الحركة الانقلابيّة تهرب إلى الأمام مطالبة بانتخابات مبكرة وحمادة يتّهمها بتضليل المعتصمين
المستقبل
الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصر الله يُقرّ ويعترف بأنّ quot;محاولة الانقلابquot; التي يقودها، سببها المحكمة ذات الطابع الدولي.
ففي حديث له إلى مجلة quot;العربيquot; المصريّة نقلته وكالة quot;ساناquot; السوريّة الرسميّة، قال نصر الله: quot;إن المعارضة حاولت عبر الحوار الشاق تحصين قرار المحكمة ذات الطابع الدولي بضوابط وطنيّة لا تسمح باستغلاله، لكنها فشلت وأمام ذلك، وأمام غيره من ممارسات الحكومة، اضطرت المعارضة للنزول إلى الشارع وإلى فرض مطالبها عبر الوسائل الديموقراطيةquot;.(ص6)
وأمام هذا الكلام الذي يُفسر حقيقة اعتكاف وزراء quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; في 12/12/2005 ومن ثمّ استقالتهم في 11/11/2006، ويقدم الأسباب الحقيقية لمحاولة نسف مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى والمبعوث السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، نفّذت أمس المجموعة الانقلابيّة quot;هروباً إلى الأمامquot;، معلنة ان مطلبها أصبح إجراء انتخابات نيابيّة مبكرة بإقرار قانون انتخابي جديد في ظل quot;حكومة حياديّةquot;.
وإذا كان quot;الهروب إلى الأمامquot; يتزامن مع عودة موسى واسماعيل إلى بيروت، بعد ظهر اليوم، فإنه، ووفق تأكيدات مراقبي سياسيين، محاولة تهدف إلى التغطية على النقاط المهمّة التي سجلتها حكومة لبنان، في مقابل الصخب الذي أثارته quot;المحاولة الانقلابيّةquot;.
وفي هذا الصدد، يتوقف المراقبون السياسيون عند النقاط الآتية:
1 ـ اتخاذ البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير موقفه الشهير ضد الاعتصامات في وسط بيروت، بحيث وصفها quot;بالحالة المؤذيةquot; الواجب quot;وضع حدّ لهاquot;، وهذا ما حاول، أمس رئيس quot;تكتل التغيير والإصلاحquot; النائب ميشال عون التصدّي له بالقول انّ quot;مطلب المشاركة لا يتحقق بالصوم والصلاة والتأمّل بل بالنزول إلى الشارعquot;.
2 ـ اتخاذ نوّاب قوى 14 آذار القرار بالاجتماع، اليوم في منزل النائب بطرس حرب لدرس مسألتين في غاية الأهمية، أولاهما تتصل بإعداد عريضة نيابيّة وتوقيعها وتقضي بإحالة رئيس الجمهورية إميل لحود على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بجرم خرق الدستور، ولاسيما في امتناعه عن توقيع مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في المتن الشمالي لإملاء الشغور الحاصل باستشهاد النائب والوزير بيارالجميّل، أما ثانية المسألتين فتتمحور حول دراسة الخطوة الواجب اتخاذها لإقرار معاهدة تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان، قبل انتهاء الدورة العادية لمجلس النوّاب، في 31 كانون الأول الجاري.
3 ـ خسارة المعارضة رهانها على أي تعطيل يمكن أن تمارسه روسيا ضد مشاريع الحكومة، بعدما تبيّن انّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ إلى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، خلال استقباله له يوم الجمعة الأخير، دعمه للحكومة ولاستقلال لبنان وسيادته وقراره الحرّ، ووقوفه إلى جانب تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي، وفق الصيغة التي أقرّها مجلس الأمن الدولي، بحيث تمّ الأخذ بالملاحظات الروسيّة التي تضمن أن تكون المحاكمة قضائية وغير مسيّسة، وهذه المسألة عاد وأكدها، أمس الوزير طارق متري الذي رافق الرئيس السنيورة في زيارته القصيرة لموسكو.
