عيون وآذان
جهاد الخازن
الكل مستهدف والكل سيدفع الثمن، والفارق بين بلد وآخر في الشرق الأوسط هو دوره في الطابور، فبعض سيدفع غداً، وبعض بعد غد، وهكذا...
الامارات العربية المتحدة وايران على خلاف منذ سنوات على الجزر الاماراتية الثلاث التي احتلتها ايران وترفض مجرد التفاوض في شأنها، والامارات قلقة من البرنامج النووي الايراني وأثره في البيئة الخليجية، وهي قلقة (من دون اعلان) من الطموحات الاقليمية لايران، ومع ذلك وجدت البلدين واحداً في حملة اعداء العرب والمسلمين الذين لا يفرقون بين عربي وعجمي، أو بين سنّة وشيعة، فالهدف هو دائماً تطويع الشرق الأوسط، أو تدميره، لحماية اسرائيل.
جوليا بريستون كتبت في laquo;نيويورك تايمزraquo; عن الامارات، وآرييل كوهن كتب في موقع مؤسسة هرتدج اليمينية عن ايران. وأبدأ بإيضاح، فليس عندي أي اعتراض على بريستون وجريدتها، لأنها نقلت معلومات مهمة عن آخرين. أما كوهن وهرتدج فهما جزء من مجموعة متطرفة تغذي تطرف الادارة الأميركية ضد بلدان الشرق الاوسط كلها، وتدافع عن جرائم حكومة نازية التوجهات في اسرائيل إن لم تقتل بنات المدارس يوماً فهي تحاول تجويع أسرهن.
بريستون كتبت ان الهلال الأحمر الاماراتي يتبرع لأسر المسلحين الفلسطينيين وللمدنيين الفلسطينيين الجرحى. وهي ذكرتنا بموضوع شركة موانئ دبي والعنصرية الأميركية ضد شرائها شركة بريطانية تدير موانئ أميركية.
الكاتبة تنقل عن وثائق حصل عليها غاري أوسن، وهو محام أميركي يحاول الحصول على تعويضات عبر المحاكم الاميركية بالنيابة عن laquo;ضحايا أميركيين للهجمات الارهابية الفلسطينيةraquo;.
هناك ارهاب وهناك ضحايا، الا ان الارهاب اسرائيلي والضحايا فلسطينيون، والولايات المتحدة شريكة في الارهاب الاسرائيلي بتمويله والدفاع عنه. ويعرف قراء هذه الزاوية انني أعود الى الارقام الاسرائيلية في كل مرة يثار موضوع الارهاب، وآخر ما عندي هو عدد القتلى المدنيين من فلسطينيين واسرائيليين بين 29/9/2000 أي بدء الانتفاضة الثانية و14/3/2006، وهي تظهر 3436 قتيلاً فلسطينياً مقابل 683 قتيلاً اسرائيلياً، أي ان الحكومة الاسرائيلية أكثر ارهاباً بخمس مرات من حماس لو افترضنا ان حماس قتلت كل المدنيين الاسرائيليين. وكوهن يزعم ان حماس مسؤولة عن قتل laquo;ألوفraquo; المدنيين الاسرائيليين، وهي مبالغة حقيرة وكاذبة كصاحبها طالما ان اسرائيل نفسها لا تنشر أرقاماً بالألوف، فالألوف الوحيدة من المدنيين هي ما قتل الجيش الاسرائيلي والمستوطنون.
بريستون تعطي مثل أسرة أنور عوني مصطفى عبدالغني الذي قتل في معركة مع الاسرائيليين قرب طولكرم في شباط (فبراير) 2002، وتقول ان الهلال الأحمر الاماراتي يساعد أرملة الشهيد وطفليه بالمال.
أين الخطأ في هذا؟ القانون الالهي laquo;لا تزر وازرة وزر أخرىraquo; موجود في كل قانون وضعي، فلو كان القاتل مجرماً عادياً في مدينة أميركية، لأعدم أو حكم عليه بالسجن المؤبد، ولبقيت زوجته والقاصران من أولاده يتلقون مساعدات حكومية من الضمان الاجتماعي وغيره، من دون تحميل الأسرة وزر جريمة فرد فيها.
دانيال غليزر، وكيل وزارة المال الأميركية، قال laquo;ان الامارات شريكة في مكافحة تمويل الجماعات الارهابية، الا انه زاد ان الجمعيات الخيرية التي تؤيد النشاطات الارهابية بتأييد أسر وأيتام نعتبرها تمول الارهابraquo;.
غليزر مخطئ، ولا تنه عن خلق وتأتي مثله، لأن الولايات المتحدة هي التي تؤيد الارهاب الاسرائيلي، وهي تمارس الارهاب ضد المدنيين العراقيين حيث يقتل مدنيون، خصوصاً أطفال، في العمليات العسكرية الاميركية.
وبالنسبة الى الامارات العربية المتحدة فهي بلد زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وفي الحكم أولاده، والوطنية عندهم موروثة ومكتسبة، وحملات عصابة اسرائيل ستجعلهم أكثر اصراراً على المضي في درب الوطنية الذي خطّه والدهم الراحل.
آرييل كوهن (عاشت الأسامي) يحرض الولايات المتحدة على روسيا، ويزعم ان هذه تمارس سياسة سوفياتية في الشرق الأوسط، وهو يعترض تحديداً على دور موسكو في البرنامج النووي الايراني وتعاملها مع حماس، بل انه يعترض على تزويد روسيا كلاً من ايران وسورية صواريخ مضادة للطائرات.
هذه الصواريخ دفاعية، وكوهن يفضح نفسه وأهدافه، فهو يريد ان تترك ايران وسورية مكشوفتين لعدوان اسرائيلي بأسلحة أميركية. وبما ان الكاتب الاسرائيلي الهوى وقح ككل افراد العصابة فهو يقول laquo;ان شبكة الصواريخ هذه، مدعومة برادارات وكومبيوترات، يمكن ان تشكل نظام دفاع جوي يجعل توجيه ضربات عسكرية في المستقبل لتدمير برنامج الأسلحة النووية الايرانية مستحيلاً تقريباًraquo;. لماذا لا تضرب الولايات المتحدة برنامج اسرائيل؟
أقول laquo;ان شاء اللهraquo;، وأزيد ان الولايات المتحدة هُزمت في العراق وستكون هزيمتها أكبر لو واجهت ايران، والادارة الأميركية تعرف ضعفها لذلك فهي تريد مفاوضة ايران على العراق على رغم تحريض عصابة اسرائيل. الامارات العربية المتحدة لها موقف متحفظ من المفاوضات الأميركية ndash; الايرانية على العراق، غير ان الخلافات جميعاً بين الامارات وايران لا تعني شيئاً لأنصار اسرائيل، فهم يحرضون على دول الشرق الأوسط كلها، وهذه ستدفع الثمن واحدة بعد الأخرى ان لم توحّد صفوفها ضد السرطان الاسرائيلي وعملائه في الولايات المتحدة.












التعليقات