باريسـ بشير البكر:

احتلت سيغولين رويال، مرة أخرى، المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقرر أن تجرى في مايو/ أيار من العام المقبل. وجاء في استطلاع رأي تنشره مجلة ldquo;لوبوانrdquo;، أن رويال حصلت على 64 في المائة من الأصوات، سابقة بذلك وزير الداخلية الحالي، رئيس حزب ائتلاف اليمين الحاكم (التجمع من أجل الحركة الشعبية) نيقولا سركوزي بست نقاط. وأظهرت نتائج الاستفتاء الذي أجرته مؤسسة ldquo;ابسوسrdquo; الفرنسية المتخصصة في استطلاعات الرأي، وقراءة الاتجاهات الانتخابية، ان أغلبية واضحة مستعدة للتصويت من الدورة الأولى لمصلحة السيدة الاشتراكية رويال، في حال كانت المنافسة بينها وبين سركوزي، وانها قد تفوز في الدورة الانتخابية الثانية بالحصول على 53 في المائة، اذا كان منافسها رئيس الحكومة الحالي دومينيك دو فيلبان، الذي من المقرر أن يدخل في منافسة مع سركوزي على أصوات ناخبي اليمين.

تأتي رويال للمرة الثالثة، في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي خلال الأشهر الثلاثة من العام الجاري. ففي شهر يناير/ كانون الثاني الماضي تصدرت كافة الأسماء، وحازت على 42 في المائة في استطلاع رأي اجرته صحيفة ldquo;لو باريزيانrdquo; اليومية، وجاء بعدها بكثير الزعيم السابق للحزب الاشتراكي ورئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان، الذي حصل 24 في المائة. وفي شهر فبراير/ شباط الماضي كانت في الصدارة ايضا، حيث حصلت على نسبة 63 في المائة من اصوات الذين الذين شملهم استطلاع الرأي.

إلى وقت قريب كان الاعتقاد السائد أن هذه السيدة(52 سنة) الأم لأربعة أولاد ليست في وارد اقتحام ميدان العمل السياسي من أوسع أبوابه، لذا فهي تعمل من أجل دعم ترشيح زوجها الخجول فرانسوا هولاند الأمين العام الحالي للحزب الاشتراكي، الذي قرر أن يكون في الواجهة منذ أن انسحب جوسبان من الحياة السياسية على إثر خسارته في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مايو سنة 2002 امام منافسه الرئيس الحالي جاك شيراك. وكانت الكثير من الآراء تفلت بين الحين والآخر لتقول إن حظها بالرئاسة اكثر من حظ زوجها الذي تصارعه فرقة من ldquo;المخضرمينrdquo; من أمثال لوران فابيوس ودومينيك شتراوس كاهان وجاك لانغ. ونظراً لحدة الصراع الداخلي فإن المؤتمر الأخير للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي انعقد في نهاية السنة الماضية لم يتفق على مرشح واحد، وبقيت المسألة معلقة. وفي هذه الأثناء بدأت رويال تلعب أوراقها الخاصة بالظهور الاعلامي المكثف، من دون أن تنفي نيتها خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

مع كل يوم يمر يزداد الرأي العام الفرنسي قناعة بأن رويال هذه السيدة صاحبة الابتسامة الحالمة، تستطيع ان تكون البديل الذي يعلو فوق انقسامات الحياة السياسية في اليسار واليمين على حد سواء، وهي اثبتت منذ أن تولت عدة وزارات، البيئة، الأسرة، التعليم، انها من الكفاءات الكبيرة، ذات النظرة الاجتماعية الإصلاحية. صحيح انها من ورثة الرئيس السابق فرانسوا ميتيران، لكنها في الوقت نفسه من جيل نسائي جديد طموح وديناميكي، كانت تمثله الى جانب وزيرة العدل السابقة اليزابيث غيغو، ووزيرة العمل السابقة مارتين اوبري.

سيغولين رويال في الرئاسة الفرنسية هي المعادل لانجيلا ماركيل في المستشارية الألمانية. إن الآية مرشحة هذه المرة للانقلاب بين الثنائي الفرنسي الألماني، ففي السابق كانت المعادلة قائمة على الاشتراكي شرودر واليميني شيراك.