الجمعة 29 ديسمبر2006

دعم وقوة للاكتفاء الذاتي

بيك (الرسالة)الإيرانية

يتساءل بعض المراقبين في المرحلة الراهنة، بعدما تعرضت إيران أخيرا الى مواجهة من قبل الغرب، كيف ستواجه طهران احتمال فرض عقوبات عليها اذا قام مجلس الامن بتطبيق القرار ،1737 وكان المحافظون في عهد حكومة الرئيس الايراني محمد خاتمي قد أثاروا موضوع ضرورة الحفاظ على التنمية الاقتصادية بدلا من التنمية السياسية، وهذا يعني ان المحافظين يؤكدون اهمية العامل الاقتصادي اكثر من تأكيدهم العامل السياسي، ولكن هل يا ترى سيتحمل المحافظون الضغوط الدولية وهل هم قادرون على إحباط هذه الضغوط واحتواء كل الأزمات التي قد تنجم عن فرض العقوبات الاقتصادية التي قد تبدأ بعد شهر من الآن؟
يقول المسؤولون الايرانيون ان فرض العقوبات على ايران من شأنه ان يزيد البلاد قوة واقتدارا في مجال الاكتفاء الذاتي، وان لدى ايران القدرة على صناعة وإنتاج كل شيء في داخل ايران، لكن الاصلاحيين يشككون في مثل هذه الأقوال، خاصة ان حكومة احمدي نجاد تستورد سنويا اكثر من ما قيمته 50 مليارا من السلع والمعدات من الخارج مقابل حوالي 30 مليارا صادرات من النفط والسلع غير النفطية.
وكانت ايران قد استوردت كميات كبيرة من القمح والمواد الأساسية الا انها لاتزال بحاجة الى مواد غذائية وطبية وحتى انها تستورد وقود السيارات بقيمة 3 مليارات دولار من الخارج. ويدعو الاصلاحيون المنتقدون لحكومة احمدي نجاد إلى ضرورة حل أزمة الملف النووي بالطرق السلمية، وهؤلاء يؤكدون انه لا يمكن الاعتماد او الثقة بالوعود الروسية والصينية لان مثل هذه الوعود لم تطبق حتى الآن، وان العقوبات على ايران قد تتوسع في مراحل لاحقة اذا ظلت حكومة احمدي نجاد على مواقفها.
لقد أصدرت الحكومة قرارا بتشغيل 3 آلاف جهاز طرد مركزي هذا الأسبوع، الامر الذي يعتبر بمنزلة رد سلبي على القرار ،1737 وعدم اكتراث حكومة احمدي نجاد بتعهدات الغرب التي وصفتها بالجوفاء مؤكدة ان الغرب سوف يندم على فعلته هذه ومواقفه المعادية لايران.