لأن استخدام الصواريخ والمضاداتالفرنسية يتجاوز حدود القرار 1701


حميد غريافي


أبلغت حكومة ايهود اولمرت الاسرائيلية الامم المتحدة المسؤولة عن القوات الدولية (يونيفيل) في لبنان, والادارتين الاميركية والفرنسية ورئاسة الاتحاد الاوروبي السبت الماضي, بصورة رسمية ان raquo;سلاح الجو الاسرائيلي سيقوم بتدمير كل موقع تابع للقوات الفرنسية المتجمعة غالبيتها في القطاع الشرقي من جنوب لبنان القريب من الحدود العبرية, يتصدى بالصواريخ او المضادات الارضية لطائراته المقاتلة او طائرات المراقبة من دون طيار حتى ولو لم تصب تلك الطائراتlaquo;.

وقال ديبلوماسي خليجي في الامم المتحدة في نيويورك لmacr; raquo;السياسةlaquo; امس الاثنين ان هذا raquo;التحذير الاسرائيلي الحاسمlaquo; ارسل الى كوفي عنان والدول الغربية المعنية قبل كشف الاستخبارات العسكرية العبرية (أمان) النقاب عنه اول من امس بتسريبه الى ثلاث وسائل اعلامية في تل ابيب مقروءة ومرئية لم تذكر بالتفصيل خطوة حكومة اولمرت.
ونقل الديبلوماسي الخليجي عن زميل فرنسي له في نيويورك قوله ان raquo;رسالة التحذير الاسرائيلية الرسمية هذه صعدت مواقف التحدي والتحدي المضاد بين فرنسا واسرائيل الى ذروتها, بحيث حملت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل إليو macr; ماري أول من امس على الرد عليها بالقول ان قوات التحالف في لبنان (يونيفيل) يمكنها ان تطلق النيران (على الطائرات الاسرائيلية التي تخرق الاجواء اللبنانية) في الدفاع عن نفسهاlaquo;.

واكد الديبلوماسي الخليجي على لسان احد اعضاء الوفد الاسرائيلي في مقر الامم المتحدة ما كانت raquo;السياسةlaquo; تفردت بنشره الجمعة ثم اكده وزير الدفاع العبري عمير بيريتس بعد 48 ساعة (الاحد) من ان لدى تل ابيب معلومات عن raquo;نقل وسائل قتالية (أسلحة وصواريخ)من سورية الى حزب الله في لبنان, وان هذه المعلومات تم نقلها الى الولايات المتحدةlaquo; ودول اخرى بينها فرنسا بالذات ما يؤكد ايضا معلومات raquo;السياسةlaquo; المنشورة حول raquo;عدم فعالية اجراءات الرقابة الدولية والجيش اللبناني على الحدود البرية بين لبنان وسوريةlaquo;.

واعرب الديبلوماسي الخليجي عن قلق احد مستشاري الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان من ان raquo;تدخل السياسة في هذا الموضوع الحساس والخطير بحيث تقدم القوات الفرنسية في جنوب لبنان على تنفيذ تهديداتها من طرف واحد دون العودة الى مجلس الامن فتتصدى بصواريخها او مضاداتها الارضية للطائرات العبرية فوق مناطق تواجدها في الجنوب, ثم قيام سلاح الجو الاسرائيلي بتنفيذ تهديدات وزير الدفاع بضرب هذه القوات, ما من شأنه ان يؤدي الى مضاعفات شديدة الخطورة قد تعيد اشتعال الحرب في لبنان مجدداlaquo;.

وقال الديبلوماسي ان الامانة العامة للامم المتحدة اجرت raquo;اتصالات فورية بالحكومتين الفرنسية والاسرائيلية بهدف منع الوصول الى هذا الامر, طالبة منهما العودة الى مجلس الامن للتشاور في حدود صلاحيات خطوات قواتهما حول تطبيق القرار الدولي 1701 والمدى غير المعلن في القرار, الذي يمكن لتلك القوات الوصول اليه سواء في التطبيق او النظرة (الاسرائيلية) المعاكسة الى انه لا يطبق بنزاهةlaquo;.

الا ان اوساط عنان, رغم قلقها هذا, اعربت عن اعتقادها raquo;ألا تبلغ المواجهة الكلامية بين فرنسا واسرائيل حدود التنفيذ الفعلي للتهديدات المتبادلةlaquo;, كاشفة النقاب عن ان وزارة الخارجية الاميركية raquo;ابلغت نظيرتها الفرنسية في باريس رفضها الحاسم التصدي لاي نوع من انواع الخروقات الجوية الاسرائيلية لاجواء لبنان طالما الجزء المتعلق في القرارر ,1701 بوقف تهريب السلاح الى الميليشيات اللبنانية من سورية لم يطبق حتى الآن بشكل دقيق وجازم, اذ ان لدى الاستخبارات الاميركية معلومات مطابقة للمعلومات الاسرائيلية عن استمرار عمليات التهريب هذهlaquo;.

ونقلت اوساط عنان عن مسؤولين اميركيين كبار في وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) تحذيرهم فرنسا raquo;من اللعب بالنار في الهشيم اللبنانيlaquo;, ومن raquo;تجنب محاولات كسب سياسي على الساحة اللبنانية هدفها التقارب مع حزب الله او غيره من الفصائل الارهابية الاخرى لتحييد قواتها عن اي مواجهة معهاlaquo; قائلة raquo;,ان فرنسا اذا كانت تخشى على قواتها من اي اعتداء من هذه المجموعات الارهابية, فما عليها سوى سحب تلك القوات لا ان تلجأ الى تطبيق القرار 1701 على اسرائيل بدلاً من حزب الله وتلك المجموعاتlaquo;.

وكشف الديبلوماسي الخليجي النقاب لmacr; raquo;السياسةlaquo; عن ان الاميركيين الذين كانوا عارضوا منذ البداية تزويد القوات الفرنسية بصواريخ ارض - جو مضادة للطائرات raquo;لان لا مبرر لوجودها في لبنان بسبب عدم امتلاك حزب الله وحلفاء سورية الذين سببوا الحرب الاخيرة طائراتlaquo;, ارفقوا raquo;تحذيراتهم الاخيرة لباريس بالمطالبة بسحب هذه الصواريخ لان تطبيق القرار 1701 لا يلحظ استخدام القوة طالما لم يأت تحت الفصل السابع واذا اراد الفرنسيون تعديل ذلك macr; وهم الذين كانوا عارضوا هذا التوجه الاميركي - فما عليهم سوى العودة الى مجلس الامن, لان الضمانات التي ارسلوا على اساسها قواتهم الى لبنان لا تتضمن استخدام صواريخ ضد الطائرات الاسرائيليةlaquo;.