الأربعاء: 2006.03.08

رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي لـ الوطن:
إسقاط laquo;الجعفريraquo; ضروري لخروج العراق من أزمته

أجرى الحوار:حسن عبدالله

قال عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية ان زيارة الوفد العراقي للكويت ادخلت السرور والطمأنينة الى قلوبنا وجعلتنا نشعر بأن اخواننا في الكويت ـ حكومة وشعبا ـ يقفون معنا في محنتنا.
وأضاف في حديث خاص لـ laquo;الوطنraquo; بأن اسقاط الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء المنتهية ولايته والمرشح من قبل الائتلاف العراقي اصبح امرا مهما وضروريا لتقدم العراق وخروجه من ازمته، مشيرا الى ان جبهة التوافق العراقية مؤيدة بالقائمة العراقية برئاسة اياد علاوي، والاتحاد الكردستاني تمثل الاغلبية في مجلس النواب مما سيتيح لها رفض تعيين الجعفري رئيسا لمجلس الوزراء.
وأكد ان العراق الآن يعيش حالة اضطراب مأساوية وينبغي على العقلاء ان يتداركوا الوضع ويضعوا حلا لهذه المشكلة التي قد تدمر العراق، موضحا بأن الحل الامثل يكمن في التوافق والحوار وايجاد حكومة وطنية قوية يشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي وتكون بعيدة كل البعد عن الطائفية او استحواذ طائفة من الطوائف على الحكم واستبدادها به.
وقال الدليمي بإنه كان يعتقد انه آخر انسان على الساحة في العراق من الممكن ان يتعرض لاعتداء كما حدث مؤخرا، لافتا الى ان القتل والدماء اصبحت لغة يومية عادية في العراق، مما جعل المواطن العراقي يصاب بحالة لا مبالاة تجاهها وفيما يلي نص الحوار:

الآن بعد ان كتب الله لك عمرا جديدا اثر محاولة الاغتيال التي تعرضت لها: هل تغيرت رؤيتك للحياة وللعراق؟
ـ الدليمي: لم أر الموت بعيني فلم أكن مع الذين تعرضوا للاعتداء، كنا عائدين من زيارة د.حارث الضاري وأصاب احدى عجلات السيارة التي كنت اركبها عطل، فنزلت منها وركبت سيارة ثانية، وعندما وصلت بالقرب من مقري اتصل بي احد الحرس وقال لقد ضربنا في منطقة اسمها الغزالية، وان ستة من الحرس جرحوا فيما استشهد حارس واحد.
والحقيقة اني تلقيت النبأ بشكل طبيعي جدا، لأن القتل والاعتداء والتفجيرات اصبحت شيئا عاديا وطبيعيا في العراق، وأصدقك القول انني تلقيت النبأ بلا مبالاة، فنحن نرى الموت ونعيشه في كل لحظة في بلدنا.
وكنت اعتقد انني اخر انسان على الساحة في العراق من الممكن ان يتعرض للاعتداء وذلك لأنني مسالم بطبعي، وأكره العنف وأنبذه، وقد غيرت هذه الحادثة نظرتي الأمنية فلم أكن مهتما بالحماية وبالاحتياط ولا بالحذر، وعليّ الآن تغيير ذلك كله.

من يا ترى كان يهمه التخلص منك؟
ـ الدليمي: لا أتهم احدا او اي جهة من الجهات، وقد اسميت هذا الحادث بالحادث العرضي.

جاءت محاولة اغتيالك بعد تفجير قبة مرقد الامامين الهادي والعسكري وحرق المساجد؟
ـ الدليمي: لا اعتقد ان هناك ارتباطا بينه وبين ما حدث، لكن ـ بشكل عام ـ العراق يعيش حالة اضطراب مأوساوية خطرة، وينبغي على العقلاء ان يتداركوا الوضع ويضعوا حلا لهذه المشكلة التي قد تدمر العراق.

