الثلاثاء 05 ديسمبر2006


د. وحيد عبدالمجيد


لبنان علي حافة الهاوية التي قد لايسقط فيها وحدهrlm;.rlm; التوتر المتزايد في المنطقة يهدد بانفجار بركان النار الذي ينفث دخانه في أكثر من موقع علي خريطتهاrlm;,rlm; وليس في لبنان فقطrlm;.rlm; وليس هناك ما يحول دون استبعاد أن تصبح المواجهة التي تقترب في لبنان بمثابة عود الثقاب الذي يشعل المنطقة من المشرق العربي إلي الخليجrlm;.rlm;

ولذلك فمن عجب أن يترك اللبنانيون وهم يتمادون في عنادهم في مواجهة بعضهم بعضاrlm;,rlm; بعد أن عجزوا عن الوصول إلي أدني تفاهم وانتهي الحوار بينهم إلي فشل ذريعrlm;,rlm; فالدول العربية التي يمكن أن تكون مهددة بنيران الصراع اللبناني الداخليrlm;,rlm; تنام علي حرير ولا يجد القلق طريقا إليها إلا لماماrlm;.rlm; وإذا تحرك بعضها فبدون حماسة تدفعه ولا رؤية توجههrlm;,rlm; حتي بعد أن أصبح اشتعال لبنان وشيكا بنزول جماهيرتحالفrlm;(8rlm; آذارrlm;)rlm; الذي يقوده حزب الله ـ مضافا إليه تيار العماد عون ـ إلي الشارعrlm;.rlm; ويقف في الانتظارrlm;,rlm; لكن بأقصي درجة من التأهبrlm;,rlm; تحالفrlm;(14rlm; آذارrlm;)rlm; الذي يقوده سعد الحريري وتيارهrlm;(rlm; المستقبلrlm;),rlm; ووليد جنبلاط وجماعته اللقاء الديمقراطيrlm;,rlm; ويعبر عنه رسميا فؤاد السنيورة رئيس الحكومةrlm;.rlm;

يريد حسن نصر الله وميشال عون تكرار سيناريو إسقاط حكومة عمر كرامي في العام الماضي معكوساrlm;.rlm; فقد نجح تحالفrlm;14rlm; آذار في ارغام كراميrlm;,rlm; الذي كان مدعوما من تحالفrlm;8rlm; آذارrlm;,rlm; عبر مظاهرات واعتصامات واسعة النطاق في الموقع نفسه الذي نزلت فيه جماهير نصر الله وعون ونبيه بري وقوي أخري صغيرة مثل حزب البعث اللبنانيrlm;,rlm; والحزب السوري القومي وغيرهاrlm;.rlm; غير أن الفرق هو أن حكومة كرامي سقطت لأنها فقدت الأغلبية البرلمانية التي كانت مؤيدة لهاrlm;,rlm; وليس فقط بسبب المظاهرات ضدهاrlm;.rlm; ومن المستبعد أن يتكرر ذلك الآنrlm;,rlm; لأن الانقسام هذه المرة أكثرحدة والخط الذي يفصل بين المعسكرين أصبح من فولاذ وليس فقط من أسلاك شائكةrlm;.rlm; وبمقدار ما يبدو الانقسام بهذه الحدةrlm;,rlm; يصعب تصور أن يتخلي أي من أطراف تحالفrlm;14rlm; آذارrlm;,rlm; وبالتالي نوابهمrlm;,rlm; من حكومة السنيورةrlm;,rlm; ولا نتيجة لذلك إلا استمرار ـ وربما تصاعد ـ المواجهة الجديدة الراهنة إلي أن يحدث صدام قد يشعل حربا اقليمية وليست فقط لبنانية داخلية أو أن يعود قادة التحالفين المتصارعين إلي صوابهمrlm;.rlm; وإذا حاولنا الانصاف لقلنا إن خيبة القادة اللبنانيين جميعهم في الداخل تدفعهم إلي الاستقواء بقوي في الخارجrlm;,rlm; والخيبة هنا
مشتركة لأن الفشل الذريع الذي انتهي إليه الحوار الوطني ما كان له أن يحدث علي النحو الذي حدث به إلا لمشاركة الجميع في غلق الطريق الوحيد إلي النجاحrlm;,rlm; وهو التوافق علي حل وسط بشأن القضايا الرئيسية التي ينقسمون بشأنها الآن وهي المحكمة ذات الطابع الدولي وحكومة الوحدة الوطنية ورئاسة الجمهورية وسلاح حزب اللهrlm;.rlm;
عجز القادة اللبنانيون عن إحراز أي تقدم قبل العدوان الإسرائيلي الأخير بشأن الرئاسة والسلاح بالرغم من أنه كان ممكنا الوصول إلي تسوية عبر مقايضة بينهما بشكل ما فلم يكن ثمة حل لمشكلة سلاح حزب الله إلا عبر ادماج حاملي هذا السلاح في الجيش اللبنانيrlm;.rlm; ولأن حزب الله لا يثقrlm;,rlm; ومعه الحق في موقف الطرف الآخرrlm;14rlm; آذارrlm;,rlm; فما كان هناك من سبيل لتدعيم فرصة الوصول إلي هذا الحل إلا بتقديم ضمان لهrlm;.rlm;

