ألمانيا: الوقت ليس متأخراً لتجنب العقوبات
طهران - ستار ناصر
أكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير امس السبت ان الوقت ليس متأخرا لتجنب عقوبات قد تفرض على إيران، وحث الجمهورية الإسلامية على العودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، في وقت رأى خبراء ايرانيون أن العقوبات على بلادهم حتمية، وشددوا على ضرورة أن تتخذ طهران اجراءات مضادة لمعاقبة من يعاقبونها.
وقال شتاينماير إنه إذا لم يحدث تغيير من جانب إيران فإن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المؤلف من 25 دولة يريدون الاتفاق في اجتماع بعد غد الثلاثاء ليطلبوا من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات. وقال شتاينماير في مقابلة اذاعية ldquo;لقد أوضحنا تماما ان جهودنا للتعاون مع ايران باقية على المائدةrdquo;. وأضاف ldquo;ونحن مستعدون في أي وقت للعودة الى مائدة المفاوضات اذا قالت ايران انها مستعدة لقبول شروط التفاوضrdquo;. وقال شتاينماير ldquo;في الوقت الراهن لا سبيل للتفاوض بنجاح مع ايرانrdquo;.
وقال خليل النعيمي الخبير الايراني ان طهران تتوقع فرض الحصار الاقتصادي عليها ان عاجلاً أم آجلاً، وأضاف: ان دول مجموع (5+1) تعرضت لضغوط أمريكية وrdquo;اسرائيليةrdquo; منذ بداية دخولها في جولة المباحثات مع ايران، ورغم ان مواقف تلك الدول متذبذبة حيال تأييد المقاطعة الاقتصادية؛ إلا أنها كانت تطلب من طهران مطالب تعجيزية فكانت تصر على الطلب الأمريكي بتعليق التخصيب وهذا الطلب هو محاولة لنسف برنامج ايران النووي وشدد على أن المقاطعة الاقتصادية ستكون لها تداعيات داخلية ودولية؛ واستبعد أن تلجأ الدول الغربية الى المقاطعة الكلية بل الجزئية مراعاة لمصالحها.
ويرى اسماعيل بيشه استاذ العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة طهران أن التلويح بالمقاطعة الاقتصادية ضد طهران هو سلاح ذو حدين وهناك دول كثيرة ستتضرر من المقاطعة على ايران. وأضاف: حتى نكون موضوعيين فإن المقاطعة الاقتصادية ستترك آثاراً سلبية على الداخل الايراني الذي يعاني اقتصاده من التضخم والارتفاع المطرد لأسعار المنتوجات المحلية: كما ان المقاطعة ستشكل تهديداً حقيقياً لحكومة الرئيس محمود أحمدي باتت تتعرض لانتقادات داخلية من أنصارها وخصومها على حد سواء، ويرى الباحث محمد رضا احمدي أن حكومة نجاد لم تكن موفقة في الدبلوماسية النووية وانها أخطأت عندما تركت نهج الرئيس خاتمي في التعاطي مع الملف النووي، وأضاف ان المشكلات التي يعاني منها الداخل الايراني جاءت بسبب تعامل الحكومة مع الخارج؛ فالتصريحات النارية للرئيس نجاد وأعضاء حكومته ساهمت في تقليل الثقة الدولية بطهران، لكنه اعتبر ان فرض المقاطعة الاقتصادية على ايران دليل آخر على الفشل الدبلوماسي لحكومة نجاد وحذر من أن المقاطعة ستترك تداعيات مؤلمة على المواطن الايراني الذي يعيش الأمرين.
وفي مقابل ذلك يرى الباحث الايراني احسان فلاحي من قوات التعبئة: بأن ما قامت به حكومة نجاد هو عين الصواب وان فرض المقاطعة الاقتصادية على ايران هو عقوبة الالتزام بالقيم الثورية. وأضاف: ان الدول الغربية تمارس أساليب حقيرة ضد الدول الاسلامية وانها لا تريد لهذه الدول التقدم وان الوقوف أمام برنامج ايران هو مصداق للاستبداد الغربي فهؤلاء يريدون العلم لأنفسهم وان تعيش الشعوب الاسلامية رهن استبدادهم ورهن ثقافتهم البالية والزائفة، وشدد على ان الدول الغربية يجب أن تتعظ من التجربة الكورية تلك الدولة التي ضرب عليها الحصار 50 عاما وفي النهاية فاجأت العالم بتلك التجربة النووية. وأضاف: ان المقاطعة لا تترك فقط تأثيرات اقتصادية بل تشعل القلوب حقداً على تلك الدول التي تدعي المدنية والأخلاق.
ويعتقد الاستاذ الجامعي صباح موسويان ان مسألة التعليق للتخصيب هي مسألة فنية وان طهران يمكنها الدخول في مفاوضات حول تلك القضية وأضاف: ldquo;كان يفترض منذ البداية ان تحل تلك الأمور بعيداً عن التشنج، وكان يفترض بحكومة نجاد ان تقبل التعليق المؤقت كحل وسط لأجل اظهار تلك الدول على حقيقتها للعالم، وشدد على التعليق الصناعي والمؤقت لا يؤثر في برنامج ايران النووي؛ وكان يفترض بطهران أن توافق على الأهون حذراً من الأشد عاقبة.
من جهته اكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان رد ايران على أي قرار بشأن المقاطعة سيعلن في اوانه.
وقلل حسيني من أهمية تلويح الدول الكبرى بفرض العقوبات الاقتصادية عليها بسبب عمليات التخصيب ووصف تهديدات الغرب بفرض الحصار بأنها نوع من الحرب النفسية على ايران.
التعليقات