ما الحل لهذه الحالة من وجهة نظركم؟
ـ الدليمي: الحل هو التوافق والحوار وايجاد حكومة وطنية قوية يشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي، بعيدة كل البعد عن الطائفية، او استحواذ طائفة من الطوائف على الحكم واستبدادها به، هذا هو الحل الأكيد لكل المشاكل في العراق، ولعل قضية الامن تأتي في مقدمة هذه المشكلات، ونأمل بعون الله تعالى وبتكاتف القيادات السياسية الوطنية المخلصة العاقلة ان تحل جميع مشاكلنا في العراق.
فالجميع حريص على ان ايقاف الفتنة لأنها لا تصب في مصلحة العراق، وتنال من أمن وحياة جميع العراقيين وفي مقدمتهم الساسة والنخب الفكرية والاجتماعية والسياسية.

توافق الأكراد والسنّة على رفض رئاسة د.الجعفري لرئاسة الوزراء القادمة.. لماذا؟
ـ استبعاد الجعفري هو جزء من حل مشكلة الطائفية في العراق، فالاصل في الامر ان تتشكل حكومة توافقية وطنية بعيدة عن الطائفية، تشترك فيها جميع القوى السياسية، لا سيما التي لها وجود في المجلس الوطني.

لكن الجعفري يمثل طائفة لها الاغلبية في المجلس الوطني؟
- الدليمي: هم لا يمثلون الاغلبية، فلهم 130 مقعدا فقط، ونحن لنا 140، مقعدا أي اننا نشكل الاغلبية في المجلس وليسوا هم، ولهم الحق في ان يرشحوا من بينهم رئيس الوزراء لأنهم اكبر كتلة منفردة في المجلس، ولكن هذا الترشيح لا يعني تشكيل الحكومة ولا تعيين رئيس وزراء، وبعد اختيار رئيس الجمهورية يقوم بتكليف رئيس الوزراء - الذي ترشحه كتلة الائتلاف - ويعرض على مجلس النواب ويجري تصويت عليه، فإن فاز بأغلبية الاصوات فعليه بتشكيل الحكومة خلال شهر، وان لم يستطع تم تكليف غيره.

ماذا لو اصر الائتلاف على ترشيح د.الجعفري؟
- الدليمي: لو اصر الائتلاف على رئاسة الجعفري للوزارة سيتم اسقاطه في المجلس لأنه لن ينال اغلبية ولن يحصل على ثقة المجلس، وعندئذ يختار رئيس الجمهورية شخصا غيره من أي جهة كانت، ويتم عرضه على المجلس من جديد.
ونحن نملك كتلة اكبر من قائمة الائتلاف في المجلس الوطني، وذلك بالاتفاق مع القائمة العراقية برئاسة د.اياد علاوي، والاتحاد الكردستاني بجماعتيه: طالباني وبرزاني، وجبهة الحوار الوطني برئاسة د.صالح المطلق، ومعنا كذلك كتل صغيرة، وكلها تبلغ 144 مقعدا وبالتالي فالاغلبية معنا.

لماذا هذه الحملة الشرسة ضد د.ابراهيم الجعفري؟
- الدليمي: نحن نأخذ عليه فشله في ادارة الدولة، وعدم قدرته على معالجة مشاكل البنى التحتية والبطالة والامن، ولا سيما ما حدث بعد تفجير قبة الامامين علي الهادي والحسن العسكري، من هدم وقتل وحرق وتدمير وتفجير لمساجد اهل السنة، وذبح المصلين وحرقهم وغيرها من الامور التي تركتها الحكومة تحدث دون أي تدخل أو حماية. ما جريرة هذه المساجد التي دمرت وضربت بالقنابل، وما ذنب هؤلاء الائمة الذين قتلوا وهم على منابرهم؟ وما علاقة هؤلاء جميعا بتفجير قبة مرقد الامام الهادي؟

وما ذنب الدكتور الجعفري امام هذا الانفلات الامني المفاجئ الذي فجر المشاعر الجريحة والمطعونة؟
- الدليمي: الجعفري قام laquo;بتسخينraquo; الوضع الامني عندما راح يتفرج على ما يحدث دون ان يتدخل، والله فإن ما حدث في بغداد خلال الايام الماضية لم يحدث حتى في ايام هولاكو والتتار الذين لم يحرقوا المساجد ولم يتعرضوا لها.

