الثلاثاء 19 ديسمبر2006


شارون بن ـ واشنطن تايمز

يقول تقرير سري خليجي ان ايران اقامت raquo;دولة شيعيةlaquo; في العراق متحدية بذلك سكانه السنة والدول العربية السنية المجاورة له.

إذ يلاحظ هذا التقرير ان القوات العسكرية الإيرانية تؤمن السلاح والتدريب للميليشيات الشيعية بينما تتدفق أموال الهيئات الخيرية الايرانية على مدارس ومستشفيات العراق، وتعمل طهران بنشاط لدعم رجال السياسة العراقيين المؤيدين لها.
ويؤكد التقرير الصادر عن مؤسسة استشارية تقدم توصياتها للحكومات حول الأمن وتقييم المعلومات، يؤكد ان الايرانيين حلوا في كل مكان فشل فيه الامريكيون، وان عدد افراد التمرد السني يصل الى حوالي 77000 مقاتل مقابل نحو 3500 مسلح من ميليشيات الشيعة.
كما تقوم ايران، وفقا للتقرير، بالتسلل الى داخل العراق من خلال قواتها المعروفة باسم raquo;قوات القدسlaquo; التي هي في الواقع فرقة خاصة من فيالق الحرس الثوري الايراني المخصصة في العمليات الاستخباراتية خلال الحروب غير التقليدية.
تقول إد أوكونيل، كبيرة المتخصصين في شؤون الدفاع بمؤسسة راند، ان الاستخبارات الايرانية تحاول التصدي لشبكة كبيرة من جواسيس صدام الذين كانوا يعملون في جهاز الاستخبارات العراقية، اذ من المعروف ان واحدا من كل ستة عراقيين كان يعمل مخبرا بأجر مدفوع أو غير مدفوع في عهد صدام، ولم تختف هذه الشبكة بالطبع بوصول قوات التحالف الى العراق.
وتضيف أوكونيل: الحقيقة هناك حرب غير تقليدية تدور تحت السطح في العراق بين رجال الاستخبارات العراقية السابقة، التي يمكن ان تصبح اداة بيد السعودية، وبين الادارة الخاصة المكلفة بمكافحة التجسس في قوات القدس.
ويرى واضعو التقرير السري، ان عناصر النفوذ في العراق تتضمن شبكة واسعة من المخبرين والعسكريين بالاضافة لدعم لوجستي للمجموعات المسلحة ونشاطات خاصة بالرعاية الاجتماعية.
كما تسعى طهران للتأثير في العملية السياسية في العراق من خلال تأمين دعمها للعديد من الاحزاب الجديدة مثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.
وعلى الرغم من اعلان زعيم هذا الحزب، ان الميليشيا الخاصة به، وهي منظمة بدر التي كانت تعرف سابقا بـ raquo;لواء بدرlaquo;، قد سلمت أسلحتها للسلطة، الا ان افراد هذه المنظمة لا يزالون يسيرون في شوارع بغداد ومعهم هذه الاسلحة.
ويلاحظ التقرير، ان منظمة بدر تتألف من حوالي 25 الف مقاتل في حين يحظى الحزب بتأييد ثلاثة ملايين عراقي. كما يتألف جيش المهدي، الذي يقوده رجل الدين المناهض لأمريكا مقتدى الصدر من عشرة الاف رجل، ويؤيده حوالي مليون ونصف المليون شيعي.
وترتبط كل واحدة من هذه المجموعات بشكل او بآخر بالاستخبارات الايرانية ودوائر الأمن.
وتشير احدث المعلومات الى ان ضباطا من حزب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق يعملون حاليا مع ميليشيات شيعية معينة وفي وحدات من الشرطة والجيش العراقي.
وكان المسؤولون الأمريكيون قد اعترفوا سابقا بأن ميليشيات الشيعة اخترقت جهاز الشرطة العراقية الا انهم لم يذكروا ان هناك تدخلا ايرانيا مباشرا في قوات الامن، لكن من الواضح ان لضباط الشرطة والجيش العاديين ولاء لجيش المهدي ومنظمة بدر اقوى من شعورهم بالانتماء لوحداتهم، وهنا تبدو raquo;منظمة بدرlaquo; كأداة رئيسية تستخدمها ايران لتحقيق اهدافها العسكرية، الامنية والاستخباراتية.
ويقدم التقرير معلومات مفصلة حول التمرد السني بالقول، نقلا عن زعماء العشائر العراقية، ان قادة سابقين وضباطا عسكريين على مستوى رفيع من نظام صدام هم الذين يقفون وراءه، وأن هناك مجموعة دينية صغيرة تتألف من مقاتلين غير عراقيين تعمل في اطاره ايضا ويبلغ عدد افرادها 17 الفا منهم 5000 مقاتل تقريبا من بلدان شمال افريقيا: مصر، السودان بالاضافة لليمن والمملكة العربية السعودية.
اما بقية عناصر التمرد فتتألف من عسكريين سابقين او من قوات raquo;فدائيي صدامlaquo;، وهناك قيادة ومنشآت تحكم واتصال للتمرد خارج العراق، وله ايضا قواعد في مناطق استراتيجية داخله ولا سيما تلك التي يشكل السنة غالبية سكانها.
أخيرا، بعد إشارته الى العلاقات الدينية، العائلية والعشائرية التي تربط سنة العراق بالمملكة العربية السعودية منذ قرون، يخلص التقرير الى القول ان للسعودية مسؤولية خاصة تفرض عليها ضمان أمن السنة في العراق.
بيد ان اهم التوصيات التي تضمنها هي وضع استراتيجية شاملة للتعامل مع ما يمكن ان يكون السيناريو الاسوأ: اندلاع حرب أهلية شاملة.

تعريب: نبيل زلف

الوطن.