الحكيم ينفي وواشنطن لا تستبعد التغيير إذا بقي تحالف laquo;الدعوةraquo; والصدر ...



واشنطن ، لندن - جويس كرم وجعفر الأحمر



يواجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سلسلة استحقاقات سياسية وأمنية تفرضها الضغوط الاميركية التي دعمها تقرير بيكر - هاملتون من جهة، وتهديدات الحزبين الكرديين بالانفصال اذا طبقت بنود التقرير الخاصة بكركوك، ورفض تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حل ميليشيا laquo;جيش المهديraquo; والمصالحة مع البعثيين من جهة ثانية.

ونقلت وكالة laquo;اسوشييتد برسraquo; عن مصادر برلمانية عراقية ان قوى رئيسية في التحالف الحاكم تسعى الى تغيير المالكي لـ laquo;فشلهraquo; في معالجة التدهور الأمني في البلاد. وأوضحت ان المحادثات التي تجري خلف الستار لتشكيل كتلة نيابية هدفها السعي الى استبدال الحكومة الحالية، وأوضحت ان التحالف الجديد سيرشح على الأرجح نائب الرئيس القيادي في laquo;المجلس الأعلىraquo; عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة الجديدة التي سيستبعد منها التيار الصدري الحليف الأساسي للمالكي.

ونقلت الوكالة عن القيادي في laquo;الحزب الاسلاميraquo; النائب عمر عبدالستار قوله ان laquo;فشل الحكومة اضطرنا الى ذلك (تغيير المالكي) على أمل ان يوفر لنا حلاًraquo;، مشيراً الى ان laquo;التكتل الجديد سيشكل الحكومة الجديدةraquo;.

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من اعلان الرئيس جورج بوش ثقته بالمالكي بعد محادثات أجراها معه في عمان، ليعود بوش بعد 4 أيام من هذا اللقاء ليعلن عدم رضاه عن جهود المالكي لوقف العنف.

وكان الحكيم أبلغ laquo;الحياةraquo; في لندن ان laquo;المشاورات بين الأطراف السياسية مسألة طبيعية لمواجهة التحديات المتصاعدة لدعم أي تحرك يساعد على استقرار الوضع في البلادraquo;، مشيراً الى ان الاتفاقات الجديدة laquo;ليست بديلاً عن الأطر الحالية بل تكملهاraquo; لتعزيز العملية السياسية والسلم الأهلي.

ونفى الحكيم نية laquo;المجلس الأعلىraquo; الخروج من laquo;الائتلاف العراقي الموحدraquo;، موضحاً ان laquo;المجلس يحرص على وحدة الائتلافraquo;، مشيراً الى laquo;محاولات كثيرة جرت لشق الائتلاف صرفت عليها مئات الآلاف من الدولاراتraquo; من دون نتيجة.

وأوضح القيادي في laquo;المجلس الاعلىraquo; النائب جلال الدين الصغير ان laquo;قوى سياسية توصلت الى اتفاق لدعم الحكومة وتحقيق حال أفضل من السلم الاهلي بهدف تحصينهraquo;. واضاف: laquo;انه اتفاق بين قوى سياسية وليس برلمانيةraquo;، مؤكداً عدم وجود laquo;اي تغيير في التحالفات البرلمانيةraquo;. وعبر عن أمله في ان يكون laquo;الاتفاق قاعدة تنضم اليها أحزاب وقوى أخرىraquo;، مؤكداً انه laquo;ليس موجهاً ضد أحدraquo;، كما أكد من جهة اأخرى عدم صحة معلومات تحدثت عن محاولات تغيير المالكي. وقال ان laquo;هذا الأمر ليس صحيحاً (...) لا تغيير في رئاسة الوزراءraquo;.

وكان وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أكرم الحكيم، وهو قيادي في laquo;المجلس الأعلىraquo; أعلن في واشنطن أن العراق سيشهد قريباً تشكيل كتلة سياسية جديدة تضم laquo;المجلس الأعلىraquo; و laquo;الحزب الإسلاميraquo; و laquo;التحالف الكردستانيraquo; لـ laquo;معالجة الإحتقان الطائفي الذي يعصف بالبلاد من خلال التنسيق بين أهم الأحزاب داخل الكتل السياسية الرئيسيةraquo;.

في واشنطن قالت مصادر أميركية رسمية لـ laquo;الحياةraquo; إن البيت الأبيض laquo;يتوقع من المالكي تكثيف جهوده لاحتواء نفوذ جيش المهديraquo;، مضيفة: laquo;أن الأولوية اليوم هي لدعم حكومة المالكي للقيام بهذا الدور قبل البحث بأي تغيير حكوميraquo;.

وأكدت المصادر ذاتها أن بوش بحث مع الحكيم في laquo;هذا الأمر والخطوات الواجب اتخاذهاraquo;، كما نقل هذه الرسالة الى المالكي خلال لقائهما في عمان. وأضافت أن واشنطن laquo;تريد توسيع نفوذ تيارات شيعية أكثر اعتدالا من التيار الصدري في أي حكومة عراقيةraquo;. وهذا ما ورد في مذكرة مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي التي حضت المالكي على laquo;اتخاذ مسافة أكبر من الصدرraquo;. وأبدت المصادر الرسمية استياءها لعدم قيام المالكي بما يكفي لمحاصرة laquo;جيش المهديraquo; في ضواحي بغداد، خصوصاً في ضوء تنامي قوته.

من جهة أخرى، تابع بوش استشاراته الرسمية حول العراق وعقد لقاءات في الخارجية أمس، ومع خبراء مستقلين. ويتوقع أن يخرج البيت الأبيض باستراتيجيته الجديدة قبل العطلة الشتوية التي تتضمن نقاطاً من توصيات البنتاغون والخارجية وتقرير بيكر - هاملتون، وستحمل عنوان laquo;الطريق الى الأمامraquo;.

وترى جهات مقربة من المالكي انه يواجه أكثر مراحل حكومته تعقيداً، خصوصاً بعد تلقيه ما يشبه الإنذار الاميركي النهائي من الرئيس بوش في عمان لمعالجة الأزمة الأمنية التي تعصف بالبلاد واتخاذ اجراءات سريعة لحل الميليشيات وتنفيذ خطوات المصالحة.

وطالب النائب فلاح شنيشل رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان في تصريح لـ laquo;الحياةraquo; بتفعيل قانون الارهاب ضد البعثيين بدلاً من المحاولات الجارية حالياً لاستمالتهم للحضور في مؤتمر المصالحة للقوى السياسية وزجهم بالعملية السياسيةraquo;، في اشارة الى توصيات لجنة بيكر - هاملتون بخصوص دمج البعثيين في الحياة السياسية. واكد ان موقف الكتلة ثابت في رفض حضور البعثيين مؤتمر المصالحة، الذي يعول عليه المالكي لتحقيق دعم سياسي لحكومته وينسجم مع توصيات لجنة الدراسات الاميركية حول العراق.