4 ـ حصول عمرو موسى على دعم قوي لتحرّكه في لبنان، من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن الرئيس المصري حسني مبارك، وهذا ما أعلنه موسى، أمس.
5 ـ التأييد الشعبي الكبير الذي حظيت به حكومة لبنان، سواء من خلال الوفود التي سبق وأمت السرايا الكبيرة أم من خلال عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يشاركون في كل مِهرجان تدعو إليه قوى 14 آذار في المناطق اللبنانية.
6 ـ بدء التفسخ في جبهة الانقلابيين، مما يفترض مدّهم بمزيد من الأوهام ليعودوا عن تمايزاتهم الظاهرة.
7 ـ التغطية على الكلفة الاقتصادية الباهظة التي تسببها محاولة الانقلاب، وتنعكس سلباً على الحركة الاقتصاديّة من جهة، وعلى مورد رزق صغار العاملين من جهة أخرى.
8 ـ صدور نصّ المحكمة الدوليّة في الجريدة الرسميّة عملاً بأحكام الدستور، من دون أن يحيلها الرئيس السنيورة على رئاسة مجلس النوّاب.
إذاً، في ضوء كل هذه المعطيات، التقى ممثلون عن quot;الحركة الانقلابيّةquot; في منزل الرئيس عمر كرامي في طرابلس، حيث أصدروا بياناً أعلنوا فيه ان quot;مطلب المعارضة أصبح منذ الآن: أولاً، إقرار قانون جديد للانتخابات النيابيّة، وثانياً، إجراء انتخابات نيابية مبكرةquot;.
وقال الرئيس كرامي انه لا بد من تشكيل حكومة حياديّة تضع مشروع قانون انتخابي عادل، وتجري الانتخابات على أساسه.
عون
وبعد صدور هذا البيان الذي تزامن مع ترؤس عون اجتماعاً لتكتل quot;التغيير والاصلاحquot;، عقد عون مؤتمراً صحافياً، أطلّ فيه متشنّجاً، واستخدم فيه لغة طائفيّة، بهدف quot;إفهام المسيحيين الحقيقةquot;، رافضاً quot;التهجّمquot; على الاعتصامات، مؤكداً انّ هدفه منها، بغض النظر عمّا يقوله غيره بما في ذلك quot;حزب اللهquot;، ضمان المشاركة في السلطة، معلناً quot;ترتيبات لترييح وسط بيروت من الآن حتى نهاية العامquot;، على أن quot;تنطلق المرحلة الجديدة في فترة انتهاء الأعيادquot; لمصلحة quot;إجراء انتخابات نيابية جديدة يحكم في ضوئها مَن يحوز الأكثريّةquot;، شانّاً هجوماً على الحكومة quot;التي تبحث عن دعم في الخارج في حين انّ الحل هو في الرابية أو في حارة حريكquot;، متسائلاً عمّا إذا كان quot;إشراك أربعة وزراء تابعين للعماد عون في الحكومة يستحق جلب العالم إلى لبنانquot;، شانّاً هجوماً على الرئيس الشهيد رفيق الحريري quot;الذي كان يدير البلد بعقلية إدارته لشركاته الخاصةquot;.
حمادة يرد
وفي أوّل ردّ على الهجوم إلى الأمام، عقد الوزير مروان حمادة مؤتمراً صحافياً اعتبر فيه ان المطلب الجديد quot;أفقه مسدود أكثر من الأفق الأول(...) فربما نسي أصحابه أن يقولوا للجموع المحتشدة بكافة الإغراءات التي وصفتها مراجع كبيرة بما هي عليه، كيف سيمر هكذا قانون، فلا الحكومة في يدهم ولا المجلس النيابي ولا مشروع القانون ممكن أن يمر ولا اقتراح القانون يمكن أن يعبرquot;.
السنيورة
قبل كل هذه التطوّرات، كان الرئيس فؤاد السنيورة يعلن ان quot;الجميع يعلم انّ الموضوع ليس قضية المشاركة، فقد شاركوا 16 شهراً، ولم يتخذ قرار إلا بالإجماع، مع أن الأكثريّة كان لها أكثر من الثلثين (...) ولكن يتبيّن في الواقع انّ القضية هي المحكمة ذات الطابع الدوليquot;.
