أحيا أمسية ثقافية في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي


عدنان فرزات
قال رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل ان المؤسسة التي يرأسها لا تتبع اي نظام سياسي ولا حزبي ولا طائفي، واكد في محاضرة القاها امس الاول في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بمناسبة افتتاح موسمها الثقافي الثاني على استقلالية المؤسسة عن اي تبعية حكومية.
استهلت المحاضرة بآيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ احمد طرابلسي وجرت بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم وجمهور غفير ناهز الاربعمائة من شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية.
وشكر الأمير خالد الفيصل في بداية محاضرته حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على دعمه 'المعنوي والمادي' لمؤسسة الفكر العربي وعلى حفاوة الاستقبال واستذكر بالعرفان والامتنان مواقف حضرة صاحب السمو المغفور له باذن الله تعالى الأمير جابر الاحمد الجابر الصباح على مؤازرته للمؤسسة في بداية تأسيسها.
ترحيب ثقافي
وقدم مؤسس المكتبة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين للجمهور ضيف الكويت الامير خالد الفيصل بقوله: 'من هذه المنارة الثقافية، بين شعراء العربية في كل مكان من الوطن العربي وارجاء المعمورة، ارحب بكم اميرا وشاعرا ومفكرا ومثقفا متألقا' واضاف البابطين: أود ان استذكر فكرتكم الرائدة التي ادت الى انشاء مؤسسة الفكر العربي التي ازدهرت بتسلمكم دفة القيادة فيها وهي ماضية بكل عزم في تحقيق اهدافها المرسومة في تنمية الثقافة العربية.
واشاد البابطين كذلك بدور جائزة الملك فيصل العالمية التي 'تقدم الجوائز المجزية لمستحقيها من المبرزين في العلوم الانسانية والعلمية' وتابع: 'نرحب بكم سيفا عربيا جريئا في الحق يمزج الفكر والشعر'.
من جانبه كشف الأمير خالد الفيصل عن الشروع في تحويل مجلة 'حوار العرب' التي تصدر عن المؤسسة، من ورقية الى تلفزيونية والكترونية وذلك من خلال بثها عبر برنامج يذاع على قناة العربية شهريا وكل مرة من دولة عربية مختلفة. وشكر رئيس تحريرها في نسختها الورقية د. محمد الرميحي على الجهود العلمية والمهنية التي بذلها في هذه المجلة منذ تأسيسها.
وشرح الامير خالد الفيصل للحضور الفكرة التي انطلقت منها بداية تأسيس المؤسسة في بيروت حين كانت عاصمة للثقافة العربية ومازالت تتخذ من هذه المدينة مقرا لها.
واشار الى ان العالم يتوجه اليوم الى المؤسسات الاهلية وليس الى الحزبية من اجل ايصال رأيه. وقال: ان المشكلة الحقيقية في مثل هذه المشاريع التنموية الثقافية تكمن في بطء نموها لكنه اعتبره نموا راسخا وثابتا.
لقاء الفكر والمال
واشار الأمير خالد الفيصل الى بداية التأسيس والتحديات التي تخطتها المؤسسة منذ ان اطلق فكرتها في خطابه الذي القاه في بيروت قبل ستة اعوام تقريبا. ودعا من خلاله الى: 'مبادرة تضامنية بين الفكر والمال'. (وهي العبارة التي اصبحت في ما بعد شهيرة ونظرت اليها الاوساط الثقافية بمزيد من التفاؤل والامل في تحقيق التنمية الحضارية من خلال الموسرين المدركين والواعين لآلية انفاق المال في اغراضه البشرية الحقيقية).
واشاد الامير الفيصل بكل الذين وقفوا مع فكرته في بدايتها موضحا ان الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين كان من اوائل الذين ايدوه. واوضح الامير الفيصل كان لابد من مؤسسة اهلية عربية تتبنى المبادرة التي اطلقها، ولابد من توفير الدعم الكافي لها ماديا ومعنويا، فدفع كل عضو مؤسس مليون دولار تنفق في سبيل التنمية الثقافية حيث يعد رأسمال المؤسسة وديعة تستثمر وينفق ريعها على العمل الفكري دون المساس بالاصل.
تعب التأسيس
ونوه الأمير خالد الفيصل بمن ساهم بفكره وعقله وهي مساهمة لا تقل شأنا عن القيمة المالية مشيرا الى ان: 'اعضاء المؤسسة الحقيقيين هم كل مواطن عربي'.
وبذل الامير الفيصل جهودا حثيثة في بدايات التأسيس - ولا يزال - فقام بجولات عديدة ورحلات التقى خلالها رؤساء دول وشخصيات سياسية وفكرية ودينية من اجل اخراج فكرته الى نور الواقع، وكان له ذلك.
وتحدث الامير خالد الفيصل عن الاهداف والانشطة التي اخذتها المؤسسة على عاتقها وجميعها يصب في مصلحة ردم الهوة بينالمثقفين واصحاب رؤوس الاموال وجعل البرامج الثقافية الداعمة للمسيرة النهضوية والحضارية هي الغاية المثلى للجميع، واستعرض بعد ذلك الفعاليات التي قامت بها مؤسسة الكفر العربي وخصوصا المؤتمرات السنوية التي جمعت رجالات الفكر على شتى توجهاتهم حول مائدة حوار واحدة، فكانت مؤتمرات القاهرة وبيروت والمغرب ودبي، حيث ناقشت هذه المؤتمرات قضايا على درجة كبيرة من الأهمية، مثل: 'ثقافة التغيير وتغيير الثقافة'، وهي محور اعتبره الأمير خالد الفيصل من المحاور الجريئة، كما طرحت المؤسسة محاور أخرى على الدرجة ذاتها من الأهمية مثل 'الإعلام العربي والدولي وتغطية الحقيقة'.
ولم يقتصر دور مؤسسة الفكر العربي على المنحى الاقليمي او المحلي بل حاورت الآخر من خلال ندوات أخرى وكان أبرزها ندوة العلاقات العربية - الأوروبية التي عقدت بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس قبل ثلاث سنوات تقريبا.
الفكر والشعر
واختتم الأمير خالد الفيصل محاضرته بشكر الأعضاء الذين ساهموا في تأسيس وتعزيز دور المؤسسة منذ انطلاقتها حتى الآن.

لا تكسر الفانوس

قبل ان يودع الجمهور ألقى قصيدتين من الشعر الشعبي كونه - كما اطلق عليه الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين - مازج بين الفكر والشعر. وكان عنوان القصيدة الأولى 'لا تكسر الفانوس'، وقصيدة 'إلى متى' والقصيدتان موغلتان في الهم السياسي والبعد الإنساني اللذين بحث الشاعر من خلالهما عن احقاق إنسانية الإنسان والنهوض بحياته وعزته. ومن القصيدة الأولى:
لا تكسر الفانوس والليل داهم
اترك بصيص النور يمكن يقديك
مثلك يصير بلعبة الوقت فاهم
لو ما عطيت الوقت وش لون يعطيك
الغاوي اللي بالخيالات واهم
لا يسمع الهادي ولا هو بهاديك
لا تستمع لأهل النمامة تراهم
يبون شبه نارها بين أهاليك
واحرص على جيران دارك عساهم
يثنون لي جاك العدو طامع فيك
الأهل تقوى بالمودة عصاهم
والقوم تخشى جمعك اللي يباريك
ما تبري القلب العطيب الدرهم
ولا تعيد العافية كثر ادوايك
حار الفكر والطرف بالليل ساهم
وشوفات فكري بددتها لياليك
الله ينجي دارنا من بلاهم
والله من شر الليالي ينجيك

جمهور الأمسية