غادة حلاوي

تركت جلسة الحوار الأخيرة، بما خرجت به من قرارات متفق عليها، انطباعاً ان هناك زيارة سريعة سيقوم بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى سورية مفوضاً من المتحاورين بهدف إرساء علاقة معها على قواعد ثابتة وواضحة تؤدي الى تصحيح ما شاب هذه العلاقة من خلل. وقيل في هذا الصدد ان هذا التفويض كان يفترض أن يبقى سراً إلا ان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بادر الى افشائه.

وبعد نيله تفويض المتحاورين قال السنيورة في معرض رده عن موعد حصول هذه الزيارة ان ldquo;الطبخة لم تستو بعدrdquo; ومصادره تزيد على قوله هذا ان ldquo;أدوات الطبخة بحد ذاتها لم يجر تحضيرها بعد وان رئيس الحكومة عاكف على ترتيب ملفاته المتعلقة بالزيارةrdquo;.

وليست الزيارة على نار حامية ولا تحضير الملفات وحده يسهل أمر حصولها وانما الأجواء أيضاً ودراسة توقيت الزيارة عند رئيس الحكومة مهمة للغاية لمعرفة متى تكون مفيدة أو غير مفيدةrdquo;.

ولا تستبعد مصادر حكومية أن تجرى اتصالات عربية معينة تسهل لرئيس الحكومة مهمته لاسيما ldquo;ان ما حصل في السابق ليس سهلاً، ورئيس الحكومة قد يكون في انتظار بلورة استحقاقات عدة قبل القيام بزيارته أهمها القمة العربية والاتصالات الجارية على خط العلاقة اللبنانية مع سورية والحوار اللبناني الداخلي وrdquo;هناك أمور يجب أن تنضج كي تحصل الزيارة والنفس الايجابي حيالها موجود لكن لا شيء مستعجلrdquo;.

أما في المعطى السوري بالنسبة للعلاقة مع لبنان فقد كان لافتاً الدعوة المكتوبة التي تلقاها وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ من نظيره السوري وليد المعلم لزيارة سورية وهذا هو التخاطب الرسمي الأول على مستوى الخارجية بعد الانسحاب السوري من لبنان وبعد تعيين المعلم وزيراً للخارجية.

وحسب مصادر مطلعة على الموقف السوري فإن دعوة صلوخ لم تأت من باب قطع الطريق على رئيس الحكومة وحصر العلاقة في وزارتي خارجية البلدين وإنما تأتي تكريساً لاتفاق شفهي على مواصلة اللقاءات حصل بين وزيري خارجية البلدين على هامش المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب أخيراً، وقد أراده صلوخ شفهياً فتوجه إليه نظيره السوري بدعوة خطية للزيارة.

وحسب تحليل تلك المصادر أن وزير الخارجية السوري أراد إرسال بادرة حسن نية تجاه العلاقة مع لبنان لا سيما بعد ما صدر عن مؤتمر الحوار الوطني.

لكن الرسالة الخطية لم تكن كافية لزيارة صلوخ الى سورية لأن الاجابة على الدعوة لن تتضمن تحديد موعد قريب لحصولها نظراً لضيق الوقت الفاصل عن القمة العربية والارتباط مسبقاً بمواعيد لقاءات مع رئيس الحكومة في الخارج ومن المهم التحضير مسبقاً للزيارة وعدم سلقهاrdquo;.

وهنا تستبعد مصادر معينة حصول أي زيارة لشخصية لبنانية رسمية الى سورية تستبق زيارة رئيس الحكومة.

هذه الزيارة لم تتبلغ سورية بعد بموعد حصولها ولا تبلغت رسمياً بما صدر عن مؤتمر الحوار بشأن العلاقة معها، غير ان هذا الأمر لا يلغي وحسب مصادر المطلعين على أجواء دمشق ان رئيس الحكومة ضيف مرحب به في أي وقت في سورية وتوقعت أن يتم التمهيد لهذه الزيارة عبر مساعٍ عربية قد تعيد إحياء ورقة العمل السعودية المقترحة للعلاقة بين لبنان وسورية والتي تم التغاضي عنها سابقاً لمعارضة قوى لبنانية لها.

والى الأمور التي ينتظر السنيورة انضاجها كشرط لإنجاح زيارته المرتقبة فإن سورية وحسب تحليلات مصادر المطلعين تلك ترى ان الطريق لزيارة السنيورة ستكون سهلة جداً وهو لن يعود خائباً إذا نال رئيس الحكومة التزاماً من حلفائه في الحكومة أنهم يريدون علاقات مميزة مع سورية وإنهاء أجواء التشنج والتزام كل ما قد يتم التوصل إليه معه من تفاهمات تجنباً لما حصل عقب الزيارة الأخيرة الماضية.

وإذا حصلت زيارة السنيورة الى سورية فالأمور المطروحة للنقاش لن تكون سهلة، والجانبان مستعدان لمكاشفة صريحة حول ما شهدته العلاقة اللبنانية السورية بعد الزيارة الأخيرة للسنيورة الى سورية وما أعقبها.

والمسألة ثقة غير موجودة حتى اليوم بين الجانبين تقول المصادر، لكن مساعي عربية سعودية خصوصاً، تسعى لإيجادها انما ليس قبل أن يحدد لبنان ماذا يريد من علاقته مع سورية.

ومن الوقائع يبدو ان خط الاتصال اللبناني ـــ السوري لن يستأنف على المستوى الرسمي أقله قبل القمة العربية وما ينتج عنها إن على مستوى القرارات أو على مستوى اللقاءات الهامشية وهنا لا تستبعد مصادر ديبلوماسية أن تستعرض هذه القمة الوضع اللبناني والعلاقة اللبنانية ـــ السورية من باب البحث عن قرارات تكون ملزمة للطرفين تحت المظلة العربية.