سمعنا عن laquo;فرق الموتraquo; التي نشرت الرعب في بغداد ما حكايتها بالضبط؟
- الدليمي: انها فرق تقوم عقيدتها على الحقد الطائفي الدفين والبغيض في نفوس هؤلاء الذين لا يلتزمون بدين ولا بشرع ولا بأخلاق ولا بروح وطنية. كلها اعمال بربرية ووحشية كان ينبغي مقاومتها.

اين العقلاء وسط كل هذه الفوضى؟
- الدليمي: عقلاء الامة نائمون، كالعقلاء في العالم من حولنا، وكالمنظات العربية والاسلامية، وكالامم المتحدة. فما جرى في اعقاب تفجير قبة الامام الهادي شيء فظيع جدا ومؤلم ومحزن، والحكومة تركت هؤلاء القتلة يعيثون في مساجدنا وابنائنا فسادا.
وانا طلبت من رئيس الوزراء ان يعلن منع التجوال لايقاف هذه الفتنة، لكنه لم يتحرك الا بعد ثلاثة ايام، أو كما يقولون وبعد خراب البصرة!!

وما سبل التخفيف من هذا الاحتقان الجاهز للتفجير دائما؟
- الدليمي: نحن ندافع عن انفسنا بالحوار والكلمة الصادقة والعمل الجاد من اجل انقاذ العراق والسعي الحثيث لتشكيل حكومة قوية واعادة تشكيل الجيش العراقي القديم ولو بجزء مهم منه وهذا ما سيحدث ان شاء الله حينما تتشكل الحكومة الجديدة.

لكن الجيش العراقي السابق متهم بأنه laquo;بعثيraquo;؟
- الدليمي: الجيش العراقي السابق لم يكن بعثيا، وانما كان laquo;جيشا عراقياraquo; دافع عن العراق وصد الهجة الايرانية ودافع عن فلسطين، وشارك في الدفاع عن سورية وعن مصر.

وغزا الكويت ايضا أليس كذلك؟!!
- الدليمي: الذي غزا الكويت هو النظام السابق وليس الجيش الوطني العراقي.

وماذا عن زيارتكم للكويت؟
- الدليمي: لقد كانت زيارة فريدة، حيث ادخلت السرور والطمأنينة الى قلوبنا، وجعلتنا نشعر بأن اخواننا في الكويت - حكومة وشعبا - يقفون معنا في محنتنا ونقدم عظيم الشكر لسمو الامير - احد اهم العقلاء في هذه الامة وولي عهده ولرئيس الوزراء ولرئيس مجلس الامة ولوزير الخارجية ولوزير الاوقاف ولكل من التقينا به من وجهاء الكويت الذين فتحوا قلوبهم وعقولهم لنا.
فضلا عما تقدم به سمو الامير من تبرع باعادة تعمير القبة التي فجرت، والمساجد التي دمرت وهذا شيء معلوم عن الكويت ومساهماتها في اعمار بلاد المسلمين، وتقديم الاعانات للشعوب العربية والاسلامية. وهذا امر يسجله لهم التاريخ، فالكويت اهل خير ومودة، واعمالهم الخيرية في بلدان العالم كله تتحدث عن نفسها بشموخ وكرم، ونسأل الله ان يحفظ الكويت واهلها على الدوام.

تبقى جزئية معينة وهي قضية ترسيم الحدود بين الكويت والعراق فالامر يحتاج الى..
- وعندئذ اشار الدليمي بيده منهيا الحوار دون اجابة!!