وألقاها بالعربية والفارسية، محتضناً رشاشاً من طراز laquo;كلاشنيكوفraquo;، ان laquo;ما يجري في لبنان وفلسطين وما يشهده العراق من فتن داخلية بين السنة والشيعة يصب في اطار المساعي الاميركية للتعويض عن الخسارة العسكرية التي اصابت جيش الكيان الاسرائيلي المصطنع على يد حزب الله في لبنان والمقاومة العراقية للاحتلال الاميركي البريطاني للعراقraquo;.

واتهم بريطانيا بالوقوف وراء سياسة الفتن الطائفية لأنها laquo;علمت الاميركيين اتباع سياسة اثارة الفتنraquo;، داعيا الدول العربية والاقليمية الى laquo;التنبه لمؤامرة اميركية جديدة تسعى لاثارة الفتن الطائفية والقومية في المنطقة بذريعة تخويف السني من هلال شيعي في مقابل ترهيب الشيعي من التطرف التكفيري السني، وتخويف الدول المجاورة من البرنامج النووي السلمي لإيرانraquo;.

واعتبر خامنئي ان الحرب الاسرائيلية على لبنان laquo;لم تكن موضوعاً عادياً، بل حدث كبير وظاهرة تاريخية لم يحدث مثلها في المنطقة ولم يكن العدو يتوقعها، لأنها تسببت بالحاق اول هزيمة قاسية ومذلة بجيش الكيان الاسرائيلي المصطنع، ومن ورائه اميركا وبعض اتباعها في المنطقة، وشكلت انتصارا لحزب الله والمقاومة والشعب اللبنانيينraquo;. ووجه اتهاماً واضحاً الى بعض القوى الداخلية اللبنانية والاقليمية laquo;بالعمل على اضعاف حزب الله وتفريغ النصر العسكري من مضمونه وفرض خسارة سياسية عليه في الداخلraquo;. ودخل خامنئي في التفاصيل اللبنانية، معتبرا ان laquo;بعض القوى اللبنانية من المسيحيين والسنة والشيعة يفتخرون بالمقاومة اللبنانية وحزب اللهraquo;، وان laquo;هناك بعض الاطراف المأجورين الاذلاء المرتبطين بالأميركيين، هم كذلك مهزومونraquo;. وشدد على ان صمود حزب الله ولبنان laquo;أعطيا درساً لكل الشعوب الاسلاميةraquo;، وان المشروع الصهيوني laquo;لم يستطع اضعاف حزب الله، لكنه لم يتراجع عن ذلك، ومن الناحية السياسية يسعون اذا استطاعوا الى اشغال الحزب ومنعه من ان يكون اقوى. ان الطرف المهزوم لن يستكين ولن يتنازل عن محاولات استيعاب وتجاوز الهزيمة وآثارها التي اصابت الكيان الاسرائيلي المصطنع الذي سعت كل من اميركا واوروبا للحفاظ عليه طوال الخمسين سنة الماضيةraquo;.

واعتبر ان البرنامج الاميركي - الاسرائيلي في لبنان هو laquo;اضعاف حزب الله من الناحية السياسية ومنعه من توسيع قدرته وقوتهraquo;، متهماً الدول المشاركة والداعمة لقوات اليونيفيل بالعمل laquo;لتغيير مهمتها من الدفاع عن الشعب اللبناني لتدخل في مواجهة مع الشعب اللبناني وحزب اللهraquo; معتبراً ان هذه القوات ودولها laquo;واعية ولن تدخل في هذه المواجهةraquo;.

ورأى ان laquo;انتصار حزب الله جعله وقائده اكثر حباً في العالم الاسلامي والدول العربية واسماءهم من اجمل الاسماء وأحبها، وجعل العالم الاسلامي يعتبر نفسه شريكاً في النصرraquo;.


فلسطين والعراق

وفي الموضوع الفلسطيني اعتبر خامنئي ان ما يحدث في فلسطين laquo;هو للتعويض عما اصاب اسرائيل من فضيحة في القضية اللبنانية ومحاولة لاسقاط حكومة حماسraquo;، محذرا laquo;من مؤامرة اميركية صهيونية لتحويل المقاومة ضد الاحتلال الى حرب بين الشعب الواحد، وتحويل الصراع بين الشعب الفلسطيني واعدائه الى مواجهة فلسطينية - فلسطينيةraquo;. وقال ان laquo;الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط وتسلط اسرائيل عليها والقضاء على كل حركة ويقظة اسلامية مستقلة تحررية هي الاهداف التي حملها الشيطان الاكبر بغزوه العراق وبما مارسه بعد الغزو، وهذه الاهداف لم تواجه فشلا واحباطا فحسب بل ان حوادث فلسطين والمعجزات التي سجلها الفتية المؤمنون اللبنانيون زلزلت الكيان الصهيوني ورفعت معنويات الامة الاسلامية وثقتها بنفسها وبرسالتهاraquo;.

وفي الموضوع العراقي اشار خامنئي الى laquo;جهود في الساحة العراقية لزلزلة الأمن ودفع البلد تدريجاً الى فتنة طائفية واظهار الحكومة المنتخبة من جماهير الشعب بمظهر عدم القدرة على ادارة الامور، وهذا هو محور السياسة الاميركية في العراق. انهم يريدون ان يبرروا وجودهم العسكري وان يوفروا الارضية لسيطرة حكومة عميلةraquo;. واعتبر ان laquo;تجزئة العراق من الاخطار التي يمكن ان تفرضها السياسة الاميركية على العراقيينraquo;، مشددا على ان الحل للخروج من هذه الحالة لن يكون laquo;الا بخروج الاحتلال الاميركي ووقف تدخله غير المحدود في جميع شؤون البلد وفي مهمات الحكومة ومجلس النوابraquo;.

وفي خطوة غير مسبوقة، تحدث خامنئي للمرة الاولى عن أزمة الجزر الثلاث بين ايران ودولة الامارات العربية المتحدة، معتبرا انها تدخل laquo;في اطار السياسة الاميركية للضغط على ايران والتآمر عليها باخافة دول الجوار منهاraquo;، داعيا laquo;الدول العربية ومنها الامارات الى الابتعاد عن التأثيرات الاميركية التي تريد خلق التوتر بين ايران وجيرانها لتوظيف ذلك في تمرير مشاريعها المعادية للمنطقة والسيطرة عليهاraquo;.