ولا ضمان أفضل الآن من أن يكون رئيس الجمهورية المقبل موثوقا فيه من جانب حزب اللهrlm;,rlm; وأن يكون الجيش الذي سيندمج فيه مقاتلو هذا الحزب تابعا للرئيس مع الحاق وزارة الدفاع برئاسة الجمهوريةrlm;.rlm;

لم يهتد قادة لبنان المنقسمون إلي تحالفين إلي مثل هذا الحلrlm;.rlm; وجاء العدوان الإسرائيلي فأوجد تضامنا وطنيا مؤقتا سرعان ما أخلي الطريق للانقسام الذي صار أكثر تجذرا خصوصا مع اقتراب موعد إقرار المحكمة ذات الطابع الدوليrlm;,rlm; وما اقترن بها من دعوة حزب الله وحلفائه إلي حكومة وحدة حتي لاينفرد فريقrlm;14rlm; آذار بقرار إنشاء تلك المحكمةrlm;.rlm; وبرزت مرة أخري الحاجة إلي توافق علي تسوية شاملة وبشكل أكثر إلحاحاrlm;.rlm; وكان الأمر في حاجة إلي مرونة من جانب تحالفrlm;14rlm; آذار في قضية رئاسة الجمهورية بصفة خاصة فليس ممكنا ولا هو منطقي في أي توافق له من اسمه نصيب أن يحصل هذا التحالف علي الرئاسة والأغلبية في الحكومة وفي البرلمان في آن معاrlm;,rlm; فالجمع بين الرئاسة والحكومة يعني هيمنة وليس توافقا بأي حالrlm;.rlm;

لقد تصرف قادةrlm;14rlm; آذار بمنطق الأغلبية والاقلية التقليدي الذي يتعارض مع طابع النظام اللبناني الذي يقوم منذrlm;1943rlm; علي ما يسمي الديمقراطية التوافقية التي تتخذ فيها القرارات الكبري علي الأقل من خلال توافق وطني ولا ينفرد أحد بها حتي إذا كانت لديه أغلبيةrlm;.rlm;

كما أن هذه الأغلبية التي يتمتع بها تحالفrlm;14rlm; آذار الآن لا يعترف بها الفريق الآخر الذي يقول إنها جاءت نتيجة نظام انتخابي معين لا يجعل الأغلبية ـ البرلمانية معبرة بدقة عن الأغلبية في الشارعrlm;,rlm; ومن هنا كانت دعوته للنزول إلي الشارع لتأكيد أن الأغلبية الشعبية معهrlm;,rlm; أو أنها علي الأقل ليست مع الفريق الآخرrlm;.rlm;

وفي الشارع حيث يختلط الحابل بالنابل لايمكن إحصاء من يقفون مع هذا الفريق أو ذاكrlm;.rlm; ولهذا السبب عرف البشر فكرة الانتخابات ولكي تجري انتخابات مبكرة في لبنان لحسم مسألة من لديه الأغلبيةrlm;,rlm; لا بد من التوافق علي نظام الانتخاباتrlm;.rlm; فالنظام الحالي يرفضه تحالف نصر الله ـ بري ـ عونrlm;,rlm; ولا يمكن الوصول إلي نظام جديد بدون توافقrlm;.rlm;

فالتوافق إذن هو روح لبنانrlm;,rlm; ولا حياة لبلاد الأرز بدون توافق علي القضايا الكبريrlm;.rlm; وإذا ضعفت امكانات التوافق أو زالت ينتفي وجود لبنان من حيث هو وطنrlm;,rlm; ويتحول إلي ساحة لصراعات اقليمية ودوليةrlm;,rlm; والتوافق بهذا المعني هو الحد الفاصل بين لبنان الوطن الذي ينشده كل محبيه ولبنان الساحة الذي نراه الآنrlm;.rlm;

وهذا هو ما اهتدي إليه مؤسسو الكيان اللبناني في الميثاق الوطني لعامrlm;1943,rlm; وعلي رأسهم رياض الصلح وبشارة الخوري اللذان نأمل في أن يرتفع إلي مستواهما نصرالله وعون والحريري وجنبلاط وغيرهم من قادة لبنان اليومrlm;.rlm;