وأشار إلى quot;ان المحكمة ذات الطابع الدولي ناقشها الجميع وكل أعضاء مجلس الأمن ولاسيما المندوب الروسي الذي كان فعلياً يأخذ في الاعتبار هواجس الكثيرين في المنطقةquot;.
ولفت إلى انهم quot;يقولون ان هناك أكثريّة وهميّة، ونحن نقول انّ هذه الأكثرية أتت بواسطة انتخابات ولا يستطيع أي شخص بشخطة قلم أن يقوم بانقلاب. نحن نسجل اعرافاً للمستقبل، يكفي أن هذا البلد هو الوحيد خارج دول النفط الذي لم يعش انقلاباتquot;.
وقال: quot;نحن منفتحون على كل المبادرات من اجل ايجاد حلول تؤدي الى عدم التعطيل، هم بيدهم رئيس الجمهورية وايضا رئاسة مجلس النواب، ويطالبون ان يمسكوا بالحكومة، ويقولون الامساك بالحكومة لكي يشاركوا، ونحن نقول ان الممارسة في الحكومة على مدى 16 شهرا كانت تتم بالتوافق، فقرار تركيب الكاميرات امتنع عن اقراره حتى يصار الى إجماع كل الوزراء. لم نأخذ قرارا واحدا الا وكان بموافقة الجميع باستثناء موضوع المحكمة الدولية. يقولون انهم يريدون الثلث المعطل، وبهذا لا تنعقد جلسة لمجلس الوزراء اذا لم يحضر الثلث زائد واحد، واذا استقالوا تسقط الحكومة. ويقول الشاعر، quot;كم من يوم بكيت منه، وعندما اصبحت في غيره بكيت عليهquot;.
وقال: quot;نحن طرحنا اقتراحاً لا يؤخذ بموجبه أي قرار من دون مشاركة المعارضة فيه وهو 19و9و2. وجاء الامين العام لجامعة الدول العربية وطرح 19و10و1 وقلنا لا بأس ما يجعل الاكثرية لا تستطيع اخذ أي قرار من دون موافقة الاقلية، والأقلية لا تستطيع تعطيل انعقاد مجلس الوزراء او اسقاط الحكومة. وذلك يجعل الاكثرية والاقلية محكومتين بالتقارب في كل المشاريع. ايضا هناك مبادرة مجلس المطارنة وقلنا شيئا جيدا. ونحن نقول ان المشاكل لا تحل بالشارع، اضافة الى ان اللبنانيين لا يريدون ان يكون بلدهم ساحة تقاتل، ولا قرارات تصدر من هنا او هناك وتقول نريد ان نهزم البلد الفلاني، ونحن لا مانع لدينا ان يهزموا هذا البلد او ذاك، فهم باستطاعتهم ان يهزموا اميركا فليهزموها ولكن ليس في لبنانquot;.
موسى
وفي طريقه الى بيروت التي يصل اليها، بعد ظهر اليوم قال موسى: عندنا موقف غاية في الجدية في لبنان. وسوف اغادر غدا الثلاثاء الى لبنان وأمس كنت في المملكة العربية السعودية.... وفي مصر عرضت الامر على الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية احمد ابو الغيط الصورة تماما.. مشيراً الى انه التقى خلال زيارته للمملكة العربية السعودية بخادم الحرمين الشريفين ومع الامير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وأضاف انه يعتزم زيارة دمشق خلال الاسبوع الجاري للاجتماع بالرئيس السوري بشار الاسد... مشيرا الى انه اجرى اتصالا أمس بوزير الخارجية السوري وليد المعلم quot;كما تلقيت اتصالا تم خلاله التشاور مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقيquot;.
وأكد موسى ان اهتمامنا في لبنان سيظل على هذه الدرجة المتميزة من المتابعة التي تتمشى وتنطلق من الدرجة العالية من القلق الذى نشعر به.
- آخر تحديث :
التعليقات