مايكل كينسلي - واشنطن بوست


إذا ما أشرت الى وجود ما يسمى laquo;لجنة بيكرraquo; في واشنطن، ولم أذكر لك ما دورها، فسيمكنك معرفة العديد من الأعضاء. وإذا كنت في عمر معين، فربما تتساءل: من laquo;جيم أو هاوردraquo;؟!

أين ديك هولبروك؟ هل يعني تواجد ساندرا داي وكونر أن مادلين اولبرايت، أصبحت خارج اللعبة منذ الآن فصاعدا؟ هل هم على ثقة أن لاري ايغلبرغر لا يزال على قيد الحياة؟ الا أن فيرنون جوردون عضو في اللجنة، بالاضافة الى ايد ميز والا سيمبسون ولي هاميلتون. وهي شعلة لم تسلم لجيل جديد، على الرغم من أن سناتور فيرجينيا السابق وصهر الرئيس السابق ليونيد جونسون تشارلز روب، 67 سنة، هو وجه جديد في مجموعة الحكماء في واشنطن. اهلا بك تشارلز.

وتجدر الإشارة الى ان هيئة بيكر ـ أي جيمس بيكر بالطبع ـ شكلها الكونغرس لدراسة الأوضاع في العراق. ومن المتوقع ان تصدر قراراتها في اوائل الشهر القادم، وقد بدأت في تعيين موظفيها، وعقد جلسات استماع وكل الأشياء التي تفعلها الهيئات المحترمة.

وفي الظروف العادية توجد لمثل هذه الهيئة مهمتان محتملتان: أما اتخاذ خطوات محددة أو لا. ففي بعض الأحيان تحال مشكلة الى هيئة محترمة، لكي يمكنها التوصية بالقيام بأشياء يعرف الجميع بضرورة القيام بها، ولكن ليس لأحد الشجاعة للتقدم بها ـ على الأقل ليس من شخص ان يتقدم للترشيح لوظيفة عامة. وإذا كانت اللجنة مشتركة بين الحزبين، فإنها تحمي ايضا كلا من الحزبين، ضد طعنة في الظهر من الطرف الآخر. وهي الطريقة التي يتشكل بها الضمان الاجتماعي، الذي تم انقاذه في المرة الأخيرة، عندما كان رئيس الهيئة الين غرينسبان. ومما لا شك فيه أن عملية الانقاذ هذه ستتبع لمرة جديدة. ايها الاخوة غرينسبان موجود. واذا ما فكرنا في الأمر، لماذا لا يصبح عضوا في هذه اللجنة؟ ليس خبيرا في الشؤون العراقية ـ ولكن ليون بانيتا، ليس خبيرا هو الآخر.

مرحبا ليون

ومن ناحية أخرى، تحال، في بعض الأحيان، مشكلة الى هيئة لتحريك الأمر. وتعتبر التحركات ضرورية، وتشكيل هيئة يمكن أن يعطي الانطباع بأنه عمل. اذن ما هي هيئة بيكر؟ يوجد بها عناصر من الاثنين. جزء من الفكرة هو الخروج من مشاكل الانتخابات والحصول على ما يمكن قوله، أي: نحتاج بشدة الى افكار جديدة وتفكير جديد بخصوص العراق، بل والشرق الأوسط بأكمله. واتطلع الى توصيات هيئة بيكر وأحثها على تفسير التفويض الممنوح لها بطريقة موسعة وشجاعة. جزء من فكرة تشكيل اللجنة، هو تشريع بعض الحلول الصعبة. ولكن هيئة بيكر ربما تتميز في عدم وجود حل واضح ينتظر تطبيقه. ويأمل الناس في أن تتقدم بشيء لم يفكر فيه احد من قبل. حظا سعيدا. لكن احتمال أن يأتي هؤلاء الرجال البيض المعمرون مع فرنون جوردان وساندرا داي اوكونور بشيء جديد، قليل جدا. إنه من الخطأ الفادح تسليم قضية تتعلق بالحرب والسلام إلى لجنة. فتشكيل اللجان هو من أجل قضايا ذات أمد طويل، مثل مشاكل المهاجرين والديون والعناية الصحية. لكن إعلان حرب ما، هو أمر ظل دائماً من اختصاص الرؤساء. والآن علينا أن نبقى مع رئيس، ظل ملتزما بحرب لا يريدها رعاياه.

لو كنا راغبين في أن يحكمنا جيمس بيكر لنفذنا ذلك. فهو كان راغبا في الترشيح للرئاسة عام 1996، لكنه اكتشف أنه لا يوجد عدد كبير من المتحمسين للفكرة. وعلى الرغم من أنه شغل مناصب حكومية رفيعة كثيرة، ابتداء من نائب وزير التجارة أثناء حكم جيرالد فورد، وانتهاء بحقيبة وزارة الخارجية في عهد بوش الأب، فإن التاريخ سيذكر ما قام به لضمان فترة رئاسية لجورج بوش الابن عام 2000 في ولاية فلوريدا. وعبر الكثير من الصحافيين عن دهشتهم الشديدة بألمعيته وقسوته. لكن التاريخ لن يكون معجبا به كثيرا وبميله لتقديم حجج غير متجانسة، وهو يرتدي قناع الاستقامة. أن يكون حكيم واشنطن، هو أمر لا يتطلب الكثير من الحكمة. فلبيكر قناعة تقول حسبما نقلت صحيفة laquo;بوست اون صندَيraquo; عن لسانه، حينما ردد أن laquo;العراق هي قضية مركزية بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية تواجه الولايات المتحدةraquo;. كم مدهش هذا القول! لدي إدراك للعقلية التي تتحكم في بيكر ترى أنه يعتبر أن قتل أعداد كبيرة من الأميركيين الشباب كل شهر، هو ليس القضية المركزية، بل القضية المركزية هي سياستنا الخارجية. وأول خطوة لحل هذه المشكلة هو بـlaquo;تشكيل لجنة ثنائية تضم الحزبين لتحقيق الإجماعraquo;. والآن بإمكانكم أن تلتزموا بهذه القناعة. فالأشخاص المماثلون لبيكر، يريدون دائما لجانا ثنائية لتحقيق الاجماع. إنهم لا يؤمنون حقا بالسياسة، وهذا يعني أنهم لا يؤمنون حقا بالديمقراطية.