قادة في الشرطة والجيش يتهمون الأحزاب والتيارات الدينية برعاية laquo;فرق الموتraquo;...
وأبي زيد يطالب المالكي بحل الميليشيات
واشنطن , بغداد - جويس كرم , خلود العامري
اتهم ثلاثة من قادة الشرطة والجيش في العراق الأحزاب والتيارات الدينية بـ laquo;رعاية فرق الموتraquo;، مؤكدين تغلغلها في الأجهزة الأمنية، و laquo;تمتعها برعاية سياسية لتنفيذ عمليات إرهابية بغطاء رسميraquo;. بينما تضاربت آراء المسؤولين في الحكومة في أسباب خطف عشرات الموظفين في وزارة التعليم العالي، وأقر رئيس الوزراء نوري المالكي بأن الحادث كان صراعاً بين الميليشيات.
في غضون ذلك، أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد استعداد واشنطن laquo;مبدئياًraquo; لمناقشة الوضع في العراق مع إيران، وقال إن المسألة الآن laquo;مسألة توقيتraquo;، مستبعداً أي حوار مع سورية. في حين رفض قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جون أبي زيد وضع جدول زمني لسحب قواته، معتبراً أن الحل الآن في زيادة عديدها. وطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحل الميليشيات.
أمنياً، قتل أمس ستة جنود أميركيين و40 عراقياً، وأعلنت وزارة الداخلية اعتقال أحد قادة تنظيم laquo;القاعدةraquo; في العراق عبدالله الجبوري.
وأكد قائد قوات حفظ النظام في وزارة الداخلية اللواء مهدي صبيح تغلغل العصابات في تشكيلات الوزارة، وقال لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;كل الأحزاب والتيارات السياسية والكتل البرلمانية دعمت تعيين أتباعها في الوزارات الأمنية، مستخدمة نفوذها في الضغط على الوزراء، فضلاً عن أن نظام المحاصصة الطائفية ساهم في تعيين عدد كبير من مستشاري ووكلاء الوزارات الذين ينتمون الى تلك الأحزاب التي تستغل العناصر التابعة لها في الجيش والشرطة لتنفيذ عمليات الخطف والقتل الطائفي لإحراج الوزراء والمسؤولين الذين ينتمون الى تيارات اخرىraquo;. وعن تأكيد بعض المسؤولين صعوبة حصول laquo;فرق الموتraquo; على الزي الرسمي للشرطة والجيش أو السيارات التي يستخدمونها لتنفيذ عملياتها، قال إن laquo;عصابات الموت متداخلة مع الأجهزة الأمنية وليست خارجة عنها وهذه الحقيقة لم تعد خافية على المسؤولين الذين يحاولون تبرئة الأجهزة الأمنية من هذه الاعمالraquo;.
الى ذلك، أكد اللواء عبدالعزيز محمد جاسم، مدير العمليات في وزارة الدفاع لـ laquo;الحياةraquo; أن laquo;المعارك التي تشنها أجهزة الجيش والشرطة تقودها الأحزاب والتيارات الدينية التي تنفذ 95 في المئة من العمليات الإرهابية والقتل على الهوية الطائفية، مستخدمة عصابات تابعة لها في وزارتي الدفاع والداخليةraquo;. ووصف العميد عبدالجليل خلف، قائد اللواء الأول في الرصافة الوضع الأمني في البلاد بأنه laquo;كارثةraquo;، وقال لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;المشكلة لا تكمن في وجود عصابات ارهابية تنتظم في صفوف الشرطة، إنما المشكلة في وجود قيادات عليا تحرك هذه العصابات تحت غطاء رسمي، وهذا ما كشفته التحقيقات الأخيرة من تورط مجموعة من ضباط كبار في الشرطة بقيادة فرق الموت وتوجيههاraquo;.
في واشنطن، أكد ساترفيلد أمس أن هناك استعداداً أميركياً laquo;من حيث المبدأraquo; لفتح حوار مباشر مع ايران وليس سورية حول الوضع في العراق، وأن المسألة تتعلق اليوم بتحديد موعد زمني لهذه الخطوة. وحذّر من أن استمرار الاقتتال المذهبي في العراق laquo;سيمحو الهوية الوطنية العراقية ويهدد وحدته الجغرافيةraquo;، فيما قال الجنرال أبي زيد إن عدد القوات الأميركية laquo;قد يشهد زيادة موقتةraquo; في المدى القريب، وشدد على laquo;خطر الطموحات التوسعية للنظام الايرانيraquo;.
وقال ساترفيلد في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي إن واشنطن مستعدة للتحاور مع طهران حول الأزمة العراقية، وإن المسألة laquo;هي مسألة توقيتraquo;، لكنه رفض أي حوار مع سورية، مؤكداً أن دمشق laquo;تعرف ما عليها القيام بهraquo; واتهمها laquo;باتخاذ سلسلة خيارات غير مشجعة أخيراًraquo;، خصوصاً laquo;من خلال وقوفها مع laquo;حزب اللهraquo; وإيرانraquo; في الحرب الاسرائيلية على لبنان. وحذر من أن استمرار الاقتتال المذهبي الذي بدأ منذ عشرة شهور سيمحو الهوية الوطنية العراقية ويهدد وحدته الجغرافيةraquo;. وأضاف أن laquo;الولايات المتحدة ستعمل لمنع حصول هذا الأمرraquo;.
من جهته، أكد أبي زيد في كلمته أمام اللجنة أن عدد القوات الأميركية laquo;قد يشهد زيادة في المرحلة المقبلة في العراقraquo;، خصوصاً في صفوف القوات المكلفة تدريب الجيش وقوات الأمن العراقية.ورفض فكرة وضع جدول زمني للانسحاب أو خفض عديد القوات أو نقل قواعد عسكرية الى دول مجاورة. وقال إن موجة العنف laquo;انخفضت عما كانت عليه في آب (اغسطس) الفائت، والأولوية في الأشهر الأربعة والستة المقبلة ستكون لوقف الاقتتال المذهبيraquo;. وحذر من laquo;طموحات النظام الايراني التوسعيةraquo;، ووصف إقدام طهران على تجربة صواريخ شهاب منذ أسبوعين بالعمل laquo;الترهيبي والابتزازي لدول المنطقةraquo;.
وفيما كان ساترفيلد وأبي زيد يدليان بشهادتيهما أمام الكونغرس، اعترف الجيش الأميركي بمقتل ستة من جنوده في حوادث منفصلة في محافظة الانبار وشمال غربي بغداد أول من أمس، ما يرفع عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال هذا الشهر الى 40 جندياً.
التعليقات